ارض السراب6



مارينا سوريال
2017 / 4 / 13

جلس صامتها تعلقت عيونه بمن حوله ثم نهض وسار وسط الاحراش بمفرده ..منذ ان خرج الباكى مع رجاله خارج المدينة ينتظرون قدوم ابن الذئبة ورجاله فى اى لحظة لكنهم لم يفعلوها ..لما ينتظر لما لم ياتى للقضاء عليهم هل يخافهم حقا؟كان الباكى لا يصدق ذلك بداخله كان يعلم ان هناك خطبا ما؟...هل عدت لتقتل الناس ايها الباكى؟نشج بصوت مرتفع قبل ان يسقط جوار الشجرة التى كان ينام الى جوارها ينتظر ايدى سيافى السيد تقتطع رقبته فى منتصف الليل ..لكنه سمع غناء الفتاة..هل ملاكا من ينشد؟ تيقظت حواسه جلس ينصت للصوت ....تحرك ببطء لم يرد ان يزعج ذلك الصوت ..جلست جوار عين المياه الوحيدة فى المكان كان بجوارها صغير نائم وهى تشدوا ..كانت بيضاء كالثلج ..اقترب بحذر رمقته اوقفت غنائها ..راقبت خنجره من طيات ملابسه ابعد يده عنه ليطمئنها...جلس بالقرب منها والصغير ..همست لقد رحل..تطلع اليه ..اكملت غنائها بينما هو يلقى بالتراب فى تلك الحفرة الصغيرة التى وضع فيها الصغير ...استيقظ على ضوء الشمس تقلب تطلع من حوله انتفض..بحث عنها بعينه فلم يجدها هل كان يحلم؟بحث عن الحفرة وجدها...من بعيد سمع صوت رجاله يتحدثون يقولون ان الرجال من التل قادمين ولم يعد هناك وقت ..كانوا يركضون وسط الاحراش يبتعدون عن المدينة اكثر ..الاحراش التى علموا دروبها وجهلها رجال التل ارباب القصر بينما اعتادها ابناء الوادى الفقراء بحثا عن العشب للاطعام ...لم يكن يبالى انه يبحث عن الفتاة انها فى الاحراش يعرف انه سيجدها ..
ذهل الحاضرين من حول المعبد وقف يتطلعون الى ذلك الحارس الذى وقف فوق اعلى الدرج تهامسوا كيف صعد لهناك انه موقع السيد يجلس هناك ..خلع الحارس ملابسه باكلمها وقف امامهم عاريا ..صرخ الرجال مجنون...جن الحارس انه ملعون القوا به من هنا..صرخ لما تنتظرون هيا ألقوا بلعنتكم انا انتظركم هنا..كان يتجول عاريا على الدرج الاعلى وهو يطلب منهم ان يلعنونه ..لم يقوى ان يقترب منه احدا قالوا مسته روحا..
انا هنا يا ابن الذئبة انتظرك لم اعد اخدمك بعد الان هيا تعال الىه هنا ..انا بلا خنجر ليس لدى سوى يدين فقط وملابس حراستك قد تركتها لك تعال وخذها ...كان ياتى بحركاته واشارته امام القادمين ذلك اليوم وفى نهاية النهار ألقى بدمائه فى مكان مقتله وتركت حتى يتذكرها الجميع فلم يجرؤ احدا على الحديث عنه مرة اخرى ....
لم يقدر احد من رجال الوادى السخط وهم يحملون احجار لبناء السور الجديد..لم يتبقى فى الوادى غير النساء حتى الاطفال احضروا للعمل فى السور بناء على اوامر السيد الذئب..هكذا لقبه الاطفال بعد ان شاهدوه وهو يمر بمركبتة فى الوادى كانت ملامح وجه كوجه الذئب الذى شوهد من قبل فى الاحراش ..قيل انه يشبه امة كثيرا وجه ذئب وجسد انسان ...من والد هذا المخلوق؟..لم يتذمر احدا منهم وعرفوا انهم يتعاقبون بجرم الحارس المجنون الذى تحدى السيد عاريا على اعلى درج فى المعبد الذى بناه وعلى الكرسى الذى يجلس عليه سنويا ...كان منهم من يبنى السور بينما اخرون يعدون الطريق الى القصر الجديد فوق التل..لم يرفع احد صوته بالتذمر لم يشا منهم من يقطع راسه ..حمل الصغار الاحجار لتوصيلها لبقيه الرجال فى اعمال الطريق ..تعثر ل وهو يحمل حجارته على ظهره سقط وسقطت معه الاحجار لم يمهله الحارس والهب ظهره سمع صوته مدويا فى الطرف الاخر حيث الرجال..عرف احشويرش صوته انه احد اولاده الكثر ..صحيح انه من قبل لم يتعرف على اسمائهم ولم يهتم لكثرتهم لكنها المره الاولى التى يشعر بها بخفقان قلبه لدى سماعه لصراخ احدهم ..كانت يده ترتعش هل يترك عمله ويركض صوبه ..ولكن ان فعلها فهل يتركه الحرس هنا وهناك ليفعلها ألن تلهبه اسواطهم هم ايضا ؟..هل سيتوقفون عن الصغير عند رؤيته ؟..بالقطع لا سيقتلوهما معا ؟..اكمل قطع حجارته وهو يخفى دمعه ..بينما الصوت يخفت وينتهى فيعود الجميع للقطع من جديد...كان هناك فى نهاية طريق الحرس المكلف بمراقبة رجال بناء السور يراقب تعرف على الرجل من بعيد وصغيره ..تذكر ايام ذلك البيت القديم والوادى الذى هجره منذ صغره وعاش فى التل حارسا لم ينكر انه احب بذلته كانت تعطيه المهابه وينظر الخوف فى عيون الجميع لولاها لكان فلاحا اوراعى او جائع ينام العراء...ذلك الرجل كان احد الساكنين فى ذلك البيت كانوا اسرتين ..لا يعرف مدى قرابه والده منه لكنهم اقرباء..خفت صوت الصغير ومات زام الحارس على شفتيه ..