دور وطني بارز للمرأة الفلسطينية



سعيد مضيه
2017 / 3 / 21

دور بارز للمرأة الفلسطينية في النضال الوطني في ثلاثينات القرن الماضي

شهد عقد الثلاثينات من القرن الماضي في فلسطين نهوضا وطنيا على وقع تدفق الهجرة اليهودية المكثفة إلى البلاد وخيبة الانتظاريين من "الصديقة "بريطانيا امضوا عشر سنوات عجاف ينتظرون منها الدعم بوجه الهجرة والاستيطان اليهوديين. عام 1929 شهد انتفاضة البراق صداما داميا بين الجماهير الفلسطينية والمستوطنين اليهود. في ذلك الحين شهد عالم الفيزياء الشهير البرت آينشتين ان استفزازات المتطرفين اليهود أذكت شرارة الاصطدام، وبناء عليه طلب من المندوب السامي عدم تنفيذ حكم الإعدام في ثرثة فلسطينيين أدينوا بقتل يهود. قدم الشهادة بهذا الخصوص عام 1946 أمام لجنة تحقيق دولية. أصرت الإدارة الانتدابية على تحميل العرب مسئولية الصدام واعدمت ثلاثة من المناضلين العرب- محمد جمجوم وعطا الزير من الخليل وفؤاد حجازي من صفد ، والهبت جريمة الإعدام الوجدان الفلسطيني بالسخط على تحالف الانتداب مع الاستيطان اليهودي بفلسطين. يجدر في هذا الصدد ذكر قرار لجنة شكلها الانتداب لتحديد ملكية حائط البراق، وأفتت بعروبة الجدار كجزر من حرم الأقصى ولم يخطر بالبال حينئذ أن اليهود سوف يزاحمون العرب حوله.
وفي 15 نيسان1930 هاج الرأي العام بعد ان أحضرت سلطات الانتداب شاحنات لتهجير عرب وادي الحوارث من ديارهم على ساحل المتوسط وتسليمها الى المستوطنين. كان الشيخ عز الدين القسام يخطب في جامع الاستقلال بحيفا محذرا من مخاطر الهجرة اليهودية واستيطان اليهود بمختلف أرجاء البلاد. استنفرت مشاعر السخط المقاومة المسلحة وأخذت تظهر حركات مثل الكف الأخضر، وحركة قادها أبو جلدة ( أحمد المحمود) وصديقه العرميط ، وكانا يترددان من قبل على جامع الاستقلال لسماع خطب القسام . اعتقلا واعدما شنقا في 30 نيسان 1934بتهمة الشقاوة وقطع الطرق. وأفاد عن حقيقتهما مع انصارهما ، كمناضلين وطنيين، الكاتب اليساري نجاتي صدقي ، الذي التقى بهما في معتقل المسكوبية وخبر مواقفهما النضالية.
أتاح المستوى المتدني نسبيا لتكنولوجيا السلاح استعصاء الكفاح المسلح لسنوات على الجبال وفي الكهوف. الطرق المعبدة لم تصل الأرياف مما اضطر الدوريات العسكرية مطاردة الثوار فوق الخيول . لم تدخل الخدمة الحوامات تهبط فوق أي بقعة وتصلها خلال دقائق. ولم تدخل أجهزة تصنت وتجسس عالية التقنية، تخطف المقاوم لحظة تفكيره الانخراط في النشاط بدون خبرة متوارثة. وكانت ادوات القتل والتدمير محدودة القوة..
