جمال المرأة، كحسرة للرجل



محمد عبد القادر الفار
2016 / 12 / 24

جمال المرأة هو أكبر حسرة للرجل. لا يكفيه ألف عمر ولا ألف زوجة. هناك الكثير من الجمال سيفوته حتى لو أتيح له ان يتزوج ويسبي ويزني ويعيش الف سنة شابا. وهناك اجيال واجيال وممكنات جينية جديدة وخلطات وراثية محتملة تعد بملايين النكهات الجميلة.

في اعمق مكان في باطن قلب الرجل حسرة على كل هذا الذي يفوته. كل رجل تمنى سرا لو يصبح هو امير النحل، الذكر الوحيد في العالم، لا يزاحمه غيره على اي انثى. هي حسرة غريزية لا مناص منها تقف خلف كثير من حساباته وهواجسه.

لهذا يهتم الرجل بما يجذب المرأة، في زمن أصبح فيه لا يحصل على المرأة إلا برضاها هي. فهو لم يعد قادرا على أخذها بالقوة، إلا إذا اعتلى هرم السلطة، وفي واقع وحشي أيضا. فعالم اليوم فيه قانون محلي ودولي واعتبارات كثيرة تحول دول أن يحصل الرجل على المرأة دون رضاها.

لهذا أصبح الرجل مهتما بمعرفة ذوق المرأة، وفهم مزاجها، لا الاكتفاء بإرضاء أهلها. حتى الرجل الذي لا يرى في المرأة جهة معتبرة لتقييم جدارته بها، أصبح مضطرا لإغراء المرأة، وتعلم فن الإغواء الذي كان يحتقره حين لم يكن لذوق المرأة دور في حصول الرجل عليها، فسيد الرجال يقتني خلسة نسخة من كتاب The Art of Seduction.

هو عصر صعب على الفحول، لكنه لم يسلبهم مكانتهم، فذوق المرأة في مصلحتهم، فالعصر ليس ضد الغريزة بالكامل. ولكنه عصر يضع حدودا وحواجز، ويعطي اعتبارا لإرادة المفعول به، ولتقييمه. والمفعول به أقدر الناس على تقييم شدة الفعل، ولهذا فالعصر ليس بالضبط ضد الفحولة وإن بدا كذلك، بل هو على مستوى معيّن يخضعها لمعايير الجودة التي تتجاوز المظاهر، وهذا الكواليتي اشورانس من شأنه زيادة التنافس على تحسين القدرة والقوة وجودة الفعل.

عصر صعب لكن مشقته مأجورة.