اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة حافزلإستمرار النضال !!



سفانة الفارس
2016 / 11 / 26

اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة حافزلإستمرار النضال !!
لقد أقرت الأمم المتحدة ونتيجة لنضال الشعوب ،اياماً مختلفة يُحتفلُ او يستذكر أو او يُحتفى بها . وهذه الأيام تخص حقوق الإنسان، المرأة والطفل ،الصحة ،التعليم ،حرية التعبير ،يوم الآرامل ..... وغيرها من هذه المناسبات .لكن السؤال الذي يدور في الاذهان ويُطرح دوماً هل انه فقط في هذا اليوم المخصص للإحتفاء وعلى سبيل المثال لا الحصر (اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة ) نستذكره ونشحذ الهمم ونعلق اللآفتات ونقيم الندوات التثقيفية ونعرض الأفلام الوثائقية والتي تخص هذا الحدث أو ذاك ؟؟؟ام إننا يجب علينا العمل والنضال طيلة ايام السنة من اجل التوعية والتثقيف بهذه الحقوق المسلوبة وبالتالي يمكننا الوصول الى اهدافنا !.
نعم إن الأمم المتحدة اقرت هذا اليوم وغيره لكن تقع المسؤولية على اصحاب الشأن وكيفية إستثمار هذه القرارات لصالح المتظرر والعمل بكل الوسائل الممكنة لإجل تحقيقها .
يُعتبر يوم الخامس والعشرين /تشرين الثاني /1999 يوما عالميا لمناهضة العنف ضد المرأة والذي جاء نتيجة لنضال النساء في مختلف شعوب العالم وبالأخص في جمهورية الدومنيكان ،حيث قامت الأخوات الأربعة (ميرابال...) بالتظاهر من اجل الحرية للتخلص من نظام (تروخيلو) الدكتاتوري ،بعدها تم إعتقالهن وتعذيبهن والإعتداء عليهن ومن ثم إعدامهن ،ونتيجة للنضال المستمر من قبل النساء تم الإعتراف بيوم إعدامهن يوما عالميا لمناهضة هذا العنف .
إن العنف ضد النساء والفتيات يؤثر تأثيرا مباشرا على الأفراد والمجتمع،كما إن تشريع القوانين المذهبية والطائفية التي تنتقص من مكانة المرأة وتمتهن حريتها وإستقلاليتها والتي لازال العمل بها نافذا الى يوما هذا ويصيب في الوقت نفسه إنسانيتنا المشتركة ،ومن اجل مواجهة هذا التحدي ،لابد من توحيد الجهود لإنهاء هذاالعنف وتوفير الحماية للنساء والفتيات للعيش في حياة خالية من العنف ،عبر توحيد موقف منظمات المجتمع المدني وخصوصا النسوية منها والإستمرار في العمل كمدافعات عن حقوق المرأة والضغط من اجل سَن القوانين وتغيير النظرة الدونية للمرأة لإصلاح صورتها في المجتمع وتقديم الدعم للنساء ليصبحن عناصر فاعلة ومؤثرة نحو الأفضل.
إننا عندما نستذكر يوم الخامس والعشرين من شهر تشرين الثاني والأيام الستة عشر البيضاء التي تليه اي لغاية اليوم العاشر من كانون الأول وهو اليوم العالمي لإعلان حقوق الأنسان ،لا نقصد به انه يوم مناهضة العنف ضد المرأة ،وإنما ليكون رمزا لوقف العنف والإستهانة بها لاسيما إن العنف أصبح مشكلة مستعصية في عموم العالم وبالأخص في العراق من شماله الى جنوبه ،حيث تعاني المرأة يوميا مختلف انواع العنف منها الإقتصادي والقانوني والجسدي والجنسي ،كما نطلب من كل القوى المؤمنة بقيم الحرية والمساواة والكرامة الإنسانية للمرأة ،ان تقف بجانبنا لمناهضة هذا العنف .
وبالرغم من كل هذه المعاناة التي تعيشها المرأة العراقية ونتيجة للحروب المدمرة ودخول عصابات داعش وتدنيسهم ثلثي الأراضي العراقية وسبيهم للنساء العراقييات على مختلف إنتمأتهن الدينية والعرقية والمذهبية ،نجد في الجانب الآخر المضيء ونتيجة النضال والإصرار إستطاعت المرأة ان تستعيد مكانتها وموقعها دوليا وعربيا فقد حصلت السيدة شميران مروكَل سكرتيرة رابطة المرأة العراقية على منصب نائب رئيس إتحاد النساء الديمقراطي العالمي ،بعد حرمان المرأة العراقية من تبؤ هكذا مناصب طيلة سنوات حكم الطاغية ،وكذلك حصلت السيدة هاشمية السعداوي على منصب رئيسا لإقليم الشرق الاوسط في إتحاد الصناعات الدولي.
وتُعتبر نادية مُراد نموذجاً ومثالاً رائع للبطولة والشجاعة التي تتحلى بها المرأة العراقية ،فهي ابنة وحفيدة اولئك البطلات اللواتي وقفن بوجه الإستعمار ورددن الأهازيج والهوسات وإنتزعن حقوقهن رغم كل الظروف ،فاستطاعت ان توصل صوتها وقصة سبيها الى أروقة الأمم المتحدة لكي يعترفوا جميعا بانها جديرة بلقب ومنصب سفيرة النوايا الحسنة .
لنتحد جميعا لإنهاء العنف ضد المرأة في كل بقاع العالم متخذين من اللون البرتقالي رمزا للتعبير عن إنهاء هذا العنف ،لكي تحيا أجالينا القادمة في ظل الأمان والسلام في بلدان خالية من الحروب والصراعات بمختلف اشكالها.

سفانة الفارس
ناشطة في منظمات المجتمع المدني /استراليا
26/نوفيمبر/2016