انتقل الشيخ عز الدين القسام من التحريض إلى العمل وأعلن الكفاح المسلح من أحراش يعبد يوم 20 تشرين ثاني / نوفمبر 1935، حيث استشهد في نفس اليوم فألهب استشهاده ارجاء فلسطين وانتفض الوجدان الجمعي يطلب السير على درب الشهيد. وفي 20نيسان1936 أعلن الإضراب العام في عموم فلسطين دام ستة أشهر كان بمثابة عصيان مدني وتطور إلى ثورة مسلحة . تضافرت جهود الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية وملتقى المرأة والذاكرة في مصر والمؤسسة الفلسطينية للتبادل الثقافي لإنجاز بحث ميداني مؤسسي يعي ضرورة تسجيل تاريخ النساء الفلسطينيات بحيث يشمل البحث الاستطلاعي مختلف أماكن التواجد الفلسطيني فوق أرض الوطن والشتات. استوفي البحث شروط البحث طبقا للنظم العالمية المتبعة. قصد من البحث تعويض فقر التاريخ المدون عن دور المرأة الفلسطينية في النضال الوطني، خاصة دور المرأة الريفية. اعتمد البحث منهج التقصي والتسجيل الشفوي بواسطة الكاسيت مع توفير الحرية والمرونة الكافية لكل من الباحثات والراويات. كان استجواب الراوية يتم على مراحل ثلاث شارك فيه 17 باحثة اجتزن مراحل التأهيل اللازم و150 راوية موزعات بين مختلف التواجد الفلسطيني. روعيت الخلفية الثقافية للمرأة الشرقية التي تقيد ثقتها باستقلاليتها ، سيما والنساء تنتكس مساهماتهن العامة بتوقف النضال بالنصر او الهزيمة ، لتحصر نفسها في اعمال مجانية داخل البيت وفي الحقل . ترى نشاطها في كل المواقع مكملا لنشاط الرجل وتابعا له.
راجع نتائج البحث الاستطلاعي المدونة أفراد يتبعون المؤسسة الفلسطينية للتبادل الثقافي، إلى جانب اكاديميين من جامعات الأردنية وبير زيت والقاهرة. لخصت نتائج التقصي الدكتورة فيحاء عبد الهادي، وهي ذات باع طويلة في ميدان البحث، تنظيمه وإدارته، ونشرته في كتاب بعنوان " ادوار المرأة الفلسطينية في الثلاثينات المساهمة السياسية للمرأة الفلسطينية".
بين البحث اسهاما كبيرا للمراة الفلسطينية في رفد النهوض الوطني، اختلف بين المدينة والريف. شكل الاتحاد النسائي منذ العام 1921 رافعة لنشاط المرأة ، حيث شارك مع تشكل الجمعيات المسيحية – الإسلامية في مؤتمراتها الدورية. كما تشكلت أيضا في القدس جمعية النساء العربيات. ونظرا لمحدودية التعليم بين الفتيات طبقا لحالة الأسرة المالية وتفاوته بين المناطق نظرا لنشاط الجمعيات الأهلية التعليمية للطوائف فقد اتضح تميز نشاط النساء بين المناطق وبين المدينة والأرياف.
تحدث اكثر من شاهد بينهم الشاعر هارون هاشم رشيد والمناضلة سعاد توفيق أبو السعود عن تشكل إطار نسوي باسم " رفيقات القسام"، ضم العديدات من قرية الشيخ ونساء اخريات مثل رقية الحوري من حيفا وخزنة الخطيب ونايفة الزبن التي كان بيتها ملتقى نساء الإطار. كانت تتردد على بيت نايفة نساء من الطيرة ومن عكا. كانت النسوة المسنات يقمن بغسل ملابس المناضلين، حين يصعدون الجبال للتدرب، ويحضرن الأطعمة خبزا ومؤنا ويصعد بها الصبايا الجبال حيث يقيم المناضلون. وكن يجمعن التبرعات وبعضهن يستقبلن المجاهدين الجرحى في بيوتهن. تفكك الإطار باستشهاد القسام.
بينت الدراسة أن المرأة في المدن توجهت إلى التوعية بالكتابة الصحفية وتوجيه المذكرات وإصدار المنشورات، والتحريض المباشر لتحفيز الهمم والتوعية. حين أعلن الإضراب العام في 9 نيسان/ إبريل1936، وتعطلت الدراسة والتجارة وحركة النقل والموانئ، بادرت طالبة ابنة تسع سنوات تراقب نهارا كاملا احد التجار لم يلتزم بالإضراب . قاطع الجميع متاجر اليهود. أضرب الطلبة ذكورا وإناثا ولم تردعهم /ن التهديدات بضياع السنة الدراسية. ساهم الإضراب في نشر محنة الفلسطينيين في انحاء العالم . وكتب اول رئيس وزراء للهند، جواهر لال نهرو في مذكراته عن الإضراب شارحا محنة الشعب الفلسطيني وقلقه. انتهى الإضراب دون ان يحقق نتيجة عندما طلب حكام الدول العربية من شعب فلسطين وقف الإضراب متسولين عطف ( الدولة الصديقة)، وانطلقت ثورة مسلحة. شرعت جمعية النساء العربيات والاتحاد النسائي الفلسطيني تقديم المساعدات للمعتقلين وللمعوزين. نظمت نساء المدن دورات في الإسعافات الأولية في احد نوادي القدس، وفتحن دورات لمكافحة الأمية. قامت جمعية النساء العربيات بجمع تبرعات وتنظيم المعارض.
