ارض السراب15



مارينا سوريال
2017 / 4 / 28

كيف استيقظ ووجدها قد عادت وجلست الى جواره ..تراجع ببطء الى الخلف يبحث بيده عن رمحه لكنه لم يجده ..لم ترفع قائميها بل ظلت جالسة ساكنة ..كان هناك بالقرب منها ارنبا امسكته بفمها والقته باتجاه ..اكتشف انه يتضور جوعا اسرع امسك به يستلذ طعمه..
اخبرته ابنته العرافة عن ذلك القادم وعلى يديه النصر اخبرته انه هو من سيهزم ابن الارض وعليه ان يقبله هكذا هو الامر حذرته من الرفض..كانت تعلم ان والدها يكره بان يكون النصرعلى غير يديه ..كان الزعيم كيف يسمح لغريب ان ياتى له بالنصر ..قالت انه ليس من هنا ..مكانه من الاعلى لا يمكنك الوقوف امامه ..ليس عليك ان تعاند قدرك..ذلك الوجه الذى احبه صغيرا ثم تحول لفتاة شابة شعر بالسعادة عندما عرف موهبتها بالعرافة ..امتلك غصته وقرر ابتلاعها ..سالها هل عليه احضاره؟..ابتسمت بل عليك فقط احسان استقباله هو سيرسل اليك لانك وضعت فى طريقه وهو سبيلك الوحيد للنصر....
كان يسير من خلف لبوته لم يعد يشعر معها بالخوف ..لم تكن تشبه تلك الصور التى يراها على الجدران بل لم يعد يخاف الظلام وهى بقربه ...
فى اليوم الثالث كانت تتمايل بهدوء وهو من خلفها علم انه دخل وسط مدينة جديدة ..لكنها لم تتراجع واكملت فاتبعها الى الداخل ...تشبث برمحه كانت الوجوه تراقب ذلك الغريب الذى يدخل من خلفه لبوتهم فلم يقترب منه احدا ..منذ زمن طويل لم يكن هناك مكان لاستقبال الغرباء يكفيهم ما فعله الغرباء بمن سبقوهم من قبل ..كم من غريب عن قبيلتهم قتل ووضع طعاما على مائدة الاحجار ...تنبه لتلك الاحجار المرصوصة بعناية من بعيد انها اخرى مثل التى تركها ومضى ..ابتلع ريقه حاول ان ينفض عن عقله ذلك الكابوس الذى بدا بالظهور امام عينيه رويدا رويدا ...لكنها زمجرته فنبهته كانت تامر احداهم بالتراجع الى الخلف ..كان يراقب الفتيات فى دهشه لما تقاتل لبوتهم لاجل غريب !....
لمحته الراعية من بعيد ،كانت تراقبه مع العرافة بينما يتجه لبيت الزعيم ..جعلته ايضا يستقبل غريب ..على ذلك الكهف هذا الزعيم هو ابن امة وهى تحميه ..شعر بالخوف ..
كان عليها ان تحضر احد خرافها وتقدمها لذلك الغريب كما امرها الزعيم ..رفعته واوقدت مشاعلها ..كان يراقبها من بعيد ..غضبت العرافة أمرت الغريب ان يقوم بالتضحية هو ..كان يرتجف يدارى خوفه بينما يتقدم فعلها ..بيد مرتعشه مثلما يجب ..اوقدت النيران بينما وقف يراقبها وهى تاكل من ذلك الخروف ..كانت العرافة والزعيم اول من تناول من تقدمته ثم الحرس..من بعيد كانت القبيلة تراقب النيران التى ارتفعت ..كانت تصل للاعلى فى جوف الظلام ..بدت وكان النيران قد اوصلتهم للاعلى من جديد ...
