شارع القبط13



مارينا سوريال
2017 / 1 / 17

عرفت هدية الخوف تلكالليلة لاول مرة وهى تفكر ان مسيو هانت قد رحل الى الابد مثلما اخبرها شقيقها هذا المساء عندما سألته عن دروسها قال لقد انتهى تعليمك الى هذا الحد وعندما حاولت ان تسأل لماذا نهرها وامرها ان تعود الى غرفتها حالا لان ضيوف قادمين ولا ينبغى لها ان تخرج من مخدع الحريم ولا يمكنها من الان فصاعدا ان تسير مكشوفه الراس والوجه مثل الافرنجه ..لم ترى فى مرأتها سوى عيناها وكان وجهها احترق ولم يعد لها واحد واختفى شعرها الجميل الذى كانت تدلله وتجعله يرى الهواء والشمس الان لم يعد له سوى الاختباء بامر اخيها .
لم يجعلها الخوف تنام ارادت ان تهرب الى غرفة الخزين من جديد حيث لا يجد احدا انها لا تحب الخوف ربما حينها ستموت فى تلك الغرفة وتذهب الى العذراء مثلما تفعل كل الفتيات الصغيرات حينما يمت قبل الزواج ،هكذا كانت تردد دميانة من امامها !!كانت خائفة ترتعد، وهى تتحسس طريقها فى الظلام مخافه ان يكتشفها احدا ..تلك الغرفة مفتوحة نظرت من بعيد انها خالية ..انها غرفة ابيها المفضلة والتى لم يسمح لها بعمرها فى الاقتراب منها ولم يفكر اخيها فى الاقتراب ايضا ولكن هاهى تفعل الان كانت تفكر فى ان لو راها احدا منهم الان ستضرب من جديد تحسست جبهتها بخوف لكنها راتها ،مكتبة بها ارفف للعديد من الكتب الكبيرة، ليست صغيرة مثل دفترها المتهالك .
كانت الاتربه تعلو الاغلفة، تسلقت كى تطولها يدها لم تعرف ان بيتها الواسع يحوى مثل تلك الكتب .
كان عليها ان تتسلل كل ليلة هابطة دون ان تراها واحدة من الخدم او يشعر بها احد من اهل الدار،كانت تتفحص كل عنوان لغلاف كتبا بالفرنسية والانجليزية تهجئت اسم بولدير ،هوجو ،ديكنز ،شكسبير .كانت تضع قائمة باسماء مسرحياته وتعيش لتراقبها طوال الليل وتتذكرها طيلة النهار وهى ترى صراع الام مع زوجة الاخ حتى انها تعودت ان تتجاهل ابتسامة زوجة الاخ وهى ترسل فى طلب الخاطبة لتحضر لها اسماء لشباب العائلات ممن يرغبون فى رؤية الفتاة .كانت الام تضع فى اولوية شروطها ان تكون عائلة ذات اصل واروثوذكسية خالصة فلما توافق ابدا على خلط الارثوذكسى مع الكاثوليك فقد كان الكل يحيط عائلة واصف بانها من اولى العائلات التى تحولت للكاثلكة لاجل الرفعة والسلطة.كانت الام تغضب من الخلط وحينما جاءت الارسالية البروتستانت الى الجمعية لم توافق على الخلط مع اعضاء جميعاتهن ارادت ان يكن الكل بعيدا ،كانت تردد ان هذا لا يتساوى مع ذاك ما لا يمكن بالزيجة المقدسة ولا القداس المشترك لا يكن فى غير ذلك .كانت الام تردد فى غضب لن يحصلوا علينا بالسمن والسكر على جمعيتنا ان توسع انشطتها ونضمن الينا المزيد من نساء العائلات .لم ترى هدية الام غاضبة هكذا من قبل على شىء .لم تكن تقبل الدخول الى دارهم ولا تلك الكنيسة الخاصة بهم التى قاموا بافتتاحها .