في قضاء طولكرم اسست وديعة خرطبيل جمعية نظمت زيارات للقرى لتقديم المعونات والتوعية. تحدث الشهود عن تنظيم نساء المدينة زيارات إلى القرى( ذنابة ، الطيبة، بلعا) لهذه الغاية. ألقت طالبات المدرسة خطبا حماسية، وألقت ميمنة القسام خطبة في مسجد الاستقلال ، حيث اعتاد والدها إلقاء خطبه، طالبت بالثأر لأبيها. وفي مدينة غزة ألقت طالبة خطبة من على منبر الجامع والقت علم فلسطين فتلقفه الشباب وخرجوا في مظاهرة سقط فيها شهيد. ثم ألقت كلمة بالكنيسة .
ذكر هارون هاشم رشيد وعبد القادر ياسين أن الطالبة رباب الحسيني ابنة ( يساري مرموق) تقدمت مظاهرة شارك فيها رجال دين مسيحيون ومسلمون وسارت عبر شارع عمر المختار في غزة، اعترضها حاجز اقامته شرطة الانتداب ، وصرخت رباب الى الأمام وفردت العلم الفلسطيني واندفع شاب أطلقت الشرطة عليه النار وسقط صريعا.اندفع المتظاهرون بقوة وحطموا الحواجز.
وفي يافا نظمت مظاهرة قادتها إديل قنازع ومتيل مغنم ، وكذلك جرت في الناصرة مظاهرات. نظمت مظاهرات في المدن حملت مطالب اجتماعية مثل خلع الحجاب ، وجرت في القرى مظاهرات لاستقبال الشهداء .
اهتمت نساء المدينة بإلصاق المناشير التحريضية ليلا، وتشكيل جمعيات خيرية وعقد المؤتمرات داخل فلسطين، ومؤتمرات عربية في القاهرة، حيث حظي نضال المراة الفلسطينية بدعم ومساندة المناضلة المصرية هدى شعراوي. شاركت في الأنشطة الكاتبة ساذج نصار، زوجة شيخ الصحفيين الفلسطينيين نجيب نصار، وتحت إرشادها نشطت ميمنة القسام ، ابنة القائد الشهيد.
هذا،بينما شاركت المراة الريفية بنقل السلاح وإخفائه وتنظيفه وبتزويد المناضلين بالمؤن والماء والذخيرة ونقل رسائلهم وإخفائهم واستطلاع الطرق وتقديم إسعافات اولية مبسطة.. بينت شهادات الرواة الشهود، من رجال ونساء أن القرويات كن يصعدن الجبال ليلا يحملن قرب الماء والمواد التموينية ، وإذا صدف وقابلهن الجنود يجبنهم انهن ذاهبات إلى(المشحرة- حيث يصنع الفحم) ليطفئن الفحم الملتهب. البعض اخفين السلاح بين رزم الحطب، أو الخضار وحملنه على رؤوسهن، ولدى الرجوع يلتقطن الزيتون كي لا يثرن شكوك الجنود الانجليز.
وفي قرية حلحول حجزت سلطات الانتداب مجموعة من الشباب في ساحة مكشوفة أحاطتها بأسلاك شائكة ( تيل بلغة اهل القرية) ومنعت عنهم الطعام والشراب أياما متتالية. عرفت الحادثة باسم التيل وعامها 1938 عام التيل، أرخت به الولادات والوفيات . كان ذلك في شهر حزيران وتحت شمسه الحارقة. تظاهرت نسوة البلدة ضد الحصار وجلبن الأطعمة والمياه التي القاها الجنود على الأرض امام أنظار المعتقلين. توجهن إلى القدس يقدمن المذكرات إلى السفارات والقنصليات. سقط عدد من المعتقلين صرعى الجوع والعطش. وصلت أخبار الحصار لندن وأثيرت داخل مجلس العموم. أنكر رئيس الوزراء الخبر ونفى ان يقْدم "اكثر جيوش العالم أخلاقية" على تصرف كهذا. لكن وفدا طبيا زار المعتقل واجرى كشفا على المعتقلين وحذر من أن الجميع سيلقون حتفهم خلال يوم او يومين ، كما قدم توصيات بصدد كيفية إطعام من بقي على قيد الحياة.
