ايام الكرمة24



مارينا سوريال
2016 / 11 / 12

تطلع يوحنان الى الاعلى قال شكر لك ياسيدى لانك اعدتنى الى بيتى ...عاد الى الجبل وتلك المرة ارسلت معه زوجتة ثامار بما يكفيه من الطعام وما يكفيه من العبيد لاجل خدمتة ....حضر معه ولده الصغير قال لها حيث مكان ابيه وما سوف يرث.....
نحو جبل جزريم تقدم يوساف ..تبعه الجموع حيث تقدمه الصباح ...منذ ان حدث ما حدث فى المدينة وخاف اهل الجليل العودة الى الهيكل ...فقدموا الى هيكل جزريم ..هناك استطاع يوساف ان يحقق حلم والده الذى فشل فى تحقيقة باورشليم ..ابتسم راضيا وهو يقدم بتقدمه اضحية الكهنة ومن خلفه الشعب ....لم يستطع ترك تيبى بعد ان رحلت من خلفه ....علمها هناك حيث تقدم حيث السيد على جبل جزريم ....
لعنه ابوه ..لكن والد زوجته السامرية اخبره ان هنا سوف يستمع السيد فهناك كف عن سماعهم بعد ان قدموا للامبراطور منذ زمن ولم يلتفوا من حول الزيلوت وتركوهم وتأمروا ضدهم ....
كانت كلمات الاسخريوطى تردد فى اذنيه ..الغيورين بحاجة الى قائد ..صوت طيور البحر الى جواره يجلس على طرف قاربه يراقب الشبك الذى القى به منذ قليل فى الماء ،ينتظر ان يحصد منه الكثير ليتمكن من بيعه بسعر مرتفع ...سعر مرتفع حدث نفسه ..عازر البائس ماذا تفعل هنا ؟من هربت من وجوههم قد رحلوا لما تنتظر ..الزوجة والاولاد يمكنهم ان ياتوا اليك وقتما تشاء هناك وسط الجبل نحيث حياتك الحقيقة ..واى حياة كنت قبل ان تنضم الى صفوفهم ..انسيت كم حرب دخلت لاجل رب الهيكل ...كنت تدافع عنه وعن مشيئتة لسنوات تحت سقفه ..ايعقل ان يكون الاسخريوطى مرسل لى من قبله حتى استفيق من غيبوبتى ...انام لاستيقظ لاقوم بالصيد ولكنى لست بصياد سمك ...انا اصطاد الغرباء واخرجهم خارج المدينة هكذا فعلت لسنوات وهكذا علمونى ..تذكرت ذلك الشيخ العجوز الذى قضى سنوات من عمره فى الجبال بعيدا عن اى شىء يربطه بالعالم ..كان يتجول حامل فأسه على ظهره ..لايمتلك سوى جلباب ابيض ويعيش من عمل يديه ...يوم ان علم بحصار الهيكل وقتل الثوار ..حمل فاسه ولكن تلك المره هبط للمدينة ..لم يمكن بمفرده من مثله فى الجبال هبطوا معه وحاربوا بفؤسهم حتى قتلوا جميعا من امامك ..انسيت انك كنت عبد ..لولاهم لبقيت فى الحمامات ابد دهرك ..انهض قوم ..هذا ما انت عليه لا يمكنك الهرب اكثر من ذلك ..حياتك ارتبطت بهم وموتك يجب ان يكون هناك وليس هنا ......كان المساء عندما حزم حاجياته خلف ظهره ..ولم يعد يمظر لنظرات زوجته من خلفه ورحل الى حيث بدء ......
تزوجت حنه بسيدها بعد ان عتقها ...ارادت الحرية وكان عليها دفع بعض الثمن لتربحها ...علمت كيف تكون الاثيره عند سيدها ....كانت على وشك وضع صبى ..علمت انه سيكون صبى كل البشائر تقول ذلك ...تباهت امام سيدتها ...ولم يبالى زوجها بزوجتة الاولى ..كانت حاملة لصبى ...وليس فتاة ..من سيخلد اسمه فى هذا العالم وعلامة رضا السيد عنه بان يعطيه نسل يرثه ويحمل اسمه ...كانت حنه تعلم بسعادته فامعنت فى ذل سيدتها القديمة حتى حملت كتاب طلاقها ....

