نيل المرأة لحقوقها كاملة يكون فقط في كنف الاشتراكية



سهيل قبلان
2017 / 3 / 6


ثمة قضايا عديدة تثير قلق الناس في جميع انحاء الكرة الارضية بغض النظر عن اللون والانتماء وفي ظل النظام الرأسمالي الفاسح المجال امام كل الموبقات وتنفيذ الجرائم والسرقات ودب الفساد وتعميق النمائم والتباعد بين الناس، والقضية هي صيانة السلام وتوطيده وتتوقف على حلها مصائر التقدم الاجتماعي ووجود البشرية نفسها، ومن القضايا الساخنة والبارزة بشكل يومي قضية المرأة واستغلالها والاصرار على التمييز ضدها والتعامل معها كضلع قاصر وناقصة عقل ودين، وبمناسبة الثامن من آذار يوم المرأة العالمي، الذي تدوي فيه بشكل خاص صيحة المرأة القوية ممتزجة مع صيحة الرجال المناصرين لحقوقها كانسانة ابنة تسعة، من حقها العيش بكرامة واحترام معززة مكرمة تمارس حياتها بحرية ونزاهة منطلقة من قاعدة مكارم الاخلاق للمساهمة في ضمان التوجه نحو المستقبل الآمن والزاهر والجميل.
ولكي تبقى هذه الصيحة المقدسة المطالبة باحترامها كانسان يسعى الى المحبة الشريفة والطيبة عليها التمسك بكل قوة بافكار الاشتراكية ضامنة خلاصها من واقع الاذلال والمهانة، واروع ما اتمسك به بالذات في يوم المرأة العالمي قناعتي بمبادئي الشيوعية كونها الوحيدة القادرة على ترسيخ التعامل مع الانسان كانسان في كل مكان بغض النظر عن الانتماء واللغة والدين والجنس بدون اي تمييز، وكانت قد تفتحت امام البشرية في عصرنا آفاق فعلية لتفادي الحروب والقضاء على الاستغلال والتمييز العنصري والاستعمار والاحتلال والجوع والفقر والتخلف بصورة نهائية، ولكن الانسان الذي بحاجة الى محلل نفسي لمعرفة ما يريد خاصة انه وكما يقول مثلنا الشعبي، لقد "لبط نعمته برجليه"، فماذا كان ينقصه في النظام الاشتراكي خاصة انه كان يحيا في كنف السلام والاطمئنان على مكان العلم والعمل دون ذرة قلق وفي كنف شعار كل شيء لخدمة الانسان وضمان رفاهيته وسعادته وعيشه في جنة الرفاء.
ورغم ذلك رفض الواقع السعيد وانتقل الى الواقع التعيس وما يميزه من تناحرات وبؤس واذلال واهانة واستغلال واخطار القتل والتشرد، والسؤال الذي يطرح نفسه ما هي الاتجاهات الاساسية للتنمية الاقتصادية الاجتماعية في الدولة التي نعيش فيها على سبيل المثال، والدولة المتجسدة في الاجهزة والادوات والمؤسسات الحاكمة المصرة على التمسك بنهج وهم اقتلاعنا وطردنا من وطننا الذي لا وطن لنا سواه، والتعامل معنا بدون اي اعتبار لكرامتنا وانسانيتنا ومشاعرنا واحلامنا وبنهج الاحتلال وجوهره العنصري واقتراف الجرائم وما هو مدى الحرص على الانسان وانسانيته الجميلة والحفاظ عليه من التشوهات الخلقية نتيجة ما يتلقاه في البيت والمدرسة والمجتمع من تربية شريرة سيئة عنصرية تحتقر الآخر وتدوس خاصة على كرامة وحقوق المرأة والاصرار على اذلالها واهانتها من خلال التعامل معها كجسد للمتعة ولجني الارباح لشركات الاعلانات والدعاية، ورفض التعامل معها كانسان كامل متكامل اثبت نفسه في الحياة وحيث توفرت الامكانيات والدعم والرعاية والمساندة وصل الى اعلى المراتب القيادية في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والادبية والعلمية.
وتبرز افضليات الاشتراكية وضرورة التمسك بها بالذات في الثامن من آذار باسطع صورها لدى المقارنة بين الاوضاع ومنها وضع المرأة في الدول الاشتراكية مع الدول الرأسمالية ففي الاشتراكية الامور تجري وفق شعار كل شيء يرصد ويخضع ويخصص من اجل الانسان كانسان بدون اي تمييز وضمان رفاهيته ورخائه في كنف السلام الدافئ بينما ما يميز الراسمالية ارتفاع مستوى الاسعار الدائم خاصة للمواد الاولية الاستهلاكية والغذائية وبالتالي الحرمان منها وجعلها بالنسبة للفقراء بمثابة احلام ويجري التركيز على جني الارباح وتعميق الاستغلال خاصة للعاملات وبالتالي انخفاض قيمة الانسان وتعامل المسؤولين معه ومع قضاياه باستهتار من خلال ادارة الظهر لهمومه واحلامه ومشاعره وبالتالي فتح الابواب امامه ليمارس العنف ويقترف الجرائم والسرقات والاحقاد مقتديا بسلوك الكبار.
فالسرقة على سبيل المثال لا تتجسد فقط في اقتحام البيوت والحوانيت والمؤسسات، فمنع تحقيق السلام هو سرقه واضحة لحق المواطنين في العيش في كنف السلام بأمن وأمان واطمئنان وراحة بال ووجود العاطلين عن العمل سرقة لحقهم المقدس في العمل للعيش بعرق الجبين باحترام وكرامة، والتعامل مع المرأة كضلع قاصر وناقصة عقل ودين سرقة لكرامتها وانسانيتها وحقها الاولي للعيش في الحياة معززة مكرمة تنتج وتعمل وتعطي اجمل ما عندها ماديا وروحيا، وهكذا فكابوس العنصرية والبطالة والاستغلال وارتفاع تكاليف المعيشة والتهديد بالطرد من العمل ونشوب حروب والدوس على الحقوق تلاحق الناس وخاصة العمال في الرأسمالية.
وهكذا فكل يوم يمر يفتح للانسان صفحة جديدة خاصة للمسؤول والسؤال ماذا يخط عليها ويمكننا ان نعلن بكل فخر واعتزاز ان البلاد التي تنتصر فيها افكارنا تخلو من البطالة والعنصرية والاستغلال ومن الامية والمجاعة والعوز والقلق على المستقبل ومكان العلم والعمل ومن الحفاة والعراة، وخاصة الاطفال وكذلك تقدم الخدمات الاساسية مجانا ولا تعني الاشتراكية مجرد زيادة الرفاه المادي فيرسخ في وعينا الشيوعي بالاضافة الى كون النهوض بالمستوى المادي للمعيشة هدف عادل ونبيل، فالاعدل والانبل والاشرف وخلق وتوفر الظروف وفرص الازدهار لتغلغل القيم الثقافية والروحية الجميلة والجليلة التي تتيح امكانية صقل الانسان العاشق لغيره كما لنفسه والمتعامل مع المرأة بالذات كانسان كامل وله الحق في العيش الانساني معززا مكرما، والضامنة لإعداد الانسان المتطور من كل النواحي وخاصة الآداب ومكارم الاخلاق.