رسائل أحفاد وحفيدات حمير وسبأ للسفير السعودي بواشنطن من ثلاجة السيسي ... إلى ... وقاحة ودونية بن فيصل بن تركي !!



جبران صالح علي حرمل
2016 / 11 / 7

.
ويأبي الله إلا أن يفضحهم وعلى السنتهم : ((وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ))
أولاً: الثلاجة والماء : العبارة والموقف .
الكل سمع عن الضجة التي أحدثتها حكاية ((الثلاجة والماء)) والتي تعود إلى العبارة التي رددها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أثناء لقائه مجموعة من الشباب المصري، في ندوة بعنوان (أزمة سعر الصرف والسياسة النقدية)، على هامش المؤتمر الوطني الأول للشباب بشرم الشيخ يوم 25 أكتوبر/تشرين أول 2016م. حيث قال وفي مداخلة مرتجلة له : (( أنا واحد منكم.. والله العظيم قعدت عشر سنين ثلاجتي كان فيها ماء فقط، ولم يسمع أحد صوتي )) . (يقصد أنه لم يشكو من ضيق الحال).
وهذه العبارة أثارت موجة تعليقات واسعة داخل مصر وخارجها ، علاوة على الانتقادات الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وكان أبرز هذه التعليقات هي تعليق رئيس منظمة التعاون الإسلامي إياد مدني على ذلك ، وذلك في كلمته بافتتاح مؤتمر لوزراء التربية والتعليم للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) بتونس والذي استمر ليومي 27 – 28 /10/2016م
وبحضور الرئيس التونسي السيد الباجي قائد السبسي ، وغيرهم من المسئولين و الوزراء ورؤساء الهيئات الدبلوماسية وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية. وفي اثناء كلمة إياد مدني بافتتاح المؤتمر المذكور ، أخطأ في نطق لقب الرئيس التونسي ، وقال له الباجي قائد السيسي ، أي نطق (( السيسي)) بدلاً من (( السبسي)) وأردف معلقاً في نفس اللحظة على هذا الخطأ قائلاً: " هذا خطأ فاحش ، أنا متأكد أن ثلاجتكم فيها أكثر من الماء " .
وهذا التعليق اعتبرته ووصفته الخارجية المصرية بإنه (( تطاول على عضو مؤسس في منظمة التعاون الإسلامي )) .
وفي المقابل :
أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، إياد مدني، أن ما ذكره أمام مؤتمر وزراء التعليم في تونس كان على سبيل المزاح والدعابة، ولم يقصد من خلاله توجيه أي شكل من أشكال الإساءة للقيادة المصرية، ممثلة في الرئيس عبدالفتاح السيسي. ، وانتهي الامر باستدعائه من قبل سلطات بلده المملكة العربية السعودية ، وتم تقديم استقالة ، وفي بيان نشرة منظمة التعاون الإسلامي بتاريخ 31/10/2016م يحمل عنوان (عاجل جدأ) ذكرت فيه بإن إياد مدني قدم استقالة (لأسباب صحية) وفي نفس الوقت أشار البيان بإن المملكة العربية السعودية ترشح الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين وزير الشؤون الاجتماعية كأمين عام جديد للمنظمة .
ثانياً : الزوجة : التفاخر والدونية .
وهذه السخرية – أيضاً – سعودية المنبع ، ومن قبل سفيرها في الدولة العظمي في عالم اليوم (الولايات المتحدة الأمريكية ) حيث شبه السفير السعودي عبد الله بن فيصل بن تركي بن عبد الله آل سعود التدخل العسكري السعودي في اليمن بـ"ضرب الزوج لزوجته"، وذلك ردا على سؤال لصحيفة "انترسبيت الأمريكية" حول: "هل ستتخلون عن قصف اليمن بالقنابل العنقودية؟"، ليرد السفير أن هذا السؤال شبيه بسؤال: "هل ستتخلى عن ضرب زوجتك؟".
وهذا التصريح اثار موجة غضب شعبية في الشارع اليمني ، على غرار الموقف الرسمي من قبل الحكومة الشرعية التي تدعمها المملكة العربية السعودية ، والتي لم تتفوه بكلمة واحدة .

ثالثاً : رسائل أحفاد وحفيدات حمير وسبأ .
• الرسالة الأولى :
اليمن بلد حضارة وعراقة وسبق وان حكمته نساء دون أسماء البعض منهن بأحرف من نور القرآن الكريم مثل الملكة (سبأ) ولذا فإن اليمن سيادة السفير- وحسب الإعلامية اليمنية منى صفوان- ليست زوجة سعودية يضربها زوجها بالعقال بل سيدة الجزيرة العربية وملكة متوجة على عرش الحضارة.
• الرسالة الثانية :
إن هذه النظرة الدونية للمرأة وان كانت من ظاهرها توحي بإهانة للمراءة اليمنية ، فإنها في الحقيقة تكشف عن التعامل والعقلية والنظرة الدونية للمرأة في بلد هذا السفير ، والتي منعت حتى من قيادة سيارة ، وكلما يتم إثارة حقوق المرأة يتم إدخال الموضوع في الأسس الفقهية والدينية .
