نعمى12



مارينا سوريال
2016 / 10 / 19

ام منصور
الزمن مخلصناش منك يا نعمى حتى حنان
تهمس لنفسها بينما تراقب ابنتها تتلوى من حمتها لم ترى ينهض عن اريكته لاى منهم من قبل لكنه الان يحضر الطبيب من المركز غادر القرية حتى المركز ليحضر طبيب المستوصف سريعا لاجل حنان ..يراقب الطبيب يغمغم عليها ان تنقل الى المشفى ..تراقبها جليلة كانها تحلم ما بها نامت سليمة معافية لكن نعمى زارتها فى الليل من جديد ..
رجعتى يا نعمى لبنتى بنتى يا نعمى..
سمعت النسوة يرددن عادت العجوز الشوم الى دارهم من جديد واليوم خطفت صبية فى عزها ربما ذهبت خلف من مات
اجابت اخرى ومن قال ان العجوز فعلت لما لم تفعل امها
هل يعقل ان ترحل بعد رحيل صاحبها
ردت اخرى بحزم للموتى حرمة
وبيوتنا الكل عارف حكاية حنان مع سعيد لو سكتنا الارض هتتكلم وتحكى كل حاجة حصلت قدام الكل مكنش ليها تعيش بعد مامات جليلة قفلت عليها دارها ولملمت الباقى ...
نعمة
ارتديت الاسود برغم انى لن اذهب لتعزيتها تخيلت وجه جليلة وحزنها الرسول اخبرنى انها ربما من فعلتها اعتقد انها فعلتها كانت تقول انا لست نعمى ولكنها نعمى اخرى انا من اعرف اعرفهن جميعا لو لمت ارضى ستفعل نفس الشىء حتى ترتاح نعمى ..يقولون هربت من البلدة من خلفى تبحث فى ارض ماتت لا ادرى ولا اهتم ماتت غريبة قالت اننى ملعونة وسأقتلها بارض غريبة هكذا اخبرتها العجوز وهى صغرى قالت خط عمرك سينتهى على يد من لحمك اصغرهن ستفعل وانا كنت اصغرهن..والان اعرف فى الليل شبحها ينتظرنى عدت للنوم فى الضوء ..انتظر ان يجيب ابنى على رسائلى اعرف انه يفتح صندوق بريده طيلة الوقت ..لن يسامحنى قط كل رسائل اعتذارى له لم تفلح ..
هناك حيث ولد بعيدا ولكن البعد لم يكفى لاادرى ربما اصبحت شىء ما بداخلنا لم يصدقنى قلت انا لست سعيدة فحسب ..سنوات يكبر اكثر لكن قلبه يبتعد عنى اكثر .علمت من رفيقتى انه تزوج ربما اصبح جدة ولن اعلم ..الى هنا لا يريد العودة قال ربما ولكن انا ولدت هناك والى هناك انتمى لا اريد ان اعود الى الماضى واتحدث عنه لست مثلكم ولكن الايريد رؤيتى لم يغفر اننى من ترك ابوه كان يسمعه انه من ساعدنى من بعيد على الهرب لولا لمت تحت الشجرة على يد ام مجذوبة تدور فى القرى تخشاها النساء يرددن جنت زوجها ولعنته ضاعت ارضه مات من ظهره الصبيه ولم تبقى سوى على فتياتها والان ستدفن الملعونة تحت شجرتها ..
يوم ان تسللت معه حيث مدينة الزحام القاهرة كنت اشعر انها ستخرج من وسط الجميع وتجذبنى من شعيرات راسى حتى موتى لكنها لم تفعل العجيب انهم اخبرونى انها ماتت تبحث وتبحث عنى ربما لانى غادرت بعيدا لاتعلم حيث بلاد الثلج هناك فقط شعرت الامان فنعمى لن تستطيع ان تصل لهناك ..
علمت بموت حنان اشفقت على جليلة هى من فتحت لى النافذة وانقذت حياتى فى ذلك اليوم..وعدتها ان اعود لاجلها وان انقذها هى الاخرى لكن لم استطع ان افى بوعدى لها مر الوقت وانا خائفة منذ ان عدت للزحام وانا هكذا اشعر بان الكل يعاقبنى ..نعمة ارادت ان تعيش ذهبت حيث بلاد بعيدة لم تجد سوى صديقة وفية من اصول هندية ربما لانها ايضا من الشرق استطاعت ان تفهمها هربت امها ايضا بزمانها وعاشت الخوف ذاته يطاردها فى احلامها قالت لى ان عدوى هو خوفى هو من أسرنى رغم مرور الاعوام..كبرت ورأيت خصلات شعرى تتحول للابيض ولاازال ارقب نعمى من نافذتى ..زوجوا جليلة لمن لا تحب وحضرت وسط نسوة زفاف من احبت لم تتحدث ولا يوم انا من اعرف انها احبت نصحى ابن بقال قريتنا لسنوات فى صمت ..