العراقي غير آمن على نفسه



ماجد زيدان
2017 / 1 / 3

تظاهر يوم امس الاثنين العشرات من الناشطين في المجال المدني امام المنطقة الخضراء تضامناً مع المختطفة الناشطة افراح شوقي، المظاهرات التي مر عليها اكثر من عام وهذه المظاهرة ايضاً كلها سلمية ولم يحدث أي شيء يعكر صفوها او سلميتها وحضاريتها سوى ما تقوم به الاجهزة الامنية بين الحين والاخر. وامس كررت الاجهزة الامنية فعلتها باطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين واصابة بعضهم واعتقلت آخرين... في عمل خطير واستهتار فاضح بارواح المواطنين وانتهاك لحقوق الانسان واستفراد بالمحتجين.
من الواضح ان الحكومة قصدت ذلك لان المتظاهرين هم من التيار المدني بمختلف تلاوينه وليس من التيار الحاكم او النافذ في السلطة وهو توجه لاسكات وتكميم الافواه ومدارة لعجزهم عن ضبط الامن قبل ان نقول كشف جريمة اختطاف الناشطة افراح شوقي.
لقد مر وقت طويل على اختطاف بعض الناشطين واعي المنصوري وجلال الشحماني ولم تتمكن الاجهزة المختصة ليس من الافراح عنهم، وانما الادلاء بمعلومات عن مصيرهم وما توصلت اليه التحقيقات والان القلق يساور الناس وخصوصاً التيار المدني في المجتمع من استمرار اختطاف افراح شوقي.
من حق المتظاهرين ومئات الاف غيرهم ان يشككون بقدرة الاجهزة الامنية بل في سكوتها وعدم مبالاتها بما يجري في البلاد من تدهور مريع للامن وانتشار ظاهرة الاختطاف والسرقات في وضح النهار التي لم يعد بامكان وسائل الاعلام تغطيتها كلها.
اليوم الاحياء والحارات اصبحت عرضة لغزوات العصابات في النهار والليل وعلى مرأى من القوات الامنية ومسامعها ولا منجد ينجدهم مما هم فيه، ذلك بدأنا نلحظ ان بعض الشوارع والاحياء صارت تدقق في لغرباء الذين يدخلونها برغم ما يولده ذلك من مشكلات.
ان انتشار السلاح والمجاميع المسلحة التي تنتحل اسماء لايمكن مطالبتها باجازاتها القانونية وفتح المقار المحصنة لها من اسباب تدهور الامن الى جانب عدم الالتزام بالضوابط والتعليمات التي تصدرها الحكومة ليس للتطبيق العملي. في هذه الفترة فقد المواطنون ثقتهم بالحكومة والاحزاب النافذة وما يسمى بالتسوية وعموماً بالعملية السياسية المبنية على ركائز وخصائص ثبت بالملموس خلال الثلاثة عشر عاماً الماضية خطأها وفشلها في الكثير من المفاصل.
ليس بالهين ان نسترجع ثقة الناس ما دامت المافيات والعصابات تجوب بغداد وغيرها من المدن تخطف وتقتل ولا يتم محاسبة مقترفي هذه الجرائم وتقديمهم للمحاكمة، هناك حاجة من كل وطني غيور في الحكومة والقوى السياسية الشريفة ان يشمر عن سواعده ويتصدى لما يجري في البلاد من انتهاك للقانون واعتداء واستهتار بارواح المواطنين وممتلكاتهم واعراضهم.
العراقي غير آمن على نفسه في الشارع وفي السوق، وفي بيته من الاذى والظلم، وكل هذا تتحمله الحكومة التي لا تعمل بما يرضيه او تشعره بانها جادة في ملاحقة هؤلاء المجرمين الذين يعيشون فساداً تقشعر له الابدان.
مرة اخرى نقول الحرية لافراح شوقي والمختطفين الاخرين وكل مضام يقبع في السجون.