شارع القبط15



مارينا سوريال
2017 / 1 / 19

لم يخرجها من فراشها سوى عندما طارت تريزا الى غرفتها تردد لقد عاد ناثان من جديد ،لقد اخبرتها من قبل انه من تشتاق اليه كثرا بعد ان اصبح اخيها الاكبر هو سيد البيت والعائلة بلا منازع .وهاقد عاد اخبرته الام ان هدية مريضة ،كان مثلما قبل السفر لم تتغير عيناه الخضرواتان.
عاد اخيها للجندية لم يوقفه غضب اخيه الاكبر والام ،لم ترى هديةاحد من قبل استطاع ان يوقفها كان فى داخلها شعور بالرضى مما يحدث ،الكل يذهب الى الجندية ولم تسمع ببلدا من دون جيش فلما لا يكون واحدا من بيتهم فيه هكذا كان يردد فى غضب لايد ان يكون احدا منا الان فى الجندية الان اصبحت لنا بعد ان حرم منها اجدادنا .
كانت تسمع اخيها وهو يعود ليلا الى تلك الغرفة التى حرمت من الذهاب اليها ،تمنت لو وافق اخيها وكانت الان مع المسيو ،لم تستطع ان تعترض هل تخافى من سيداروس؟سألت نفسها كل مساء يمضى وهى فى فراشها لا تستطيع ان تغادره وتحمل شمعتها الصغيرة وتتسلل الى حيث الغرفة لتقرأ بقيه ذلك الكتاب العجيب الذى وجدته بالمصادفه وتعجبت لانها لم تلحظ ان ابيها يهتم بمثل تلك الامور من قبل واعتقدته جادا لا يفهم سوى فى امور تجارته والحديث عنها وعن قرارات الخديو الذى كان يحبه ويعتبره افضل من حكم مصر على الاطلاق ولو كان هنا وعلم ان امر الخديو فى خطر كما سمعت من احاديث من فى البيت عن تلك الاشاعات التى انتشرت فى بر المحروسة باكمله تتكمل عن عزل ونفى لذلك الخديو العظيم مثلما يقول ابيها واخيها من بعده ربما لهذا يحبس اخيها نفسه فى غرفة المكتب طوال الليل كما تتنهد الزوجة فى الصباح لتقول لامها انها لم تعد تراه كما السابق ،لاحظت هدية بعد مرضها ان الام وزوجة الاخ لم تعودا كما السابق بل صارتا تتحدثان مع بعضهم طويلا تعجبت هدية هل المرض يصنع كل هذا بالناس ؟فكرت انه الخوف مثلما تشعر لان ..كانت خجلة من نفسها لانها فكرت فى لحظة ان تهرب الى حيث دار المسيو التى زارتها من قبل مع الام لمقابلة مدام رزوالينا منذ فترة ويلة مضت ولو كانت الدار قد تغيرت لعرفت المسيو لا يحب التغير من يحب بقاءه يظل معه الى الابد ..
كانت قد رتبت كل شىء ولم يعد امامها سوى تريزا لتساعدها فى الهرب من جديد من البيت كله تلك المرة من اعين الحرس والخدم فى كل مكان حتى تذهب اليه لتتزوجه فقط كانت خطتها ان تصل اليه خطاباتها كلها التى كانت قد كتبتها له وهو مسافرا الى فرنسا حتى ذلك الخطاب الذى تخبره به بحقيقة مشاعرها وانها سوف تحضر له بالبيت ليتزوجا وبعدها يمكنهم اخذ تلك السفينة والهروب من بر المحروسة كله لطواف العالم الذى قرات واخبرها عنه مثل فرنسا ثم ايطاليا ومن بعدها انجلترا التى كانت الان تسيطر على البلاد بسبب الديون .كانت قد خططت لكل شىء عندما استدعت تريزا لغرفتها وامرتها ان تغلقها عليهما جيدا .كانت هدية تعرف تريزا جيدا ،تعرف مميزاتها وكذلك عيوبها ،لذا عندما اخرجت لها خطاباتها الى المسيو جزعت ،كانت تعلم انها لن تستطيع ان تشى بها للام او الاخ وتسلمهما تلك الخطابات لانها فقط من تعلم جيدا كيف تعمل دميانة حسبتها لخزين البيت كل شهر وتقنع به الام التى لاتجيد القراءه ولا الحساب ولكنه كان سرا فيما بينهم الكل يعرف ويتبادل النظرات.
همست تريزا خوفا:ولكن سيدتى عندما تهربين الكل سيقول اننى ساعدتك لانى خادمتك الخاصة ؟
لا لن يقولوا هذا لاننى ساهرب فى الليل والكل نيام اسمعى انت فى غرفة الخدم فقط تريزا ليس فى مكان اخر .
لا تعلم هدية لما وجدت نفسها تحدثها بتلك الطريقة وهى لم تفعل ذلك من قبل لقد اصبحت مثل الام الان ،هل عندما تكبر الفتيات يتحولن الى اشباه من امهاتهن خطر لها ذلك الخاطر فرتجفت وهى تنظر لعينى تريزا :استمعى انت لا عليك فقط ستخرجى مثلما تفعلى لشراء حاجيات الخزين وتسليمن المسيو تلك الخطابات فى طريقك انه كل صباح يذهب ذلك المقهى ليتناول الافطار به مثل عادته منذ ان عاد وحيدا.