على يمين القلب /نقود انثوية 20/د.سجال عبدالوهاب



سعد محمد مهدي غلام
2016 / 12 / 15


الشاعرة تاخذبالزمام وتلابيب الكلمات وتطوعها لتجود وتجيد وتنعم بالمرعى لتغني نايات وقياثر واحيانا تتشبث بنجمة واخرى بنسمة وهنا بوردة واي وردة هي من صميم وجدها مترعة بعبق ما يخامرها من اختلاجات تميس وتلمس الشغاف بميوعة وغنج انثوي لتبيح عطرها لمن يدنوليشم بسحرية مهولة ونعومةتنداح عذبة شهية شقية في تهدجها اليس العاشق يتنعم بالتطوح والهذيان في نوبة عشقة بين احضان المحبوب اذ يحتويها بين ذراعيه ليستقي من عبيرها ويسقيها من شهدالقبل الرضاب الشهي؟ كان النشيدموسوما بوردة غيرمتعينة النوع فالعطروالالوان الزاهية في قشيب البراح لا يتبادرلنا ان نسال عن اسم ما يبوح بل ننعم بتشنيف اسماعنا والعب من العطرالذي يذبحه النسيم في الانوف من الاريج ويكفي انها الازهار تفوح ،الابصال ،الاقحوان ،الزنابق ،الياسمين ،السوسن، الخزامى، انها وردة فواحة نضرة تاخذبنا الى عوالم الراحة والسعادة وتذهب عنا الوجوم والكرب

وردة/
في أعماقي وردة
لا يفوح عطرها
ألا في حضرتك
عندما تحتويني
تلك الوردة لا يستبان منها البرعم ولا تعطي من شذاها الا ان يحتويها الصدرالحنين وتسمع دقات القلب الواجف وتشم ما يبثه جسده من لا يحسه الا انثاه بين احضانه فتروح هي الاخرى تراوده عن نفسها بما تمنحه اياه من تبادل العناق وتشتعل الحقل اليانع من وردة بحجم كفايته لتسد رمقه وتشبع فيه شهوة الحاجة لمن يبادله الهوى اي صورة رائعة تعطينا تنبجس من حشاها ور دة فواحة عندما يمسك بها لوحة قد يصعب تمثلها لانها فيه لحظات خلق ولكن الرسام الماهرالمحترف المعايش للولادة لا يعوزه الخيال ليصورالخلق بجمالة والولادة باعجازها اثارة الوجدان يقول ت.س.اليوت ان الشاعرالحديث لا يتحدث في مهمته عن شخصيته الانوية الفردية بل بالهروب منها وتكلل مقدمة التلبس بالمعادل الموضوعي +Objective Correlativeالذي يعرفه *ان السبيل الوحيد للتعبيرعن الوجدان في الفن هو ايجاد المعادل الموضوعي اوبعبارة اخرى ايجاد مجموعة من الاشياء وضع سلسلة من الاحداث لتصبح صيغة (وصفة) الفنية لذلك الوجدان الخاص ذاته حتى صارت الوقائع الخارجية معطاة والتي يجب ان تنتهي الى خبرة حسية (التجربة الحسية)* ها نحن نرى تمثل خلق الوردة من الاعماق البشرية بكل ما فيها من اشراق وبوح عطري مموسق ان ضم الوطن الذات تتحول في تمثل غرائبي وعجائبي سحري كما في عوالم الجن المسن يحيل الكائن الى كائن اخراوالى مخلوق مغاير هنا العشق يخرج وردة من حديقةالنفس الى باحات الوجد في الحضور

اطفو على أمواج وديعة
في اعماقي وردة
تتفتح عندما يداعبها نورك
تتألق في هجيرك
تينع ولو غيض الماء
هذالوطن بركةمن الماءاونهرا يجري وتنمو على سطحه لوتسة وديعة يانعة بهية زاهية من اعماق روحها لتلاعب انوارتموج امواه الماءالذي يروي ظمأ عطش العاشق في ظهريات جدب تجتاحها لفح وتصف الخلد لفحات لهيب حارق ولو بلا ماء وان نفدالمنبع والمجر ى ونشفت البركة يبقى المعين المانح للايناع لزهرةالروح للمحب ومع الصفع والهجير واليبات ساكنة وديعة فواحة مستكينة لمجرد وجودها وسط محيطها تستوطنه فقد استمكن من تلبسها وسحرها ولا ابطال لسحره قط

