شارع القبط7



مارينا سوريال
2017 / 1 / 10

كانت السيدة تنتظر لها وجاريتها الى جواره كانتا له وكان لكلاهما ..وقت ان يسمع صوت العشاء وظلال الليل يغادر طريقه مثلما جاء قليل الحديث هو بالكاد يجيبها لكنها اعتادت ان تنظر اليه فقط ،منذ ان ظهر فى الظلام واختفى قطاع الطرق سالته كم عاما قضى فى الصحارى ؟كانت تلمح الشيب الابيض ضاربا فى لحيته ..
لم تعرف فى اى كهف اختار البقاء قيل لها انه سائح فى الصحراء له سنوات من يريده يجده انه ليس للجميع هو من يختار ولا احد اخر يفعلها ..منذ ان قادها على الطريق وهى تسير من خلفه حتى ابواب دارها الغارقة فى الظلام وعتمه الليل وهى تنتظره سالته هل ستاتى مرة اخرى ؟سانتظرك ..
كان ياتيها فقط فى تمام البدر تنتظره كل شهر ،لم يتاخر او يغير ميعاد رحيله ،لكنه رحل فحسب وطالت غيبته رات البدرلثلاث مرات دون ان يطرق بابها من جديد ..مثلما رحلت حسن ذات ليلة ولم تعد لدار سيدتها ،لم يكن لحسن احد ما فى المحروسة كانت من ارض الفرس نقلها البحر من سيد الى اخر داخل سوق المحروسة لم تعتقد ان دار ستكون لها ،كانت سيدتها فقط من اعطتها مخدع خصيصا لها فعرفت ان تكون بمفردها فى المساء دون ان تخاف من الناظر او تبدى الرفض ،ليس على الخادم الجديد اغضاب سيده هكذا علمها تاجرها قبل ان يقوم ببيعها ،كانت صغيرة ولكن تعرف انها بيعت لاجل الدين المستحق سددت بجسدها الدين عده مرات ولم تعرف التذمر الا عندما سألها لما حضرت الى هنا ؟ لم يكن يتحدث فبدا صوته قادما من بعيد وكانه ليس صوت لبشر خافت وصمتت بيعت وصارت بين اسياد ولكنها لم تعرف الخوف كانت صغيرة عندما تركت امها كادت ان تبكى ولكنها عندماالتفت ولم دمع فى عين امها لم تبكى هى ايضا لم تعد تبالى او تسال كانت حسن مثلما سماها تاجرها الاول الذى لم تعرف اسمه لكنها لم تنسى صوته ..عندما سالها تلك الليلة كان ينهرها ..لم يرحل عنها الخوف كانت ترقب من خلف السيدة عودته من جديد الى الدار لثلاث ليال ..
عندما تبعته وجدت نفسها تدور فى دروب الصحراء من جديد خلف سيدها الجديد ،لم تساله عن اسمه مثلما فعلت سيدتها وكانها كانت تعرف انه بلا اسم ولا تاريخ ..مثلها لا تعرف لها اسما كان لها واحد يوم ولدتها امها ثم اصبح لديها اخر من ذلك التاجر الاول ثم ثالث من سيدتها فكانت تدعوها بهاء القمر من ليله انقاذها على يد المجذوب ..
كانت تسير من خلفه وهو يرتفع فى اتجاه الصعود لم تضرب بقدمها على رمل ولا صخر من قبل ،لكنها كانت تسير ناظره اليه ،لم تخف من ذلك الكهف المهجور الذى دخل اليه لا تعرف كيف اشع نور خافت يضىء لها الظلام ..جلست جواره على الارض تنتظر منه ان يتحرك صوبها من جديد ..