كما ان هذا التصريح يكشف لماذا تصر المملكة العربية السعودية في القرن الواحد والعشرين على استخدام (نظام الكفيل) المناهض لمبادئ حقوق الإنسان ، ولتي تقيد العامل من الحركة والتنقل ، والشبيهة بقوانين العصور الوسطى والنظام الاقطاعي ، من حيث جمع الاتاوات والضرائب من الوافدين والعمالة الأجنبية ، والتي كانت تأخذ آنذاك من الاقنان (عبيد الأرض) واستمر هذا الوضع حتى ثارت أوروبا على الاسترقاق ، وأقرت كرامة الإنسان وحريته .
• الرسالة الثالثة :
إذا كانت (أمريكا بلد الحرية) هذه العبارة التي طالما سمعناها ، ورددها الأعلام بشتى مسمياتها ليل نهار ، فإن تصريح السفير السعودي في بلاط الدولة العظمي في عالم اليوم والتي تعد نفسها رسول الحقوق والحريات وحارسها وحاميها مناهض لما تؤمن به أمريكا والعالم أجمع من مبادئ وقيم إنسانية .
• الرسالة الرابعة :
إذا كانت الأمم المتحدة (بيت العالم) الذي يرعى مصالحه ، والذي أنشئت بحسب ميثاقها للعمل بدواعي إنسانية ، والذي يؤكد على الإيمان بحقوق الإنسان الأساسية ، وبكرامة الفرد وقدره ، وبتساوي الرجل والمرأة في الحقوق ، فإن تصريح السفير السعودي مناهض للدستور العالمي (ميثاق الأمم المتحدة)، وشتى الإعلانات والاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان ، بما فيها اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة ، والمعروفة باتفاقية سيداو ((CEDAW ، والتي قرتها الأمم المتحدة في 18 كانون الأول/ديسمبر1979م ، ودخلت حيز التنفيذ في 3/9/1981م.
• الرسالة الخامسة :
إذا كانت المملكة العربية السعودية ، والتي تعد دولة اسلاميه ودستورها القرآن والسنة النبوية ، وحامية البيت الحرام وتقوم برعايته وإدارته والسهر على خدمته ، فإن تعاليم الإسلام تقول كما جاء في الحديث الشريف عن الرسول صلى الله علية وسلم : (( من كان له ابنة فأدبها فأحسن تأديبها وغذاها فأحسن تأديبها ، وغذاها فأحسن غذاءها ، وأسبغ عليها من النعمة التي أسبغ الله عليه كانت له ميمنة وميسرة من النار )) .
وعن أبي هريرة عن الرسول صلى الله علية وسلم قال : (( من كان له ثلاث بنات فعالهن وكفلهن دخل الجنة ، قلنا : واثنتين ؟ قال: واثنتين ، قلنا : وواحدة ، قال : وواحدة )) . عطفاً على كل هذا فإن الآيات القرآنية لا يتسع المجال لسردها والتي جاءت تقرر حقيقة الكرامة الإنسانية الواحدة للإنسان مطلق إنسان ذكر إنثى ، مسلم وغير مسلم .
وكما أن تصريح بن فيصل بن تركي مناهض لتعاليم الإسلام ، وللعادات والتقاليد والعرف السديد ، فلا يعز المرأة إلا عزيز ، ولا يهنها إلا رجل تجرد من رجولته ومن القيم والمعاني الإنسانية ، وبجملة مختصرة رجل نُزعت منه الغيرة وليس عربي أصيل .
• الرسالة السادسة :
إذا كانت المملكة العربية السعودية والتي شهدت ولادة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان تؤمن وتأكد التزامها بمبدأ عالمية حقوق الإنسان ، وتحترم مبادئ القانون الدولي العام بما فيها ( القانون الدولي لحقوق الإنسان)، وما وقعت وصادقت عليه من اتفاقيات دولية لحقوق الإنسان ، فإن حقوق المرأة هي نفسها حقوق الإنسان ، وأن العنف ضد النساء هو انتهاك لحقوق الإنسان الأساسية ، وأن قضية المساواة هي قضية المجتمع ككل وليست قضية النساء فحسب ، ولذا فمن الأحرى استدعاء هذا السفير وتوقيفه وعزله من منصبه مثلما حدث لإياد مدني في قضية الثلاجة والماء ، إلا إذا كانت الثلاجة أغلى من المرأة لدى صناع القرار في المملكة العربية السعودية !!.
• الرسالة السابعة :
الاستقالة لم تعد رفاهية، بل هي ضرورية اليوم وليس غداً، لأنه لا يصح أن يبقى السفير السعودي في بلاد الحرية ، التي تعد أقوى دولة في العالم اليوم ، وقامت ونشأت على مبادئ الحقوق والحريات ومن هذه المبادئ وإعلانات الحقوق الأمريكية ، والتي لا يغفل عن ذكرها أي باحث ودارس وناشط حقوقي عند تناولت مسيرة حقوق الإنسان في الفكر الإنساني ، التالي :
- إعلان فرجينيا للحقوق Virginia Bill of Rights (12يونيو/حزيران 1776م).