منذ ليالى طويلة قد مضت وهو يعلم ان عليه العودة والحرب مع من كانوا من اهله ولكن الاوامر صدرت وعلم انه من وقع عليه الخيار ليكون منقذ من تم اختياره ليكون النصر حليفه ..لا يدرى لماذا تم اختياره هو؟كان فتيا عريض المنكبين كان قوى الجسد لكنه يخاف!..لم يعلم بهذا سوى قائده فى الحرس القديم ربما اراد ان يذهب فى تلك الرحلة منذ البداية ليبرهن له انه قوى وشجاع ولا يهاب الاحراش وسيحضر ذلك الثور ايضا ..لكنه الان تاكد ان هدفه اصبح اكبر من ذلك ..فى ذلك اليوم صباحا سأل العرافة هل له ان يترك احدا منهم على قيد الحياه من كانوا اسره له من احبهم واهتموا لامره ..كانوا قليلين ليس اكثر من قائده وذلك الحارس رفيقه ..لكنها لم تجبه اخبرته انها لا تدرى بما ستطلبه منها القوى العليا ..هى ايضا كانت ابنة زعيم ولكن الخيار وقع عليها ولابد ان تشعر بالسعادة لذلك ..كان تعرف انه يعرف الخوف ..لكن طريق النصر هو فتح بوابات تلك المدينة امامهم ...اخبرته عند الطاعة ربما تحدث له مكافاة ...
لما عين الراعية تلاحقه ؟..سأل نفسه بينما كان يعلم ان العرافة قد منعت ذلك ..لكنها لم تقدر ان تمنع عين الراعية او عين الغريب من التلاقى ..ربما لو كانا من نفس المدينة ..يعلم ان سينتصر على اهله!سيقتلهم لانه هكذا صدرت الاوامر اليه وعليه ان يطيع وينفذ ..عاد ذلك الكابوس للظهور امام عينيه من جديد ...ذلك الطفل الذى وضع على الاحجار حتى احترق لم يصرخ ولم يتفوه بكلمة ...كان عليها ان ينسى الكابوس غدا فى الصباح سيكونوا قد اقتربوا من مدينتة ...سيرون بحرها واشجارها ..ثمارها التى اشتهاها كلما اقترب منها ..لم يعرف فى القبيلة سوى طعم الدماء الذى كرهه..اخرج خنجره الذى صنع لاجله ..عندما اقترب من البوابات ....
اين السيد ابن الارض ..صرخ العامة فى الشوارع بحثوا بين الجند فلم يجدوا مركبته كان الرحل قد عادوا فماذا ينتظر هل نسى القتال ؟!...منذ زمن لم يخرج الاب لهم فكان الابن يخرج بموكبه يشق الطريق بين العامة لينظر كيف بنوا لاجله البيت الضخم الجديد او شيدوا من حوله الاسوار او صنعوا له نافورة المياه وزرعوا الازهار التى يحب..لكن اين هو الان؟...سمعوا صوت صيحات الغرباء القادمة من خلف الاسوار ..ركض الرجال فى الساحات ليستعدوا بينما كان الحرس من خلف الاسوار والاطفال مع النساء فى البيوت بينما ابن الارض السيد والابن ليسوا هنا!....سمع صوت البكاء كيف ينهزم اصحاب المدينة ..دخل الرعاه من البوابات الخلفية دخل معهم حارس المدينة القديم ...كان يركض وسط صراخ الرجال واشتداد القتال بينهم نحو بيت ابن الارض ..كان عليه ان يقتله عرف بذلك ..عليه ان يعرف مذاق النوم ..لن يعود له ذلك الكابوس من جديد هكذا كان يصرخ وهو يبحث عنه فى ذلك البيت المهجور ..لم يكن هناك ابا او ابن ..فقط حراس يتساقطون..دخل الزعيم الساحة الكبرى ..وصل حتى بيت ابن الارض ..ذلك اليوم الذى انتظره طويلا ان يعود لمكانه الصحيح ..نسى لسنوات كيف يسكن فى المدينة ..تغيرت لم تعد هى التى عرفها فيما مضى ..ولكنها عادت له الان على ذلك الكرسى الذى صنع من الذهب للابن الارض جلس بينما سارع رجاله بحمله والطوفان به على المدينة ...تساط اهل المدينة المتبقى من امامه ...كان الغريب يركض بحثا عن قائده وذلك الحارس ..وجد الحارس فى موضعه كان يحرس البحر اشهر خنجره ...اقترب الغريب قال انا هو ؟تفرس الحارس فيه ..رفع خنجره للاعلى ..تراجع ايها الغريب ...
