اعلنوا وفاة صانع الاحذية



مارينا سوريال
2017 / 3 / 9

كنت بالامس انا ونادية نمر من ذلك الطريق الاخر .. كانت مدرستنا الثانوية تبعد عن بيتنا باكثر من ساعتين سيرا على الاقدام لم نستطع ان نضيف اجرة المواصلات الى نفقاتنا الشهرية حينها خرج ابى للتقاعد قال انه سعيد سيتمكن من الراحة اخيرا ..كان حذائى ونادية يحتاج للرتق مرة او اثنين كل شهر ..تفاخرت دوما اننى استطعت الحفاظ على حذائى من الاستبدال لسبع سنوات متتالية عرفت فيهم صانع الاحذية ..حيث استراحتنا من الطريق ومن البيت ايضا كنا نجاهد كى لانتذكر ما سوف نذهب اليه لنقضى ليلتنا قبل ان نتقابل فى اليوم التالى فجرا لنبدا رحلتنا فى الذهاب الى المدرسة كنت اخاف الظلام والوحدة كلتانا كذلك كنا نمضى الطريق فى الحديث عما سوف نكون فى الغد ونضحك حقا لم نكن نتخيل هذا الغد كنا نرى انفسنا كبطلتنا فى الفيلم الاخير او احد المسلسلات التى تعلقنا بها لم نكن نفكر سوى فى هذا وحينما مر الوقت كان علينا ان نختار الجامعة فساعدنا سيد تنسيق واختار عوضا عنا ولكن شكرنا كلتانا فبفضله كان علينا العيش فى بيت مغتربات سويا لم نرد اكثر من هذا ..اختاروا لنا كلية نظرية لم نفكر ان كنا سنحبها او لا فقط علينا ان نتفوق ينبغى ان نثبت ان تلك الاموال المهدرة على تعليمنا لاتذهب هباءا اعلم ان امى ايضا بدات فى جمع الشوار اللازم ..لم نبالى حصلت على درجات مرتفعة طوال ثلاثة اعوام متتالية فى العام الرابع قالوا ستعود نادية الى حيث مدينتنا او بيتنا على الاطراف ..كيف سنخبرهم بلا نطقت لم اجادلها لم اعرف كيف اكرهها ..بقيت سنتى الرابعة وحدى ..رفضت ان احضر زفافها اخبرت نفسى انها خدعتنى وكذبت قالت سابقى لكنها غادرت انها حتى لم تعترض لم تكمل سنتها الرابعة لكنى حصلت عليها وحينها كان عليه العودة وفى الطريق ذهبت لصانع الاحذية كان حذاء الجامعة قد ذاب لم يعد يصلح لكنى تركت عينى تراقبه وهو يقوم بصنع قالب جديد على قياسه ابتسم لى لم ابادله الابتسام ..قالوا انجبت نادية ولدا ..لم اذهب لرؤيتها لم يهتم احد لغضبى ..كنت اسمع امى تتباحث مع عمتى عن الزوج المناسب لم تحصل واحدة من اطرافنا التى نعيش وسطها على شهادتى ينبغى عريس يليق بهذا ..
كلما اختفى هذا المناسب شعرت بالسرور..مع الوقت نسيت مااريد ؟ ذهب لمكان اخر عقلى هكذا قررت ..اوهكذا اراد افعل مايفعلون وانصت لكلماتهم ..لااصدق اى مما يقولون..لااريد ان اكون الواحد ضمنهم ..مر عام والاخر انتظر تعينى بالجامعة فلاياتى ..عمل تلو الاخر ..اخر تلو الاخر..سافرت نادية الى احد الدول حسدت من قبل نساء اطرافنا على المدينة ..انا لم افعل ليتها بقيت هنا هنا فى مكان حيث يمكننى رؤيتها قالوا انها مبتهجة بالسفر سيولد الولد الاخر هناك ستحصل على جنسية بفضل الصغير ستؤمن الى الابد وانظرى انت الى نفسك لاهذا و ذاك..
لما رحلت ؟ لم تسأل لم تتذكر !! ذهبت بعد ثلاث سنوات قيل انها عادت فى اجازة قصيرة حملت معها هدايا كان عليها ان تفعل كما قالت امها لبيوت الاطراف ..سمعت امى وهى تحكى وتندب انها ليست الام المحظوظة ولن تحظى بهذا ابدا اخذت تردد انها تعرف من سببت العمل لى وستحاسبها على هذا اسمعها تتحدث عن بعد لم يعد عقلى يسمع لقد توقف ..قبلت عملا فى احد المخازن كنت امر على الطريق بمفردى اودع عليه ما اتذكره ..وجدت امى مبتهجة قالوا تركته وعادت من دون صغارها ..لم اشعر بالحزن او الفرح مر عشر سنوات توقفت فيهم عن الفرح او الحزن حينما طرقت الطريق بالامس كنا على نفس الطريق نسير جانبا حينما مرر بصانع الاحذية كان قد رحل عبر الطريق لم تلتفت اليه لم اسألها عنه ..رددت سوف تعود سوف تعود لاتحتمل فراق الصغار ولا الحياه التى صنعتها هناك ...