شارع القبط11



مارينا سوريال
2017 / 1 / 16

كانت تفكر لما هى فتاة وليست صبيا ما الفارق الذى جعل منها فتاة واخيها صبيا ..لما لونها اسمر وليس ابيض كما ارادت ان تكونمثل وجه مدام رزوالينا ..لما لنا حديقة وسمرة خادمتى مثل هارون ليس لهما انهما اشد سمرة منى لما ؟مدام روزالينا هل تعرفين ؟كانت تتخيلها تضحك وهى تقول تسألين كثيرا يا جميلةولكن مدام رزوالينا لا تمتلك كل الاجابات فقط انتظرى وسارسل لك ما اعرفه ..كانت تنتظر رسائل مدام رزوالينا لها كالحلم ..لم تمانع الام تلك الرسائل هى ايضا لم ترد سفرها كانت من وثقت بها لتعليم الفتيات شئون السيدات كانت مدام رزوالينا امراة متدينة كثيرا عاشت معظم حياتها تتربى فى احدى اديرة الراهبات وقيل انها ارادت ان تعيش فى الدير الى الابد وتخدم الصغيرات والفقراء به ولكنها قابلت مسيو هانت واحبته فتزوجا ،نكثت وعودها لاجله ربما لهذا هى حزينة دائما ..لما لا تبتسم فى حضرة مسيو هانت ربما لانهما فى العمل ..مدام رزوالينا قالت ان وقت العمل على الكل ان ينجز مهمتة بشكل صحيح لان الرب سيحاسب المخطىء والمستهتر بتعاليمه ووصاياه عن الامانة..كانت هدية تراقب كل ليلة ذلك الصليب المعلق فوق سريرها والمعلق عليه ..كانت تتحدث معه على الاقل مرة فى الشهر حددتا هى فى دفترها مثلما يفعل ابيها مع ضيوف مضيفته ..بل حددت كم ستسغرق من وقت حتى تنتهى من الزيارة له انها دائما ساعة قبل ميعاد النوم..
الان رحلت مدام روزالينا وسافر مسيو هانت الى فرنسا بعد ان استاذن كى يحصل على اجازة سالته هل ستعود مدام رزوالينا معه تلك المرة لم يجاوبها .
مامعنى الحب مسيو ؟ انا انظر الى الام وهى تنظر الى الاب فاجد ما يسمى الخوف انه الخوف دائماما يجمعها معه لم تقل انها تحبه مثلما قالت لها مدام رزوالينا عن مسيو هانت .
بل تخاف من ان يستيقظ فلا يجد طعامه الذى يحبه او ان يعود باكرا فلا يجد البيت محضرا لاستقباله .انها تخاف ان يمرض فتجلس الى جواره وتحضر له المراهم الزيوت والحنوط وتلك بها راسه تقل انها بركة الشهداء من ستساعده والعذراء ايضا ستتشفع له فيشفى سريعا ..كانت تردد نذورها بصوت مرتفع ..تقول عندما ترى هدية انها من احضرت كل هذا فتتعجب هدية هل هى سبب مرض والدها ولكن لماذا تسأل مدام روزالينا فى خطاباتها وتنتظر منها اجابة .ولكنها تتخيلها تقل لها تعلمى الطاعة من امك انها تحب ابيك والا لما تبقى معه فى بيته كل هذا كانت ستغادر مثلما فعلت مدام رزوالينا ..فكرت لما غضبت من مسيو هانت انه رقيق وهادىء من يغضب منه كيف يعيش من يحضر له الطعام ويشرف على نظافة ملابسه ومنزله تخيلت بيت مسيو هانت خاليا والمسيو يتناول طعام بائس وملابسه متسخة قالت لنفسها لكنه سافر الان وستعود المدام معه من جديد وستتحدث معها وستستمع اجابتها عن الاسئلة لكن سفر المسيو طال ومرض ولدها ..
لم يعين والدها فى الوزراة وهكذا مرض لم يتوقع ان يسبقه اليها احدا وهو من قضى كل عمره فى خدمه الوالى وطاعته وهو اكثر من يقدر خدماته ولكنماذا حدث الان ؟هل هناك من هم اجدر منه بهذا المنصب ..كانت الزوجة تصمت وهى تراه يتحدث تبكى ..
عاد سيداروس وزوجته وصغيره للعيش معهم فى الدار الكبير،سقط قلب هدية لاتعرف سبب خوفها منه ان يعاود ضربها من جديد ام يمنعها من الخروج من غرفتها او درس مسيو هانت اكثر من مرة تسمعه يخبر امها ان عليها ان توقف تلك الدروس يقول لقد كبرت الفتاة يا امى ولا يصح ان تبقى مع ذلك الرجل الغريب وحدها كل هذا الوقت ..الى اين ستتعلم هل ستدخل الجامعة مثل الرجال هى ايضا .