ايام الكرمة25



مارينا سوريال
2016 / 11 / 14

كان مختبىء ينتظر دوره فى الظهور ،هناك خلف القافلة ،كان صوت صراخ النسا ءيصله ،كان يعلم انهم رجال عازر عادوا للخروج مجددا ،هو ايضا عندما علم هبط من مجدل ،كان الطريق امامه ،لا لم يحن الوقت لظهور وجه بعد ،اقترب قطاع الطرق من اخر القافلة للرجال الباقين منها ،وضعه شاله ولثم وجهه واخرج سيفه،كان سيفه حاد وقاطع ،اشتهر بضربته القاسية ،لم يستطع اللصوص الوقوف امامه لكنه فضل التراجع لم يحن وقت الظهور بعد ...
تراجع ابشالوم الى الخلف حيث اختبىء من جديد ،اكتفى قطاع الطرق منه حاملين معهم غنائمهم والنساء الى الجبل ...كان طوال الطريق يسمع اصوات خوف الناس من رجال عازر الذين هبطوا الى المدن ودخلوا البيوت ومن لم يستطع الدفع لهم قتل واخذ نساءه وبناته اليهم .....
عاد الى قطيعه حيث تركه ،جلس بجواره واخرج الناى ،عزف لحنه الحزين من جديد ،يغمض عينه فيعود لتذكر تلك الليلة التى لا ينساها ابدا ،ولا يعلم كيف نجا كلما امعن التفكير لايدرى ..لايدرى من انقذه ؟....بالكاد يتذكر ملامح اهله ..يتذكر ذلك البيت المفتوح ..يتذكر ركضه وعمله بالحقول ..يتذكر سيره خلف والده وهو يضع ماجمعه من الحقل ويبيعه فى السوق ...كان يقول له نحن لانبيع ولا نشترى من الغرباء ...ابتعد عنهم ما حييت ولا تجلب علينا الغضب ..افهمتم هم مثل ابناء الجبل والسامرى كلاهما مكروه من السيد ولا يحق لك الحديث او الاقتراب ..اتفهم ..كان يومىء براسه ..خائف من تلك الكلمه ..غريب....
كان نائما بعد ان حل الغروب كعادتهم ...استيقظ على صوت هادر ..دخلوا الى غرفتهم ..راهم يحملون ابيه وامة ..كانت تصرخ وتحتضنه ..سمعها تترجى اتركوا الصغير ..اصوات الجموع الغاضبة لم تسمعها ....ساروا الى نهاية الطريق ..مروا على الحقول شاهدها ..نظر للخف يبحث عن بيته ولكنه اختفى عن ناظريه ...
راى الحفرة الواسعة ،سمع صراخ امة ،حاول ابية ان يترجى ، راى عجوز يقف على اليمين ،كان يقرا من رقع ،قال مذنبوب هكذا يقول السيد ،ازداد صراخ الجموع..القوا بالحفرة بهم ،ايدى الجموع تجاذبته هو ايضا ...كاد ان يسقط معهم فى الحقرة ..رفع عينيه يحميها من التراب القادم ،اغمضها وهو يشعر بيد تجذبه بعيدا ،يد امراة حملته ...صوت الصراخ ورياح الاتربة لم تمنعهم القوا بحجارتهم ...فتح الصغير عينيه ..كان من بعيد يشاهد الحلقة التى التفت حول تلك الحفرة كان صوت صراخهم يصل اذنه والمراة تركض به عبيدا عن اعين المتحلقين .....
كان يعلم انه غريب ..غريب يعيش مع غرباء ..هناك فى المدينة المطلة على البحر سكن ..سكن مع المراه ...ورعى غنمها ولكن عندما سمع الرجال فى ساحة غروب يوما يتجمعون لانهم قادمون ...اقرباءه ...لم يلتفت ..وجد نفسه وسط الغرباء ..تعم حمل السيف منهم ..كانوا ينظرون له بخوف ..لم يصادقه احدا من قبل سوى تلك المراة التى ربته ...قال لهم انا معكم ..خذونى معكم احمى بيتى وقطعان غنمى من لصوصهم ..انهم لصوص نعم لصوص .....وضعوه فى الامام فان كان خائنا فسوف يقتلونه هم بايديهم ...لكنه اشهر سيفه ..سيف لا يدرى متى تعلم امساكه ..يده لم تحمل سوى الناى ولم تتعلم سوى عزف الحانه ...لكنها صمدت ...بل وقتلت ..قتلت منهم الكثير ...كان لا يتراجع عن احدا منهم ...كان يعلم انهم نفس لونه لكنه كان يقتلهم بنفس القدر الذى كان يعلم به انهم من نفس لونه ....لم يرحم منهم شاب صغير او رجل كبير من وقع تحت يديه فقد وقع ..حتى دب رعبه فى قلوب لصوص الجبال ..وعاش وسط الغرباء كغريبا مثلهم اطمئنوا له وامنوا منه الغدر ....لكن حزن ..