رسالة تهنئة للرفيقة ينار محمد بمناسبة حصولها على جائزة رافتو النرويجية لحقوق الانسان



مؤيد احمد
2016 / 12 / 1

رسالة تهنئة للرفيقة ينار محمـد
بمناسبة حصولها على جائزة رافتو النرويجية لحقوق الانسان

الرفيقة العزيزة ينار محمـد

تحية نضالية حارة

اود ان اقدم لك اخلص التهاني بمناسبة حصولك على جائزة رافتو النرويجية لحقوق الانسان لعام 2016 . لقد كان في جدول اعمالي، وانت على العلم بذلك، ان احضر شخصيا الاحتفال بمناسبة استلامك الجائزة في مدينة بيركن في النرويج ولكن ومع الاسف الشديد وبسبب تضارب مشاغلي مع يوم الاحتفال لم استطيع الحضور.
ان التضامن الحازم والمتواصل للمنظمات النسوية الصديقة والمدافعة عن حقوق وحرية المراة على الصعيد العالمي، مع قضية المراة في العراق ومع نضالك ونشاطك ونضال منظمة حرية المراة على مر السنوات العديدة الماضية محل تقدير واحترم كبيرين. ان منحك جائزة رافتو جاء تتويجا لنضالك المتواصل وهذا التضامن العالمي وهو خطوة مهمة في مسيرتك النضالية للدفاع عن قضية المراة في العراق والمنطقة.
لا يخفي على احد، ممن كان له ادنى صلة ومعرفة بنشاطك ونشاط منظمة حرية المراة في العراق، طوال اكثر من 13 السنة الماضية، بانك ومنظمة حرية المرأة خضتم، ولا تزال تخضون، نضالا مستميتا من اجل حرية ومساواة المراة في ظل اشد الظروف السياسية والامنية خطورة واكثرها تهديدا لحياتكم ولحياة الناشطين والناشطات في المنظمة. ان صوت منظمة حرية المراة ظل وطوال هذه السنوات عاليا بدون التهاون والمساومة مع السلطات والتيارات الحاكمة وقواها وتهديداتها. ان منظمة حرية المراة ظلت وبالرغم من كل التهديدات والمحدويات والمخاطر تقدم الحماية والايواء للمهددات بالقتل والثأر وتنقذ حياة المئات منهن وتقوم بالنشاطات السياسية والاحتجاجية والاعلامية المختلفة وتواجه السلطات وتناضل ضد الاتجار بالمراة. ليس هذا فحسب، بل ظلت تواجه كل اشكال التمييز على اساس الجنس والجندر وتقدم حسب المستطاع الحماية لضحاياه.
هذا، واستمرت نشاطات منظمة حرية المراة، جنبا بجنب الحركة الشيوعية والعمالية والقوى التحررية وكجزء من هذه الحركة الاجتماعية. فهذه الحقيقة عبرت عن نفسها في كل مناسبة والانعطافات السياسية والاجتماعية الكبيرة في العراق، في مسيرات واحتفالات 8 مارس و1 ايار وفي الاحتجاجات العمالية ونضالات الجماهير لتحقيق مطالبها. ليس هذا فحسب، بل ورفعت منظمة حرية المراة راية تحرر المراة ومساواتها وبشكل مستقل في احتجاحات صيف 2015 وقبلها في تظاهرات 2011 والتظاهرات بوجه قانون الجعفري وعشرات من النشاطات السياسية الاخرى. كما وظلت اذاعة المساواة وجريدة المساواة صوتا تحرريا في ميدان مقاومة المراة في العرا ق.
فلا يمكن لاحد ان ينفي كل هذه المكتسبات لانها ببساطة جزء من تاريخ المقاومة الاجتماعية للمرأة بوجه الظلم والاستعباد في العراق وجزء من تاريخ نضالات الحركة الاشتراكية والعمالية والنسوية في العراق.
يتغير دور المنظمات والاحزاب السياسية الثورية حسب الظروف التي يمر بها المجتمع وحسب توازن القوى الطبقية وظروف الثورية وغير الثورية السائدة فيه. ان الخصصية الجوهرية لنضالك في ميدان قضية المراة، بوصفك مناضلة شيوعية وعضوة قيادية في الحزب الشيوعي العمالي العراقي، وكذلك لنضال منظمة حرية المراة في العراق هي الوعي التام والعمل لتوطيد ربط هذا النضال بالقضية التحررية والثورية في المجتمع وبالتالي بالحركة الشيوعية والعمالية التحررية. ان مستقبلا مشرقا ينتظرهذا النضال والنشاط اذ ستظل قضية تحرر المرأة ومساواتها، في التحولات الجارية والمقبلة، احدى روافد النضال الطبقي العمالي الاشتراكي والثوري في المجتمع. من تبنى لنفسه افق الثورة الاشتراكية التحررية والثورية، ومن يرى هذه العملية بكل ابعادها ومراحلها ويناضل في خضمها يعرف جيدا اهمية كل خطوة وكل مكسب يكتسبها المناضلون والاحزاب والمنظمات الاشتراكية والتحررية في مسيرتهم النضالية وفي الميادين الاجتماعية المختلفة.
ان منح جائزة رافتو لك اعتراف في المنابر العالمية بمكانتك في الحركة التحررية النسوية وتجعلك مناضلة اكثر معروفة عالميا في ميدان الدفاع عن حقوق الانسان وقضية تحرر المراة. فالمهمة تبقى استخدام الكفوء لمكانتك العالمية هذه للمزيد من تطويرالنضال التحرري والثوري والمزيد من تحقيق تسحينات في حياة المراة وانجاز الاعمال اليومية المستمرة لمنظمة حرية المراة. فانا على يقين بانك وبخبرتك النضالية ادرى مني كيف تستخدمين هذا المكسب لخدمة قضية تحرر المراة ومساواتها والحركة التحررية والثورية والاشتراكية في المجتمع.
تمنيات لك بالمزيد من الانجازات والنجاحات المتواصلة

مؤيد احمد
سكرتيراللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي العراقي
30 تشرين الثاني ( نوفمبر) 2016