شارع القبط22



مارينا سوريال
2017 / 1 / 24

لا يمكنها التوقف عن مطالعة الصحف الوطن،الاهرام،البرهان،والاعتدال تصف المصريين فى حالة يأس تام بعد ان احتل الانجليز البلاد وسقطت حركتهم التى ارادوها ان تقف امام الخديوى الظالم وتقود البلاد وهاهى تطرد لم يعد مقبولا رؤيتها. عرابى هو من تسبب فى هذا كان سيداروس يدور من حول نفسه فى غرفة المكتب فى غضب منعت الزوجة احدا من الاقتراب منه اكثر حتى يهدأ وصعدت باولادها وامرتهم ان يلزموا غرفتهم حالا.كانت تبكى راتها هدية هل كانت تبكى على المحروسة هل الزوجة ايضا تعرف ما حدث فى المحروسة ولكنها كانت تبكى على الزوج خائفه من ان تفقده فحسب .ماذا اذا حدث له مكروه ؟المرض اخذ يضرب بيتنا وعندما يزور المرض لا يتوقف عن الزيارة ؟الاولاد صغار وليس لنا كبير سواه .كانت هدية تراقبها بصمت .هى ايضا خائفة من ان يصيبه مكروه ولكنها لا تحبه هو من يختار كل شىء .تشعر انها احد المجرمين الذين يلقون فى السجن يتلقون العقاب بل تمنت لو يصنع بها مثلما فعل محمد على بان جعلهم يزرعون الارض ،احبت ان تكون فلاحة ترى ثمارها وهى تكبر وتربى طيورها وتراقبها .
لايمكنها التفكير فى ذلك الان بعد ان اصبحت لويصا تقشعر كلما تذكرت ملمسه .لم تحب ذلك الملمس .ولكن الام كانت قد اعطتها الوصايا اطيعى زوجك فى كل شىء وقبل كل شىء فهو راسك وسيدك وله طاعتك وليس العصيان لن يتحمل طفولتك تلك لذا عليك ان تصبحى سيدة وتستعدى ان تكونى اما الان .وامه ايضا منذ الان كام لك عليك طاعتها بالمثل ولتحمدى الرب لان لك من يصنعون عملك عنك فى البيت وانت فقط تباشريهم ولست من ابناء الفقراء فليس لك ان تتذمرى مثلما كنت طفلة فى السابق.
كان عليها ان تتحمل كل من وقف فى تلك الليلة بالقرب منها من الام كلاهما الام الضخمة والمنديل والدماء اصوات الفرح بالخارج اصوات الالم المكتوم .نفورها منه.صمتها ليس لاحد ان يعرف هذا .عندما رات صغار اخيها اشتهت ان يكون لها واحد ايضا مثله واحدا فحسب .غضبت من نفسها لانها تخيلته مرار صبيا وليست فتاة فرددت بصوت مرتفع بل اريد فتاة جميلة لا اريد صبيا .لكن احلامها جميعها كذبتها .ماذا هل تشعر بالخوف من جديد ؟لم يجعلها ويصا تنسى صديقها الخوف ابدا.
الغت بريطانيا صحيفة الزمان والسفير وتوقفت الطائف بعد ان اصبح النديم مطاردا ،واختفت المفيد والسفير والنجاح بعد ان قبضوا على صاحبها حسين الشمسى.
واصبحت الوقائع المصرية نشرات قرارات الحكومة التى يصدرها الانجليز وتعطلت بقية الصحف .
فرضت قوانين العقوبات على الصحف متضمنه الجنح والجنايات .عادت الاهرام من جديد بعد ان عوض الانجليز سليم وبشارة تقلا اصحابها عما حدث لهم اثناء الحركة وبسببها .واعادت البرهان ومراة الشرق واتحاد المصرى والزمان وحينها قرأت فى صحفهم ان عرابى واصحابه هم من تامروا عل المحروسة حتى وصلت الى ما هى فيه الان واصبح من كان عرابيا خائنا فخافت على ناثان وشعرت بالقلق على ويصا لاول مرة .ولكنها لم تحبه.
بعد مرور شهر عاد ويصا ليصطحبها من جديد ،كانت قد نسيته ولو لفترة قصيرة تخيلت فيها انها عادت مثلما كانت فى السابق قبل ان يموت الباشا ويصبح اخيها الاكبر هو رب العائلة ،عندما كانت الام تسمح لها ان تمرح فى حديقتها التى لحظت زبولها عليها ،انها صديقتها الوحيدة الوفية فى ذلك البيت الواسع .
