ريما خلف المستقيلة من منصبها كأمين تنفيذي للجنة (إسكو)، قرارات تنبع من ضمير حي ومبادئ اردنية اصيلة



راوية رياض الصمادي
2017 / 3 / 19

أمس قدمت خلف استقالتها من منصبها كأمين تنفيذي للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (إسكوا) التابعة للأمم المتحدة، بعد قرار أمين عام المنظمة الأممية، انطونيو غوتيريش، سحب تقرير أصدرته اللجنة المذكورة قبل أيام قليلة، يدين إسرائيل.

والأربعاء الماضي، استعرضت خلف، في مؤتمر صحفي، تقريرا أعدته "إسكوا" خلص إلى أن "إسرائيل قد أسست نظام فصل عنصري تجاه الشعب الفلسطيني بأكمله".

وهو التقرير الذي تبرأ منه الأمين العام للأمم المتحدة؛ إذ قال المتحدث باسمه، استيفان دوغريك، إن "التقرير لا يعكس آراء الأمين العام، وما ورد فيه إنما يعكس فقط (آراء) هؤلاء الذين قاموا بكتابته. ونحن نعرفهم".

وأعلنت خلف، استقالتها بعد طلب غوتيريش، سحب تقريرها ، وحذفه من الموقع الإلكتروني للجنة.

وأنشأت "إسكوا" في 9 أغسطس/آب 1973، بموجب قرار المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة، لتحفيز النشاط الاقتصادي في البلدان الأعضاء، وتعزيز التعاون فيما بينها، وتشجيع التنمية، وتتخذ من العاصمة بيروت مقرا لها.

اننا ننسي دائماً ان نتذكر تربيتنا الحقيقية، ويعتقد الكثير انه عندما يعتلي المناصب ويكبر شأنه، ان ما وصل إليه هو في الاساس محض وظيفة، وان المبادئ والاخلاقيات هي اساس كل شيء، وموقف ريما خلف طبيعي جداً لانها انسانة تربت على الاخلاق وعلى المبادئ وعلى ان وظيفتها هي مجرد عمل وان وظيفتها هي مهمه تأديها، ولكنها ابداً لن تساوم على اخلاقياتها ومبادئها من اجل ارضاء اي طرف موقفها هو مشرف وهو موقف يدل على ان المبادئ والاخلاق لا يمكن ان تباع وتشترى ابداً اذا كان هذا ما تربينا عليه، وهنا يتبين معدن الحقيقي للشخص عندما يوضع في المحك وعندما يوضع في مواقف تتبين بها شخصيته الحقيقية، الكثيرين كتبوا عن ريما خلف ، وختلفت الاراء وختلفت المواقف، لانها تختلف بختلاف غاياتها ونوايا اشخاصها ومنطلق الفكر الذي انطلقو منه لمهاجمتها، وهي ليست مضطرة ان تبرر مواقفها للاخرين، هي تصرفت بما يمليه عليها ضميرها، وهي تصرفت كما كان يجب ان يتصرف اي مواطن شريف ولديه كرامة واخلاق واصالة، قد يعتبرها الاخرين بطلة، وقد يعتبرها الاخرين شجاعة، وذالك لانهم هم انفسهم ربما يتمنون لو فعلوا مثلها، وإنها لم تستطنع ذالك ولم تفعله ليقال عنها بطله او شجاعة، هي تصرفت بما يمليه ضميرها وهي شعرت ان ما تصرفته في وقتها لم يكن كما يدعيه الاخرين عنها هي كانت بموقف جداً دقيق وجداً حساس ولم يكن هناك وقت ايضاً للتفكير بل قرار حاسم ينهي جميع التجاوزات وجميع المواقف التي هي مرت بها والتي لم تكن ترضيها هي نفسها ولم تفعل ما فعلته لترضي الاخرين، لان الاخرين لم يكونوا معها ولم يتعرضوا لما تعرضت له ولم يواجهو تلك الامور الدقيقة التي هي عاشتها، فلا يجب على احد ان يصدر احكاما جزافاً فقط لانه يملك جهازاً او يملك كمبيوتر وجالس برخاء لا مسؤولية ولا حتى مر بأي ضغوط نفسية بحكم منصبها كأمين تنفيذي للجنة (إسكو)، ويحكم على شخص ويتهمه ويلقي عليه التبعية الفكرية فقط ليرضي غرور نفسه وفكره، هناك امور لا يستطيع الاشخاص العاديين فهمها لانها اكبر بكثير من ان يفهموها او ان يدركوها، وهي تخص الفكر السياسي والفكر الخاص بعمله وموقعه من الحدث، ولا يجب ان نحكم على الاخرين من منطلق اهوائنا ورغباتنا ونسقط عليهم افكارنا فقط لنقول لانفسنا نحن شاركنا في الحدث، واي شخص كان سيستقيل ويرفض كل هذي المميزات لمنصبه من كان يمتلك المبادئ والفكر السليم هو من سيفعل ما فعلته، وهي عندما استقالت لم تكن لتفكر بتبعات استقالتها بل كانت تفكر بما هو افضل لمصلحة بلدها اولا وبما يضمن ان مبادئها واخلاقها لن تشوه بسبب منصب، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.