وقد جاء في المادة الأولى منها: " إن البشر جميعاً متساوون واحرار وغير تابعين ويتمتعون بالحقوق الذاتية والفطرية . ولا يمكن حرمان الأجيال القادمة من هذه الحقوق عبر أي من الاتفاقيات والقرارات سواء بالحرمان من التمتع بالحياة والحريات أو الحرمان من حيازة الملكية والتمتع بالسعادة والأمن " .
- إعلان الاستقلال الأمريكي (4يوليو/تموز1776م) .
وقد جاء ضمن هذا الإعلان النص على جملة من حقوق الإنسان متضمنة بعض الأفكار التحررية التي استمدت من الأفكار الأوربية منها:
يولد الناس أحراراً، ويمنحهم الخالق بعض الحقوق التي لا يمكن التنازل عنها مثل (الحق بالحياة، والحرية، والبحث عن السعادة) .
- وثيقة الحقوق الأمريكية Bill of Rights
وهذه الوثيقة وثيقة الحقوق الأمريكية تطلق على التعديلات العشرة التي أُدخلت على الدستور في أول مره، والتي بعدها استطاع الكونجرس الأمريكي أن يصادق على هذا الدستور .
ومن بين ما اشتملت عليه النص على ضمانات جديدة للحقوق وللحرية الفردية في مجالات مختلفة أبرزها:
أولاً : حرية الأفراد في مجال العقيدة، وحرية ممارسة الأديان، وذلك بمنع إصدار رأي قانون يتعلق بذلك، أو يمنع حرية الخطابة والصحافة، أو الاجتماعات السلمية . ( التعديل الأول)
ثانياً : حق الشعب في الأمن في أشخاصه، ودياره، وأوراقه، وتصرفاته، وفي عدم تفتيشه أو اعتقاله بصورة غير معقولة . ( التعديل الرابع ) .
ثالثاً: تمتع الأفراد بحقوق، وحماية قانونية في المجال القضائي، تتعلق بعدم الاتهام، والاستجواب، وعدم الإكراه أو التعذيب أو الشهادة في أي قضية جنائية إلا طبقاً للقانون، وعدم حرمان أي شخص حق الحياة، أو الممتلكات بدون تطبيق القانون، كما يتمتع كل شخص بحق محاكمة سريعة علنية بواسطة محلفين غير متحيزين إلى الولاية أو المنطقة التي اقترفت الجريمة ( التعديلات الخامس والسادس ) .
كما نصت عندما عُدل الدستور عام 1868م على حق الانتخاب دون تمييز اللون أو العرق أو عبودية سابقة، وأعطت المرأة حق الانتخاب عندما عُدل عام 1920م.
ومما تقدم ، فإنه وإذا كان لا يصح أن يبقى السفير السعودي سفيرا لبلده في بلاد الحرية وبجوار تمثال الحرية ، فإنه كذلك لا ينبغي لدولة عضو في الأمم المتحدة أكبر منظمة دولية في العالم أن تسكت على بذاءة لسان سفيرها .
• الرسالة الثامنة :
إلى أحرار العالم ، ودعاة حقوق الإنسان ، ومناهضين العنف ضد النساء ، إلى نساء وناشطات حقوق الإنسان وقضايا المرأة ، ندعوكم لرفع قضية ضد تصريح السفير السعودي ودعوة المملكة العربية السعودية بسحب سفيرها واقالة ، مثلما اقالة امين عام منظمة التعاون الإسلامي ، وتقديم الاعتذار الرسمي لكل نساء العالم على ما قام به سفيرها ومن بلاط بلاد الحريات من تصريحات واهانه لنساء العالم في القرن الواحد والعشرين .
• الرسالة العاشرة :
الاستقالة لا تكفي ، وإنما تقديم اعتذار رسمي لنصف المجتمع الإنساني في الكرة الأرضية (المرأة) ، فقد شوه بسخرية للمرأة صورة الإسلام والمسلمين وصورة المملكة العربية السعودية في عالم اليوم ولذا يجب التوضيح والاعتذار الرسمي والتوضيح بإن هذا لا يمثل المملكة العربية السعودية والتي دستورها الكتاب والسنة ، وإنما هي تصرفات فردية. وكما انه لا يمثل المملكة العربية السعودية فإن الإسلام والمسلمين براء من هذه السخرية والتصرفات والذي لا يبيح ضرب الرجل لزوجته وأهانتها.
• الرسالة العاشرة :
نقول للسفير السعودي وهي في منصبة والمتوقع اقالته سعادة السفير: ((متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا)) . ونقول له بعد اقالة غير من ثقافتك واحسن التصرف مع زوجتك . !!