كانت الام تبكى باستمرار الان لم تعد الام التى تعرفها ،لقد تحولت لطفلة عوضا عنها ،تريد ان تلهو مع الصغار بل وتتشاجر معهم حتى ابتعدت بهم زوجة الاب ،كانت تحدثها ان الباشا عندما يعود سيغضب منها ويطردها.واحيانا تردد انها تخاف من ابيها اذا عاد ورأها تتسلق الشجر مثل الصبيه .تعجبت وهى تتخيل الام طفلة تتسلق الشجر وتخاف من عقاب ابيها لها،بل وتخاف الظلام وتنام على الشموع ،لم تعرف ان الام تخاف.. عندما كانت ضخمة بعد والكل اقزام الى جوارها ليتها رات امها من قبل كذلك.
كانت تصرخ لدى رايتها من انت؟ انا لا اعرفك لما اتيت لتسرقى طعامى ارحلى انه لى انا وحدى انا جائعة ولا يمكننى اقتسامه مع احدا اتفهمينى ثم تبكى بغزارة وهى تراقب الطعام كانت هدية تتراجع الى الوراء تخاف ان ترى الام ،وهى تبكى خائفة على الطعام ولا تتذكرها .كانت الام تذبل وويصا ينتظرها ان تعود لبيته من جديد قال ان حال الام ربما يطول وعليها ان تفعل مثل ايريس شقيقتها التى لم تاتى ابدا ولكنها افضل لانها بقيت جوار امها .اما الاخرى فلم ترسل خطابا لتطمئن فيه اخبرته انها تسأل وتعرف من دميانة لانها من ارسلت الطبيب الانجليزى الى امها لكنه لم يعد يحتمل اى شىء اجنبى حتى لو كان طبيبا برغم انهم عوضوا تجارته ووالده وعادا للعمل دون خوف من جديد ،بعد ان قام الانجليز بالسيطرة على تامين البلاد،كان يخبرها ان تكف وتصمت لانه لا يحب ان يسمعها تتحدث كثيرا ،بل كان يغضب لانه ليس بمفترض من سيدة ان تتحدث هكذا مثلها لكنها تعجبت وقالت انا احب اعرف كل شىء مثلك .ولكن الام كانت تنسى اكثر وتعود طفلة فحسب ولا تعود اما ابدا .كانت تصرخ على ابيها فى المساء وحرارتها مرتفعة وقدمها ملتهبة والحمرة تضربها حتى الاعلى فتهلك قدمها .لكن الاخ الاكبر يسمح للمرضة الانجليزية ان تتدخل وترى المريضة لتعطيها الدواء حسب ارشاد الطبيب .
كانت تزداد مرضا ولم تعد تقدر على التنفس ،ارسلت هدية دميانة لتحضر ايريس ،طرقت باب ناثان وكان الاخ الاكبر بخارج الغرفة ،فى تلك الليلة الاخيرة سكنت كانت تراقب هدية فحسب لم تسمعها تنطق اسمها هكذا من قبل قبل ان تطبق شفيتها عن بسمة وتغمض عيناها الى الابد وتشهق هدية كيف اتى عزرائيل واخذها من بين يدها وهى تقف على راسها اياما بل اشهر لتمنع اقترابه منها كما وعدتها وهى تبكى هاهى لا تفى بالوعد الذى قطعته على نفسها لعنت وسبتها والخادمات يحملنها بعيدا وهى تراقب من ترفع عنها الملابس واخرى تحضر الماء الساخن والصابون ويقمن بغسلها جيدا والباسها ملابسها النظيفة ووضع الانجيل فوق راسها كن يتمتم بصلاتهن وهن يعملن وكان روحها لا تزال هناك بحاجة من يصرفها الى حيث مكان راحتها .وضعن الشاش من حول راسها وضعن الزيوت والحنوط جوار الجسد،حضر الصندوق الكبير من الكنيسة .وضعت فى الصندوق وذهبت الى حيث مقبرة العائلةة بعد صلاة الجناز التى حضرها اشقائها وكانت هى فى فراشها ،لم تتخيل ان تقوم بدفن الام ابدا تخيلت موت الباشا مرارا منذ كانت صغيرة لكنها لم تتوقع موت الام ابدا .