قال :انه انا اخبرتك انا الحارس ولست الغريب...
استعد بخنجره ولكن الغريب سأله اين القائد بحث عنه ؟..لم يجاوب حارس البحر انتظر حتى يتقدم منه اكثر...قال الحارس الغريب هذا انا لما تشهر خنجرك؟...راقب الحارس الغريب الخنجر فى يد الحارس نظر الى البحر قال :اركض...هيا اركض..من هنا لن ينجو منهم احد لقد سقطت المدينة ..ولكنك لا تعلم لقد ارسلت لاجل ذلك ..انا لست خائن لها لقد كان عليه تنفيذ المهمة ..تذكر لست انا من اختار الخروج الى الغابات ..لست انا من اختار ان يكون حارسا ..كم مرة سألتك لما وضعنا هنا؟..بينما انت لم تجب عليه بكلمة ...الان بات كل شىء واضحا لى ..لم احب الاحجار ولم احب السيد ولا ابنة ..رد الحارس ولا انا لكنها المدينة ..المدينة ..رد الحارس الغريب :الاعلى ارسلنى يريد النصر لذلك الغريب ليس عليك سؤالى انا ؟بل اذهب وارتفع ربما تجد لك خروفا او ثورا ..اوربما حصانا مع ثور مثلنا وضعهما على الاحجار وحينما ترتفع الادخنة ربما تحصل على بعض الاجابات ...وقف الحارس حائرا لم يكن له ان يخفض خنجره ..صرخ الغريب الحارس اركض باتجاه البحر ...قالوا لى الرحل انهم رأوا مدنا هناك غير المدينة وابن الارض ..غير الرحالة ..هيا اذهب ..اذا اراد الاعلى ان اتى اليك ساحضر ..لقد طلبت من امى ربما احضر لرؤياك .....
صنع عمود حجرى ووضعه امام بيت ذلك الهارب القديم ..صعد الزعيم درج بيت التضحيات وفعل مثلما خبر فى الماضى ..احضر ذكور السبايا ووضعهم جميعا هناك رفع دخان النيران مع رائحة الشواء...قالوا انها جنيه افعى عرافة ..جلست الى جوار ابيها تحكم المدينة الخضراء ...اصبحت العرافة هى منتجة كل الزرع والحقول تخرج سنويا باتجاه البحر وتلقى فيه من تركيباتها كان الزعيم على يمينها يهبط الى المياه حتى تصل الى صدره بينما هى تلقى بوصفتها فى المياه ..كف التذمر فى المدينة بعد ان ارتفعت الازهار وزادت الحقول وقسمت بين الجميع ...لم يكن هناك راعى كان الجميع يزرعون ما عدا حراس الزعيم وفتيات العرافة ..قالت على المدينة ان تعود لها بيتها وفتيات البيت ..احضرت كل عذراوات المدينة القديمة بينما تركت نساء الرحالة على عادتهن القديمة ...بينما ترك الحارس الغريب جوار البحر لا يعرف ان كان ترك ام نسى امره ..لم يعد يهتم اطمئن انهم ما عادوا ليقتلوه وانه ليس ندا لذلك الزعيم ...ايقن انه يكرهه عندما جلس وراقب ذلك البحر..هل هو حارسا ام غريب؟ام مزيج الاثنين معا ؟..لا يعلم !..كانت الراعية تترك له الطعام وتمضى ..لم يحب الحارس الراعية ولكنها العرافة ..لم يغضب من استعبادها له..وعندما علمت الراعية ذلك لم تعد له بالطعام من جديد ...لقد اخذت العراف حب ابيها والغريب ايضا ....