اقترب منها ..اراد تحطيم عنقها ..شهقت تطلعت اليه جيدا ..نظر حاول حاول ان يكمل ما اراده لكنه لم يستطع ..تراجع ..سقطت على الارض تجاهد حتى تعاود التنفس...تراجع نحو جدار الخوص تطلع اليها ..حاول ان يغمض عينيه ان ينساها فلم يستطع ...حاولت ثيودورا الوقوف مرارا وهى تسقط وتعاود النهوض مجددا....كان يراقبها وهى تنهض لتقف من امامه ...اقتربت من وجه وتطلعت الى وجه تتفرس ملامحه جيدا ..لم يكن هذا شيماى الذى عرفته سابقا ..كان وجه خائف يريد القتل ...كان يحمل ما حمله وجه يوساف منذ زمن واخبرتها عنه تيبى قالت لها انها مسرورة انها ليست مثلها ولم تعشق مثلها غريب ....ولكنها فعلت ..اخطئت وفعلت ...همت بالخروج ..اسرع امسك يدها يجذبها للداخل ..اغلق باب الكوخ جيدا كان الصقيع ...عاد بعد ان توقف لموسم من قبل ...سيعود الزرع ايضا بعد الجفاف وتزدهر المحاصيل ...كان هذا العام موعد عودة سيدتها الى هناك عندما علمت ثيودورا ان سيدتها ستعود الى الاسكندرية ..شعرت كانه حجر يسقط داخل فراغ قلبها ..فراغ لم تفهم معناه الا عندما عشقت شماى ..عشقت الغريب لكنها لم تهتم واليوم علمت انه لا يمكنه ان يحب الغريب ..ان يحب لونا مخالف للونه ...وبلدة اخرى ...لم يكن تاجر هكذا اخبرها عندما سالته لما لا يرحل تعلم ان ابناء جلدته هناك يعيشون حيث ولدت هى ..قالت له فلنرحل عن هنا بعيدا هناك لن ينظر الينا احدا ولن يحاكمك احدا ..ساعتق ..ساعتق ونصير احرار....
ابتسم فى سخرية انا لست مثلهم انا حارس ..حارس اتفهمين ..خلقت كما يقول ابى لابقى حارس ..اذا رحلت يموت كل شىء ...لا يمكننى ان اغادر هنا يوما على احدهم ان يبقى ..اكمل بحزن:واحدهم هذا هو انا ..انا ومن مثلى ....
فى السوق علمت وسمعتهم الاخريات يقولون عنها انها نجسه ..عندما سقطت المراة العجوز امام دكانها واسرعت بحملها ..كانت قد توفيت ..علمت لغتهم يقولون ..ماتت ونجستها لقد لمست المراة المسكينة بيدها ..كانت تصرخ تطلب منهم المساعدة وقفت الاخريات من بعيد يتطلعن ...لا لن نلمس الزنية ....علمت انه مثلهم فى النهاية سيرحل ..لكنها ربما ترحل من خلفه مثلما فعلت صديقتها ..هل هى سعيدة ..قالت لنفسها نعم لانها مع من احبت ورحلت من خلفه ..ماذا يهم ..قالت لنفسها تيبى اشجع منك ..لقد اختارت ..اما انتى اعتدتى خيارات السيدة لك لم يعد بامكانك الاختيار بمفردك ..لا بل اصبحتى تعشقين ذلك تحبين من يختارون عنك ...السيدة قال الخياطة ففعلت لسنوات ..قال هو لك زانية نجسة وعدتى اليه ...ربما يقتلك وستفعلين نفس الشىء...كانت فى حضنه لكنها همست للايزيس ..ان تنقذها ولا تدعها تهلك .....
كان يراقب عازر من بعيد يعلم انه لا يستطيع ان ينافسه على الرجال الغيورين الان،يعلم ان وقته لم يحن بعد وهو يعرف كيف ينتظر بصبر ...
جلس يوحنان بالقرب من عازر على قمة الجبل ..جبل الجليل ..بعيدا عن اورشليم ..كان يستمع الى لعازر كان يصرخ فى رجاله القدامى رجال الغيور ...والمنضمين الجدد ..كان هناك الكثير من شباب المدينة ينضمون اليه بعد ان سمعوا بعودتة ..راقب يوحنان نظرة الغرور التى تنامت الى قلب عازر ..وابتسم فبادله لعازر الابتسام ....كلاهما يعلم ان خان الغيور وولديه من قبل وانه لولا الحاكم لكانا مقتولين بيديهم الان وان الصدفة هى من ابقت عليهما من جديد ...كلاهما يعلم الاخر جيدا لذا وقف لعازر وسط رجاله وهو يمد يديه ليوحنان قائلا هذا هو قائدكم الجديد ...ورجلى ..خلفه ستعيدون الخوف الى القلوب...سيهبط خوفك على الغريب وعلى اللئيم وعلى كل كاهن وتاجر يقف معهم ..لاتخافوا سيدكم راضى عنكم وكذلك الشعب ..الشعب الفقير والبائس الذى طحنونه لانهم يريدون خير تلك الارض لهم ..اتعلمون ان لديكم حربا نبيلة ..هى طويلة ولا اعدكم متى ستنتهى ..متى سيخرج كل غريب متى سيرحل الروم متى سيرحل كل من يعيشون فى الاراضى من حولنا ..اتذكرون انها لنا لنا نحن وحدنا ..كيف ابقينا عليهم هنا فى الجليل ..والعشر مدن وهناك فى غزة ..حتى هنا فى قلب اورشليم هناك غرباء ..غرباء بيض وغرباء سمر اللون ..غرباء لا حق لهم فى العيش هنا ...نحن لسنا كما كنا فلن نستكيع ان نخيف الروم الان ...ولكننا بالتاكيد نستطيع ان نسحق قلوب البقية من الغرباء من الجليل والسامرة وادومية وغزة وكفر ناحوم ومجدل ..حتى طبرية ...وسنصل اليهم ايضا فى قلب بيتهم هناك حيث قيصرية ...كان عازر يصرخ والرجال من خلفه شاهرين خناجرهم والسيوف التى سرقوها من جند الروم ....نعم نحن من خلفك ..نعم لن نبقى على غريب على تلك الارض ....سنحقق ...ذلك الحق .....