المرأة العربية و مساهمتها في تشكيل الخطاب الوطني التحرري



علجية عيش
2017 / 3 / 8

المرأة العربية و مساهمتها في تشكيل الخطاب الوطني التحرري
نساء مقاومات ( فلسطين أنموذج )
الحديث اليوم عن المرأة و دورها في حل النزاعات و إسكات السلاح أصبح أكثر من ضروري للتنويه بدور المرأة في مواجهة الأنظمة الدكتاتورية و رفع التحديات من أجل السّلام و من أجل حماية مصالح مجتمعها من العنف و التطرف، و هي تحتفل اليوم بعيدها العالمي يمكن القول أنه وجب تجديد الخطاب الإصلاحي للمرأة ، و إعادة طرحه للنقاش في ظل التحولات السياسية و محاربة بعض المفاهيم الدخيلة على المجتمع المسلم و التي أقحمت فيه المرأة بصورة مباشرة باسم جهاد النكاح
شكلت الواقعة الإستعمارية التي عاشتها الشعوب العربية مقطعا تاريخيا لوضع عام تميز يتراجع مسلسل في كل الإتجاهات و على كل الواجهات و ما أفرزته من مواقف و تصورات إزاء كل المتغيرات الداخلية و الخارجية، تطلب إقحام المرأة في العمل النضالي و تفاعلها مع الوضع الذي فرضته الظروف الإستعمارية، و جعلت من الحرية مدخلا للتحررالشامل و التخلص من القهر و ألإستبداد الي مارسته الأنظمة افستعمارية لسنوات طويلة، فقد سجل التاريخ أسماء مقاومات وقفن في وجه المدافع ، و لعبن كل الأدوار، فمن فدائية و مسبلة إلى ممرضة و حفرن البعض منهن خنادق للهروب من السجون و المعتقلات،، هي طبعا تضحيات جسيمة قدمتها آلاف النساء في الوطني العربي، حيث كنّ السند الخفي للأبطال، فقد خاضت المرأة العربية الحروب و النزاعات المسلحة، حيث أجبرتهن ظروف الحرب و الإستعمار على كسر التقاليد و العادات من أجل قضية مصيرية، فكنّ صوتا يعبر عن الوعي الثوري، و يضم السجل التاريخي أسماء عديدة لمقاومات و ثائرات حملن السلاح في وجه العدو و ناضلن في فضاء اتسم بالقسوة و العنف لطالما كان حكرا على الرجال، إنه جيل التحدي و الثورية داخل الحوز الكولونيالي، فما من دولة عربية عاشت و تعيش تحت نير الإستعمار إلا و خرجت من رحمها امرأة ثائرة مقاومة، في فلسطين، لبنان، العراق ، سوريا، مصر، الجزائر ، المغرب تونس و ليبيا، و لا ننسى بورما ، الفيتنام و بلدان أخرى رسمت فيها المرأة صورة للتحدي ، أثبتت قدرتها على حمل السلام و قيادة الجماعات، و لو وقفنا على ظروف الحرب في فلسطين كأنموذج نجد نجذ النضال النسوي الفلسطينية في القرن العشرين عرف تحولات دفعت بالمرأة الفلسطينية لتحمل دورا أكبر من الدور الذي لعبته نساء أخريات و الذي كانت تلعبه في فترات سابقة من القرن الماضي.
لقد دفعت التحولات الجديدة الإنتداب البريطاني إلى تأسيس الجمعيات النسوية و توزيعها في المدن و القرى، حيث لعبت الحركات النسائية في فلسطين لتحسس النساء بضرورة المشاركة في النضال و الكفاح المستمر و مقاومة الإحتلال الإسرائيلي ، و بالفعل شاركت المرأة الفلسطينية عدة ثورات، بدءًا من ثورة 1929 و ثورة 1936 وقفت فيها إلى جانب الثوار، و تعرضت المرأة الفلسطينية للإعتقال و التعذيب و محاكمات بسبب مقاومتهن للإحتلال البريطاني، ثم الفترة ما بين 1948 و 1967 ، فكان لهاتيتن الفترتين تحولات في حياة المقاومة الفلسطينية التي أبرزت فيها المرأة الفلسطينية وجودها كعنصر فعال في حرب التحرير، لقد ارتفعت أصوات من هنا و هناك للإسكات صوت السلاح إلى غاية 2020 في إطار ما يسمى بالوساطة الوقاية و في جهود التلاحم الإجتماعي العربي و الإفريقي، و ننوه هنا أيضا بدور المرأة في إفريقيا في التعامل مع القضايا و تقرير المصير ،حيث أكدت حضورها القوي في كل الحروب و عبرت عما يعانيه المجتمع، و المرأة تحتفل بعيدها العالمي يمكن القول أنه وجب اليوم تجديد الخطاب الإصلاحي للمرأة في ظل التحولات السياسية و محاربة بعض المفاهيم الدخيلة على المجتمع المسلم، كذلك العمل بالقرارات الصادرة في حقوق المرأة ، لاسيما القرار الأممي رقم 1325 الذي يمكن المرأة من العمل و المشاركة، و الذي نتج عنه ميلاد مجلس الأمن و السلم، مع استحضار البعد التاريخي لنضال المرأة و المسارات التي انعرجت بها، و إعادة التاريخ الحديث إلى أصوله الإسلامية و العالمية، و هذا يعني إعادة النظر في كفاح المرأة العربية، و تصحيح مسارها النضالي.
علجية عيش