شارع القبط17



مارينا سوريال
2017 / 1 / 21

انا انا من لا يحبها ،انت من لا يحب سوى نفسه تريد البقاء مع الخديو والكرسى حسنا كما تريد ابقى معه اخى ولكنه ظالم يقوم ببيعنا جميعنا الى الانجليز والفرنسين وانت هنا تحدثنى عن الخيانة ،لو كنت فى موقعك لصمت انت خائف.هيا قولها
كان اخيها ناثان يصرخ فى وجه سيداروس شعرت بالخوف انها لم ترى هكذا من قبل كان وجه بوجه اخيه حتى دخلت الام بينهما تمنع الاخ الاكبر عن ايذاء اخيه ،لم يكن احدا يستطع منع الاخ الاكبر عندما يغضب حتى زوجته الام من انقذتها بعد ميلاد الطفل الثانى يعقوب الصغير والا لقتل امه وهى لا تزال مريضة من الولادة ،كانت دوما تشعر بانقباض قلبها هندما يكون فى البيت لا تشعر انها حرة وخفيفة وتتجول برشاقتها فى البيت الاوهو بالخارج كما تمنت من قلبها لو يسافر او يغادر البلاد الى الابد حتى لا تراه من جديد.
غادر ناثان من البيت ولم يعد له ثانيا كانت هى بالاعلى ترتجف تشعر وكان البرد ضرب جسدها من جديد ،كانت تعتقد انه هو هنا الان ولن تتزوج ذلك الويصا الذى لم تراه بعد من قبل اخيها عندما تخبره انها لا تريد هذا وتريد فقط المسيو .انه غادر الى الخارج ويعرف ما هو الحب مثلما عرفه الفرنسيون وعرفته هى منهم .عادت لتنام فى فراشها كانت تشتاق لكتبها فى الاسفل والركوض ليلا .حتى ازهارها وطيورها لم تعد تستطيع رؤيتهم الان من جديد ،شعرت ان هدية اخرى بالطريق .
كان على الام ان تجهز كل امور العروس سريعا بعد ان جاءت ام العريس لتقابل الام فى مضيفتها ومن ثم العروس .تنهدت وهى تعطى امرها لدميانة التى عادت لنشاطها فى العمل كى تحضر كل امور العروس سريعا حتى يتم الزفاف فى اسرع وقت ممكن ،لقد كبرت العروس بما يكفى لدى اختها ايريس الان بدل الصبى ثلاث ،قريبا سيكونوا شبانا ،وهدية الى الان لم تنعم بواحدا فقط منهم ،فى الصباح التالى قدمت ايريس اولا قبل اولادها وزوجها لترتيب امور العرس كان الاخ قد قرر ان يكون العرس على ثلاث ايام حتى يستطيع ان يتسقبل كل كبار القطر المصرى القادمين من كل مكان لتهنئته.
راقبت ذلك الفستان وهو يوضع عليها ليتاكدوا من المقاس المناسب سمعت ايريس تمتدحه كثيرا فى حين دارت الام من حوله لم تكن تشعر تجاه هذا الفستان بالراحة ولا هدية.
لقد وقع الجميع على الالتماس مثلما توقعت واخبرتك ،كان سيداروس يحاول ان يدارى غضبه مما يحدث لكنه لن يفسد الوضع الان ليس افضل اليه من ان يتخلص من شقيقته الصغرى فلا يصح ان تحمل احدى بنات عائلة هيدرا لقبا لمن لاتجد عريسا مثل ابناء الاخريين
اتلمس لك العذر يا صديقى فانت لاتزال حديث فى السياسة
اتمقع وجه ويصا :ولما؟
لان تلك العرائض والالتماسات لا تفيد الوضع فى شىء العالم لا يتحدث سوى عن المال ونحن من الدول المديونية.
رد ويصا غاضبا:اليس كل هذا من تحت راسك الخديو ؟لولا ذلك ما كنا لنستدين من احد
ولكن فعل ذلك لاجل الاتنظر لحال البلد اكانت المحروسة بهذا الجمال والعدل لو لم يكن فيها اسماعيل ومن بعده توفيق .لا تنسى ان احفاد محمد على حتى وان لم يكن الجميع مثله هم افضل من حكم البلاد .كيف كنا فيما مضى اتذكر اولا تدرى لقد اصبح منا من يدخلون المدارس ويدرسون بالخارج فى افضل الجامعات مثلما فعلت الان وصرت محاميا درس القانون الفرنسى كما يجب واصبح لدينا مجلس شورى نعين فيه مثل بقية المصريين لم نعد منبوذين كالسابق ،لا يمكنك انكار كل هذا لاجل بعض الاخطاء البلد لم تنهدم لان اسرةمحمد على باقية بها،اخى فعلها من قبلك ،اعرف ان هذا الظابط المدعو عرابى هو من يحرضكم .انتم لا تفهمون ماذا يفعل بكم هذا ؟ان كان للجيش مطالب فلا شان للعامة بها فلتحل من القيادات مع الخديو فقط وليس مع الجميع .
كيف يمكنك قول هذا اتعرف لقد وقع على الالتماس لتاليف وزارة وطنية ودعوة مجلس الشورى من ضباط واعيان والبطريرك ايضا قد فعل هذا مع شيخ الاسلام ألم تتذكر ان هذا لم يحدث من قبل فى المحروسة لم نجتمع جميعا على شىء مثل هذا ونقل نعم .
مط سيداروس شفتيه منهيا الحديث :ربما من لا يدرى ماذا يحدث احد وايضا اخى ناثان مع هؤلاء الضباط الذين تحدثت عنهم فلا باس ،غدا ستدرك من كان المخطأ عرابى هذا لن يستطيع الدفاع عنا اذا حدثت ثورة وشجار بين الاهالى فى الشوارع مثلما كان يحدث لنا فى الماضى لن يفرقوا بيننا والاجانب ستسمع العامة فى الشوارع يرددون انهم ملة واحدة وحينها تحدث انت معهم لتخبرهم اننا وطنيون مثلهم من اهل البلاد ولسنا اقل من احد ولسنا من هؤلاءالاجانب كما اننا لسنا من نفس الملة .ها اخبرنى كيف ستشرح لهم كل هذا .
شرد ويصا فى كلمات سيداروس حقا ماذا لو عاد الخوف من جديد ؟ومن يستطيع ان يقتله الى الابد.