عندما قتل الشاب الذى قتل يعلم انه ايضا غريبا عليهم ..مات بسببه اخوته ...ولكن الحاكم وعاد وانتقم منهم ....كان فقط من استل خنجره وقتله وسط الزحام على طريقتهم فى الجبال ...وكان يعلم انهم لن ينتظروا حكما من حاكم فقتلوا من قتلوا ....غضب ولكن عندما عاد الحكام لهم ابتسم ..كان يراقب الجند يحاصرون المدينة كان يعلم انه يصعد اليهم ويقتل منهم ..تفرق اهل الجبل وقتل ابناء الغيور ..كانوا من قتلوا والديه وان لم يحضرا المحكمة بنفسيهما ....الان قتلا ...وتفرق اتباعهم ...عاد لقيثارته وغنمه يرعاه ..كان ليبقى هكذا ابد الدهر لولا انهم عادوا ..وسط السوق صرخ الرجال عاد قطاع الطرق وسرقوا التجارة على الابواب ....علم انهم يسعون خلفه ..وان مدينتة ستكون الهدف ...عاش وسط الغرباء ولم يكن غريب ...فى الليل نام جوار غنمه ..راهما ..كان يرى وجه والديه مبلل بالدموع ....كان حصار الهيكل مسمع اهل المدن المحيطة ..عندما استيقظ ...ترك غنمه يرى فى المرعى وذهب ....كان اهل المدينة محاصرين لم يكن هناك سوى الجبال ..صعدها ...وعندما راى من تبقى من الرجال الهاربين ..اخرج سيفه ..قال لهم السيد ارسلنى اتبعونى لنخلص ابناء جلدتنا ...فتبعوه ...قتل من وجدهم من لغرباء ..عرف عنه ضربة سيفه القوية لم تخذله من قبل ...ضرب بها جند وقتل بها غرباء ...كان يشاهد اعينهم ..يعلم انه بقى وسطهم لكنه لم ينسى ابدا انهم غرباء ..كلمات والده تصرخ من جوف الارض ..تحرق قلبه ندما ...
عندما عاد للمدينة التى عاش فيها وجد قطيعه حيث تركه ،جلس بجوارهم ياكلون معه من لقمته،ويشربون من كاسه ،وينامون فى حضنه.....
علم انهم يعلمون بمكانة ...اراد ان يبتعد عن قتالهم ..كان امامه الغرباءمن الخلف وابناء لونه من الامام ،فقال لاخرج حيث مدينة بعيدة ..سئمت نفسه القتل ..اراد ان يتركه ويعود لقطيعه الذى ترك .....
كيف علموا بوجوده فى تلك القافلة ..لم ينظر الى الخلف ..كان طريق الهيكل هو الطريق المعد امامه ..ركض حتى وجد البوابات مفتوحة ..اندس وسط زحامها اشترى زوجى حمام ووضع ثمنهم فى صندوق البوق ...وقدمهما تقدمتة ....
قال :كرهت نفسى القتال امامك ...يد من ارسلتهم خلفى ويد الغرباء عليه ...بجواره سجد عجوز يرتدى اللباس الابيض ...عندما هم بالخروج قال له ..ابتعنى ....
كان يرتعد وهو يجلس وسط المجمع ،صمت ولم يفتح فاه ،ماذا اذا افتضح امره ولكن من راه مات الان ....كان رئيس الكهنة يجلس على كرسيه بينما مالت جماعة الفريسين للصمت ...كان ابوه ينتظر دوره فى الحديث ...
هل يمكن ان نثق بالحاكم ؟الحاكم الذى قتلنا من قبل ....
رد رئيس الكهنة لاتنسى انهم لصوص اتوا للقتل ..هذا الحاكم هو من يحيمنا هنا ..ولم يسىء لسيدنا فلما نقف ضده
قاطعه والد شماى بغضب :لم يسىء لسيدنا وماذا عن تقدمه الامبراطور الجبرية هل تظن حقا ان تقدمتنا لسيدنا فى الخفاء والامبراطور فى العلن هى حكمة
رفع رئيس الكهنة يده غاضبا :لاتنسى انك فى حضره رئيس الكهنة عد الى صوابك يا اليشع لاتغضب السيد عليك لاجل هذا ....ما افعله تنفيذا لما جاء لدينا فى السابق ..تذكر عهد ابائك والزم الصمت .....
رد كاهن عجوز:ولكن الشعب غاضب ..والغضب المتزايد يجعلهم يتعاطفون مع عازر وجماعته ..عندما يقتلون ويسرقون من الروم ومن السامرى والغريب فكانما ينفذ الوصية ويتبع الشرع فكيف نقف نحن صامتون ..وانت يا يسدى مسئول عن سلوك رعيتك امام الحاكم .....
رد رئيس لكهنة :لا تقلق السيد ارشدنى ..وارسل لى اعين من وسط اعدائنا ...نعم هم اعدائنا لانهم سيجلبون علينا الموت ....وقريبا سيقطع الحاكم وجودهم من الارض .....