نعمى11



مارينا سوريال
2016 / 10 / 16

عرفته كبيرة ..كانت طفلة عندما رحلت تعرف بلدتنا اكثر من مدينتها التى ولدت بها ولم تزها يوما كانت بصيرة ترحل ثم عديلة فنبيلة بعيدا عنها الى الجنوب الى قنا الى دمنهور حيث رحلت الاخريات بينما بقيت جليلة تنتظر اكثر من الاخريات ..تكره ان اخبرها باننى سمعت صوت بكائها تعرف انى اعرف وربما نعمى تفعل ..
عرفت اسمه اخيرا بعد ان لاحظت انه ايضا يسير نفس طريقى لكنه يتخطانى لقريته بعد قريتنا كل يوم ياتى من اتجاه مدرسة البنين المقابلة لنا فى الاتجاه الاخر ..كل السنوات السابقة التى قدمت فيها شكاوى لابعاد مدرسة البنين عن الفتيات لم يجدى نفعا كنت اراقبهن يجدن الوسيلة لرؤية من احببن اما انا فكنت فقط اخاف لا اعرف سوى الخوف لحينها من وجه نعمى اعود فاجدها جالسة ممدة على فراشها الذى اعتادت الجلوس عليه طيلة النهار بعد رحيل الفتيات وجليلة تنوح بعيناها وهى تجول فى البيت تنظف اركانه ..كان اسمه رشيد اخذت اردده فى الليل همسا لا ادرى ان كان تعمد ان يلقى باسمه امامى ام كانت مصادفة من صديقه..هناك مر الوقت وكنت اراه على الجانب الاخر من قريتنا بعيدا عن اعين تفضحنا ..كان يخبرنى انه ينتظر الاشهر القليلة لتمضى حتى يرحل الى المدينة الكبرى القاهرة هناك حيث الجامعة والحياة الحقيقة كان يردد ان هناك فقط يستطيع ان يقول انه انسان يحيا ..هناك حيث لا احد يعرف الاخر ..كنت اخاف لم افكر اننى ساترك البيت ونعمى ..عندما عرفت رشيد عرفت اننى اكره نعمى واريد الرحيل..كانت تمقنى وتحبنى ..تراقبنى بنصف عين ناعسة لاادرى ان كانت فضحت امرى..كنت اعلم ان بعد اشهر قليلة ساظل طيلة الوقت امامها ربما يكن حظى مثل اخواتى بعد ان فقدت جليلة الامل ..كنت اخاف ان ترحل جليلة واتبقى انا لها بمفردى هل ستصبح حياتى اضحية لحياتها ..كانت تردد ان الشجرة تريدنى فى الميعاد لذا تنتظر ليس عليه ان اتعلق بعروستى او مدرستى او غرفتى لان الكل راحل عنى او انا من سارحل عن الكل ..اسمعها فى الليل تردد عودى يا عجوز واخبرينى هل تتألم لغياب ابى بعد كل هذا الوقت ألم تقل انه مات ومات معه ذلك الاسمر سليمان اكره نعتها تنادينى بالحدباء لان ظهرى به حدبة قليلة احب النظر الى الارض ولم افكر يوما ان اتطلع بالسقف مثل جليلة التى تظيل النظر اليه كثيرا حتى تتوقف انفاسها وتشهق لتعود تتلفت حولها من جديد..ستموتين تحملقين فى الهواء هكذا يا جليلة ..
كان الوقت ليلا عندما اقتربت من فراشى ليلا قالت انهضى انه الموعد لم استطع سوى ان احملق بوجهها عندما جذبتنى من جلبابى لم تستمتع لنداء جليلة او استغاثتها لم اعرف ان جليلة تحبنى لتحاول ان تنقذنى منها..كنت احاول ان اصرخ لكن صوتى انحشر احاول ان اخمش اعض بلا فائدة من اين لنعمى تلك القوة انها تجرجنى من خلفها يرتطم ظهرى بالارض يؤلمنى فلا اصرخ ذهب صوتى احاول ان اضرب بقدمى لكن اصابعى تنجرح وتنزف دما ..كنت اراه اشباحا تحملق فينا من بعيد لم يجرؤ احدهم ان يقترب منها راقبت المشاعل والنيران وهى تضرب جذور الشجرة فى بطء اولا ..