فلا تهجرني ولا تنسني
ففي قلبي وردة
هي لك ولك وحدك
فلا تسلني
تساله ان يبادله الحب ليس باكثرمن ان لا يسلوها ولا يغادرها وان فارقته اوفارقها يبقى مسكونة به وبها هومسكونا لان في فؤادها المعنى المضني وردته التي لا تينع الا به ولاجله وحده لا من شاركه فيه العطروالبوح الوجدي في سموق سام للتلابس بين المحبين لمجرد ان لا ينساها تعده بالايفاءباخراج وردةشوقها وهواها من قلبها منحتها اياه .يقول تودوروف *ان دراسةالمعاني الاخرى عدا المعنى الحقيقي تمثل تقليدياجزءامن البلاغة وكانت تؤلف على وجه الدقة باب المجاز، اما اليوم فما عدنا نتمسك بالتقابل بين المعنى الحقيقي والمعنى المشتق ولهذا التقابل اصول تاريخية ومعيارية وانما نميز بين صيرورة الدلالة ( حيث يستدعي الدال المدلول)وصيرورة الترميزمدلول اول الى مدلول ثان. ويقول ان العمل الادبي مصنوع من كلمات ……..في ذلك لا يختلف عن اي ملفوظ لساني ليس مصنوعا من كلمات بل المصنوع من جمل وهذه الجمل تنتسب الى سجلات مختلفة من سجلات الكلام ،وتوجد مقولة اولى بديهية جدا تسمح لنا بتميز سجل ما هي طبيعته التي نسميها الاستعمال اليومي ( الملموسة اوالمجردة)ففي طرف من طرفي هذه المجموعة الاتصالية توجد الجمل التي تحيل الفاعل فيها الى كائن مفرد ومنفصل وفي الطرف الاخر توجد الخواطر العامة التي تعلن عن حقيقة خارجة على كل احالة مكانية اوزمانية وبين هذين الطرفين ثمة ما لا نهاية له من الحالات الوسط طبقا لما يكون عليه الموضوع المشار من درجة التجريد.وتوجد مقولة ثانية …….مدى حضور الاوجه البلاغية ( فثمة حضورية يجب تميزها عن المجاز وعلاقة غيابية) وهذه هي درجة تصويرية الخطاب، ولكن ما هي الصورة ………….هي ما يسمح للوصف من حيث هي صورة في حد ذاتها انها ليست شيئا اخر غير تنسيق للكلمات نجيد تسمته ووصفه.* من ما سبق تميز الشكل المضموني للعمل الادبي عبر تشكله الصوري معبر الى تميز الخطر عن الشعر وهو الذي قادنا الى اعتبارنص سجال الحالي من الشعر في حين لها نصوصا اطول او اكثف اعتبرناهامن الخواطريقول تودوروف* فاذا كانت العلاقات بين كلمتين علاقات تماثل ففي ذلك صورة هي التكرار واذا كانت علاقة تقابل ففي ذلك صورةهي النقيضة واذا اشارت كلمة ما الى كمية تقل عما تشير اليه كلمة اخرى اوتفوقه امكننا الحديث عن صورة التدرج……..كل علا قة بين كلمتين اواكثرمشتركتي الحضوريمكن ان تصبح اذن صورة .لنستخلص من الصورة موقف شعري فقصيدة النثرمصنوع من استعارات وصورويشتمل على اللاغرضية وان مرت على تخصيص ان حافظت على مدى واسع وطيف غير محددالغائية

يا عشقي الأول والأخير
فثراك وساد تي وغطائي
عند انتهاء المسير
يا حبيبا وعظيما يا وطني