بشهادة يسرى البربري" اشتركت المرأة بالنضال العسكري مع الرجل . كانت هي التي تمون وتمول رجال المقاومة في الجبال والكهوف ، وكانت تقوم بدور المخابرات: تنقل الأخبار لرجال المقاومة، وتتلقى التعليمات تنقلها للخارج....". في ثورة 1936ذاع صيت الحاجة عائشة أبو الغيدا الشوكانية ، إحدى النساء اللواتي شاركن في العمليات القتالية مع المجاهدين. واشتهرت أيضا رقية بنت الشيخ محمود عبد الرحيم ، كانت تتبع الثوار في المغاور وعلى ذرى الجبال ، تحمل المؤن للثوار وتنقل لهم تحركات الدوريات العسكرية . كانت نساء المدن ينقلن أخبار تحركات الجيش الى النساء القرويات كي يبلغنها للثوار. وكن يستقبلن القرويات يلبسنهن ملابسهن كي يجلسن ويتداولن الأمور مثل أساليب تضليل الدوريات والجواسيس وسبل كشف الجواسيس ، الذين يتنصتون عند شبابيك البيوت. كانت الطالبات ينظمن دورياتهن لهذه الغاية.
احيانا ترافق بنت على قدر من الشجاعة أحد الثوار،" ماشيات يحملن السلال على الرؤوس، محضرات ، ما حدا بيعرفهم . عندما يصير إشي، يعرفوا ، يزتوا الفرد(يرمي المسدس إلى البنت المرافقة)وتتناول الفرد وتحطه في السلة وتحط فوقه خضرة"(أدوار المرأة الفلسطيني ص81). :
بقيت حميدة أبو ريا تدب (تملأ) السل كله سلاح،وتحمل السلاح، وتظل طالعة والعسكر يبقوا واقفين على الباب ، تمرق تدب السل وتحط السلاح على زمن الانجليز"(نفس الصفحة)
شهادة الراوية آمنة ألوني: "كل اكم يوم ييجوا يكبسوا البيت كان عنده ( زوجها) مسدس اشتراه من يافا. لما أسمع انهم يعني يخبطوا أعرف التخبيط تاعهم، اربطو على وسطي، والبس فوقه الدشداشة. ثلاث أربع مرات تخبي المسدس"(نفس المصدر 82). السلاح غالي عند المرأة لأنه اشتري بمدخراتها من المصاغ الذهبي. لم تتلق الثورة دعما بالسلاح او المال.
" هم دخلوا من الباب وهي طلعت من باب آخر يتبعها طفلها الصغير". يحكي ذلك الطفل بعد سنوات: "شافوها بس ما حكيوا معها. في إلنا حاكورة مزروعة بطاطا، راحت على بيت بطاطا وحفرت وقلعت حبات بطاطا ووضعتهم بحجرها.اخرجت المسدس من عبها ووضعته مكان البطاطا، وانتقلت إلى مكان آخر. انا فوق رأسها، كانت في غاية الذكاء مع انها امية. اجا جندي انجليزي انتبه لمغادرتها، وقف فوق رأسها وهي تخرج البطاطا وتضعها في حجرها . قال لها شو بتعملي ؟ اجابت: اطلّع هذا (أشارت إلى البطاطا) علشان اطعم هذا( وأشارت إلي). تركنا ورجع(نفس المصدر 84).
وشهادة اخرى: هو بقى يسلمني البارودة اسخن ميه واغسلها . في إلها حبلة وشريطة قطن . انظفها وازيتها وأعبيها . ييجي يلقاها جاهزة ياخذها ويروح(86).
