بيت هيدرا19



مارينا سوريال
2017 / 3 / 28

لما ترتجفين هكذا بالكاد اجبرتك قدماك على السير من خلفهن طوال الطريق ،كنت خائفة لاتكذبين ،اعتقدت ان احدهم سيمسك ،برغم سنك ايزيس تخافين ،تراقب الصور المضيئة من ايقونات الكنيسة لا يزال البعض يمر من امامك يقبل الصورة الواحدة تلو الاخرى ،ألم يكونوا شهودا على الايمان انهم ليسوا بالهه ،تخافين ،ترتجفين ،لاتزال بقايا رائحة بخور تدخل الى انفك تداعبها ،تعجبك رائحتها ،بالشوارع الثورة تنتظر نصيرها ان يعود يهتف الثوار باسم سعد ،خرجت هدى شعراوى ونبوية موسى وملكة سعد وبلسم عبد الملك كنت فقط من تتذكرين ان اسمها الحقيقى هو بلسم عبد الملاك ولكن مصطفى كامل من اخبرها بعيد الملك بدلا من عبدالملاك ..لقد اعجب بها مصطفى كامل فهى امراة شرقية ولكنها تشبه نساء الغرب المطلعات على الثقافة قابلتها لدى ملكة سعد عدة مرات ..ترى ماذا ستوقل عنك الان وماذا سيقولن عنك طالباتك ايتها المعلمة انت من كنت تتحدثين وقت ان كنت تثبتين نفسك كمعلمة غير خائفة أبسبب هدية لانها كانت حية ،منذ ان رحلت رحلت معها شجاعة ايزيس ..انها تخجل منك الان ان كانت تراك من الاعلى تخجل وان كانت لا تفعل فهذاافضل لها ولك ايزيس ..تنهضين قبل ان تغلق عليك الابواب تشتاقين الى الصحراء ..لاتريدين ترتيبا مسبقا ولا فروض تريدين التجول حرة لايسمعك انسان تريدين نسيم هواء عليل دون احكام هكذا هى حقيقتك ..تمتمت ايزيس :نعم اريد الرحيل .
كانت فاطمة تطالع الصحف متناسية زوجها الذى هربت وسط الزحام منه تاركة له الثغر وهى تطالع صحيفة المنبر على صفحتها الاولى "وقعت مظاهرات فى بندر قليوب ،فخفت اليه قوة بريطانية،من بنها فرقت المتظاهرين ،ومما يدعو الى اسفنا فقد تعطلت بعض خطوط سكك الحديد هناك،وتاخر القطار القادم من الوجة البحرى 4ساعات الى ان اصلحت الخطوط المعطلة.ولا يسعنا سوى ان نستنكر كل عمل يدعو الى قطع شىء من المواصلات بعد ان اتصا بنا ان كثيرا من خطوط سكة حديد الوجه القبلى قد تعطلت ..وقد قضى معظم الرؤساء فىمصلحة سكة حديد امس سحابة النهار كله يزاولون اعمالهم فى ديوان المصلحة"

كانت ايزيس ترتجف "حل واغفر واصفح لنا يا الله عن سيئاتنا التى صنعناها بمعرفة،والتى صنعناها بغير معرفة،والتى فعلناها بارادتنا والتى فعلناها بغير ارادتنا الخفية والظاهرة ،يارب اغفر لنا من اجل اسمك القدوس الذى دعى علينا كرحمتك يارب وليس كخطايانا "كانت تمتم الصلاة معهم وهى تزفر ،لم تعد تعرف لما لم تاتى من قبل لم تكن هدية تحب المجىء قالت انه فى كل مكان فلما اذهب الى غرفة لابحث هناك ،ايزيس لم تعرف لما لم تاتى بمفردها ولا لما هى هنا الان ..الراحة التى لم تعد تعرفها لم تجدها بعد ..فكرت فى كل بيت هيدرا الذى رحل وتركها وهى لم تستطع ان تنجب لهذا البيت اخريين حتى من احبت واعتقدت انه ستعود لتتعلم تلك المشاعر من جديد هاقد رحل الان عنها ..وعادت لتشعر بالقلق من جديد منذ ان غادرت الى الصحراء حيث لاتسمع سوى اصوات هبوب الرياح لم تعد مع الوقت تفكر تعلمت ان تنسى كل يوم فكرة ..كانت ترى كل شىء بوضوح الان لم تعد تناسب بيت هيدرا لانها لم تكن مثله ويوسف ..فهمت الان انها كانت مثله كانت لديها مهمة لكنها فشلت فى اتمامها لم تكن تستحقها لانها تخشى ..لن تعود وسط طالبتها من جديد لانهم لن يصدقوها حين تطلب منهم رفع رؤسهم عاليه بينما هى اختفت وسطهم وفرت بعيدا حتى لايراها احدا..