فالتراب الذي في ارض الوطن تتوسده وبه تتلفع وتلتحفه ويلتحفها في هوس اللقاء وكما ضمها في خطوها سيضمها في خواتيم الخطى لانه الاول منذولادتها وسيكون الاخيرعند نهايتها ذلك المكان العزيزعلى النفس عشها ومسكنها البشلاري وظاهراتياتها لا تكون الا فيه وان بعدت تبقى فيه وان عاج فيه الشقاء يبقى فيها .
تميزالنص الشعري عن الخطروالنثرالمجرد وان كان من اجمل المنثور لا يكون شعرا الا بتوافرشروط الادهاش والبهجة والضربة والومض والخطف الشعري مهما تكثف النص وقصر وحددت حروفه يمتاز كقصيدة شعرية عن قطعة نثرية مهما حسنة لا يكتشف فارقالبوح الا متلقي مرهف الحس والناقدالمتمرس في تصنيف وتميزالاجناس من هنا كانت العقود الخيرة مشغولة بالاختلاط والتلابس مما قاد امثال كروتشية الى اطلاق صيحة موت الاجناس وكأن العقودالمنصرمة عهود موت تارة للبطل في الرواية واخر ى للناص ومرةللناقد ….الادب ليس سرير بروكروست لنضع عليه النص ونمطه او نقلصه وفق الرغبة والقالب السريري ليس للبطل مقاسات في الادب الحق فليس الشرط ان يكون فارسا هماما اومغوارا قديكون صعلوكا شحاذا او قاطع طريق او قاتل متتسلسل او مجرد انسان كبلوم في عوليس جيمس جويس وحراكه الاوليسي في دبلن ..يقول عبدالفتاح كيليطو لا ان نسال مع بارت ما الفرق بين القراءة الاستهلاكية والقراءة المساهمة ؟ بسيل متوالي من الاسئلة نتقدم لتميزالشعر عن الخواطر سيميولوجيا ،يعود كيليطو بالقول ان طروحات بارت لابد ان تاخذبالحسبان الضرف الزماني علينا ان ندرسه بل نحفظ كلماته عن ظهر قلب ولكن ان ننساها في موقع اخر كي لا نقع بالتكرار . يقول بارت * اللغة سلطة تشريعة واللسان قانونهاو…اننا لا نلحظ السلطة التي تنطوي عليها اللسان لاننا ننسى ان كل لسان تصنيف * بمعنى من كل لسان في آلية الصوغ وحراك التكون الدالي نستخلص سيمياء الجنس للسوق النصي فالمعشوق ليس شرطه الوضاءة كوضاح اليمن بل ليس فقط ان يكون من البشر، كم يحب في العالم الناس كلبا ؟ العلاقة بالمفهوم الحميمي ليس الشرط الحبي ولا التوصيف الافلاطوني ما نمحض به المعشوق وفقا لطبيعتة فالصديق غيرالاخ وكلاهما غير الاب والثلاث غيرالزوج وكلهم غيرالكلب والمجموع ليس وردة والوردة قدتماهي الاوطان والاوطان وطرا لتبادل استنشاق العطر الاتيان على معادل موضوعي للتعبير عن التبادلية بين العاشق والمعشوق ان تكون ايناع وردة او التصيربجعة في حضرة المعشوق اميرا او عابرسبيل او وطنا المكان الاثير الخالدفي النفس الذي يلازمنا طوال الحياة ان هجر نا اوهاجرنا ان كنا في منأى عنه او عاث فيه الخراب يظل يرافقنا نحن ظله وهو ظلنا يسكننا ونسكنه في كل مكان تلك ليست من الهواجس . السردفيه له ايقاع الضربات الشعرية بفلسفة الظواهراتية هي بوح شعري لا مناص من القول والافصاح السافرعن هذه الحقيقة الساطعة بلا حاجة الى برهان ..
نص ...(وردة) سجال عبد الوهاب.

في أعماقي وردة
لا يفوح عطرها
ألا في حضرتك
عندما تحتويني
اطفو على أمواج وديعة
في اعماقي وردة
تتفتح عندما يداعبها نورك
تتألق في هجيرك
تينع ولو غيض الماء
فلا تهجرني ولا تنسني
ففي قلبي وردة
هي لك ولك وحدك
فلا تسلني
يا عشقي الأول والأخير
فثراك وساد تي وغطائي
عند انتهاء المسير
يا حبيبا وعظيما يا وطني