هذي صبحة العلي ، بنت بنوت.كانت تحمل حجر الطاحونة على راسها وتمشي فيه . تخلي الانجليز سهيوا، وترمي الحجر وتطلع تودي لأبو جلدة ولأبو حسب الله السلاح في سلمة(87).
تسأل المستطلعة السيدة خزنة حسن الخطب عن إطلاق النار وتجيب: الشيخ عز الدين علمني وعلم اولادي.مغطية وفردي على جنبي ، ظليت احارب لطلِعْنا(93).
في قرية بيت ريما ضرب جيش الانتداب حصارا حول القرية بحثا عن أحد قادة الثوار دخل القرية. البس النساء المطلوب ثوب امراة، وخرجن معه للاحتطاب . ولما بلغ الأمان تركنه ورجعن بالحطب.
وفي قلقيلية اتبعت نفس الحيلة لتهريب رجال لجأوا إلى الجامع.
وأبلغت جميلة عبد الجواد من عناتا ان نساء القرية اعتدن مراقبة الأمكنة وإنذار الثوار حال اقتراب دوريات عسكرية، فساهمن في إنقاذ العديد من الوقوع في قبضة الجيش. وفي إحدى الحالات اخترقت امراة أفراد الدورية وهي تصرخ بكلمات وجمل لفتت انتباه الرجال وانسحبوا ." لولاها كان الجيش قضى علينا".
نثرن المسامير في طرقات سيارات الجيش. أفادت إحدى الشهود: كان عمي نجارا يشتري المسامير، وكل ست تأخذ نصيبها لتلقيه بالطرق وتعطل الدبابات. تحدثت هالة السكاكيني ، ابنة الكاتب خليل السكاكيني ، عن قذف باصات المستوطنين بالحجارة، وعن إلقاء المسامير على الطرق. كل هذا يدل على أن العمل المسلح رافقه نهوض شعبي كفاحي مواز للكفاح المسلح ومتداخل معه.
عقد في القاهرة مؤتمر النساء الشرقيات للدفاع عن فلسطين بدعوة من هدى شعراوي. كان ذلك خلال الفترة 15-17اأكتوبر / تشرين اول1938، وفي رواية اخرى 15-18 تشرين ثاني / نوفمبرمن نفس العام. شارك في المؤتمر وفد نسائي من فلسطين ضم 24 امرأة بينهن ميمنة عزالدين القسام ، وافقت والدتها على سفرها لدى معرفتها انها ستسافر مع ساذج نصار. وشارك بالوفد أيضا مثيل مغنم ومريم هاشم، وشارك من سوريا بهيرة العظمة. القت ميمنة كلمة الوفد . كانت بليغة ومؤثرة، "ساعدت على تقبل الحضور للسيدات اللواتي مثلتهن الكلمة السياسية الثورية". قالت ميمنة :بدهم اياني خلاص حتموا ... شاوروا امي ، قالت أنا ببعثهاش. قالوا معها مرافقة. مين المرافقة؟ ساذج نصار . وافقت الأم.
ساذج وزوجها مسيحيان. فأن تثق زوجة رجل تقي مثل عز الدين القسام بأسرة مسيحية يعني الكثير المفقود في أيامنا بفعل الدعاية السلفية المعاقة والمثيرة للفتن الطائفية لمصلحة الأعداء.
لما وصلت القاهرة قالت: استقبلوني احسن استقبال ، أجتني دعوة من ثلاث جهات، فاخترت هده. الباقيين شو بدنا فيهم. سئلت : بدنا نعرف الجهات التي كان بدها تقدرك . فاجابت: جاءني وفد من الملك فاروق الله يرحمه ووفد من هدى شعراوي، ووفد المبعدين السياسيين من فلسطين... انا كنت صغيرة، تحيرت.أخذت دعوة هدى(73).
كسرت الدراسة الصمت الجائر عن إنجازات للنساء الفلسطينيات في النضال الوطني وإقرارا بدورهن الفاعل وقدراتهن غير المحدودة في رفد النضال العام. مؤلف الدكتورة الباحثة فيحاء عبد الهادي وثيقة هامة تنطوي على تاريخ فترة هامة للنضال الفلسطيني الزاخم بالتضحيات من كلا الجنسين. فلها التحية والشكر.