كان يستند على مقعده مثلما اعتاد دائما الجلوس عندما تكون لديه زيارة للوالى صحيح انها ليست المرة الاولى فمنذ والده عبد المسيح وقد عرفه اقدامهم الطريق الى السلطان ايضا ،لكن الوالى لم يكن مثل السابقين كانت زوجته تراقبه بصمت لم تعتد الحديث مالم يطلب منها هذا منذ ان دخلت بقدمها باب داره الكبير وقد تعلمت كيف تغرس قدميها داخل دارها لتنتج ثمرا فانجبت له البنين والبنات وفتحت داره امام كل محتاج ،تركته يسافر خلف تجارته خارج البلاد ولم تنصت لصوت الخدم وهم يهمسون باسم خادمتها ،قالت لنفسها انه داء يتكرر فى العائلة ورثه الولد عن الاب والجد ولكن فى النهاية وامام الله هى زوجته الوحيده وليست اخرى ستكون له ام البنين .
همس :اتعرفين لو اصير باشا ساكون مالم يكن جدى يستطيعه فى زمانه .باشا يدخل اولاده الى تلك المدارس التى تقوم ببناءها الحكومة وليست مدارس الكنيسة فحسب يقولون انه سيفتح واحدة للبنات ستكون لبناتنا ايضا مثل بنات الباب العالى وبيت الوالى والافرنجية ..الوالى سيضع اسمى انا موضوع ترشيح لاكون باشا وغدا ايضا ساضع اسمى فى ذلك المجلس الجديد الذى نشأ مجلس الشورى ..تعرفين حينها سابنى كنيسة مثلما فعل يوسف وحاول جدى من قبل وسازور القدس
ارتجفت زوجته تمتمت اخر من زارها مات يا زوجى لا تفعل ..
كانت تركض امام الدار فى حديقتها الواسعة بينما تنهرها امها من بعيد"هدية اصبحتى صبية كفى عن الركض مثل الصغار عودى الى الداخل .لكنها لم تكن تستجيب كانت تركض من خلف الفراشات تنظر اليهم وتمسك بواحدة على اطراف اصابعها ترقب عن كثب جناحيها او تراقب الورد وكيف ينمو ،تعلمت القراءة والكتابة فصار لها دفتر ومعلم يحضر الى الدار لتعليمها واخواتها البنات ..كانت تسال عن الحشرات والطيور كيف تعيش كيف يولد لها صغار هل هم مثلنا ..كان مسيو هانت الفرنساوى يجيبها بهدوء ..
لما تركت فرنسا مسيو واتيت الى هنا الا تشتاق لاهلك مثل تلك الطيور ؟
بلى افعل ولكن هنا اؤدى وظيفتى يا صغيرة ايضا الطيور تهاجر من اعشاشها لتؤدى مهامها وتبنى اعشاش جديدة
هل تتشاجر الطيور مسيو مثلما يفعل البشر مع بعضها هل تقتل مثلنا هل تبكى على صغارهاوهم يتشاجرون على الطعام مثلما نفعل
مسيو لما انا سمراء اللون وانت ابيض هل الرب غاضبا عليه فجعلنى سوداء واحبك انت اكثر منى فجعل منك ابيض اللون
لالا يا صغيرة ان الرب يحبنا جميعنا ولكن نحن لا نراه صدقينى عندما كنت فى فرنسا ماتت امى وابى وانا بعد صغير مثلك ماتوا فى عرض البحر غرقوا فلم يكن لهم مكان لاصلى على قبرهم فيه ..قلت مثلك هكذا انه الرب لابد انه غاضب وعاقبنى لكذبتى الصغيرة اتعرفين كنت احب سرقة البيض من الطيور ربما كانت تبكى عندما اخذ صغارها منها واتناولها فى لذة لاجل ان اكبر سريعا ..سىء جدا اليس كذلك ؟ربما لا ليست بهذا السوء لاننى اصبح لدى جدة رائعة احببتها كثيرا وذهبت للعيش مع امى فى الريف كنت لا زال حانقا وغاضبا هو ايضا كان قد فقد اسرته فى الحرب ولكنه اكتشف فى ذلك الهدوء انه لا يمكن ان يكون كل هذا لا شىء عندها قررت ان هناك سببا ما وهاقد ارتحلت من مكان لاخر ولم تنتهى حياتى صار لدى ابنا جميلا وزوجة ..اعتقد اننى عوضت ايتها الصغيرة .