ارض السراب17



مارينا سوريال
2017 / 4 / 29

كانت تلك هى ليلة تقدمة الفتاة مر وقت منذ ان كانت تصرخ وتسأل ..اما الان فلم تعد تفعل ذلك بل تنفذ ما يقال لها فى صمت ..علمت ان العرافة تنفذ مشيئتها وانها فى النهاية ربما تعرف ما الافضل للجميع ..كانت تتقدم بعد ان اعدت لاجل زعيم المدينة الذى باركته العرافة واختارته للجلوس جوارها على كرسى الزعيم ابيها ..امرتهم ان يعدوا لهم بيت امام البحر..جلست حيث المكان المعد لها بينما شاهدت الفتيات القبيحات وهن يعبرن الممر الطويل فى اتجاه مياه البحر اخبرتهم العرافة انهم التقدمة المرجوه للمدينة والا كرههم البحر وابتلعهم ..كان عليهن التنفيذ امرن بارتداء الالوان الزاهية ..دهنوا بالعطور حتى لا يلفظهم البحر ..من بعيد جلست الفتاة لا تعرف ان كان عليها حسد هؤلاء الفتيات ام عليهن هن الحسد منها !...فتح طريق للحاجين الى المدينة الواسعة باوامر العرافة ..كان عليهم المرور من الطريق الطويل المعد لهم حيث عمود الاحجار فى طريق كان رجل الترحال يمر من بعيد شاهد الفتيات يغرقن سأل فى جذع لما غرقوا ؟..قالوا البحر طلبهن وعليهن التنفيذ..كان يتجول من مدينة لاخرى ..كان ينعت بالغريب فى كل ارض فاطلق على نفسه الرحالة لانه احب ان تكون كل مدينة رحلة ولم يحب ان يكون له مدينة !...من بعيد لمح الفتاة الجالسة المنتظرة دورها فى التقدمة ...علم ان اليوم تنصيب زعيم المدينة الجديد...
كيف احب ذلك المكان !..لكنه لم يستطع الرحيل عنه شاهد مدنا كثيرة وكان لديه اخرى ليشاهدها ولكنه اختار البقاء هنا ..كان يشاهدهم يرددون الاناشيد تذكرها تلك التى كانت ترددها امة على مسامعه منذ زمن طويل وتقول انها كانت لجدتها من قبل وكانت لمن سبقتها من قبل ايضا !كيف اخذوها لتصبح نشيدا لهم !..كان الرحالة قد قرر البقاء على اطراف المدينة يراقبهم من بعيد بينما تنشد العرافة من فوق مرتفعها العالى تلك الاناشيد التى كانت لهم ثم اعطتها لاخريين لتصبح لهم ايضا !شعر بالغضب ..فى السابق لم يكن يبالى تعود ان يرى اخرون فى كل مدينة وألا يغضب ولكن تلك المرة شعر انهم اخذوه منه امة من كان له ...لم يسعد انهم عرفوها لانهم لم يعرفوا امة قالوا انها لهم ...عرف انها هناك رحالة كثر يعيشون على الاطراف مثله بل يملؤنها ويشاهدون المدينة من بعيد !....استيقظ من غفوته "كرات كبيرة من النار ستسقط "اخذتم ما ليس لكم ستحرقون باكاذيبكم بهاالان ..تطلع فوجد من حوله فى ذهولا مثله لقد اختار الرحالة طريق الاطراف للابتعاد منذ زمن فلما ياتى من وسطهم من يجلب عليهم الهلاك لكن ذلك العجوز الذى كان يهذى منذ ساعات بات كمن استعاد عافيته وهو يركض من وسطهم باتجاه المدينة اكتسب قوه جعلته يفر من وسط الايادى التى حاولت امساكه وتهدئته ..سمعوا صوت يصرخ نار كرات نار من الاعلى "..علموا انهم قادموا حراس العرافة .فكر الرحالة هل عليه الرحيل الان ؟بعدما قرر البقاء هنا ؟..ربما اراد من داخله البقاء هنا كشاهدا ان هناك من نسب اليهم هو لغيرهم اراد ان يبقى ربما وجد فرصة للوح بذلك كان صوت اجداده الذين فقدهم يؤرقه فى الليل ويرربطه للبقاء هنا..هل ابقوا هنا لجلب الموت على راسه !...سمع صوته من بعيد انهم ياتون فى صمت وسيرحلون فى صمت ..سيرحلون!..
قتل العجوز الخرف هكذا ردد بقيه العامة ..تنفست المدينة الصعداء عندما رحل .كان صراخه جالبا لعنه ..خرج من كان من الرحالة ومن المدينة وعادا للقتال من جديد وقفت العرافة ..خرجت العامة الى المدينة يهتفون كما أمرتهم العرافة حتى يتخلصوا من اثار كلمات اللعنة التى رددها العجوز قبل ان تامر حراسها باحضاره ورفعه فوق الاحجار وايقاد النيران ...كان على العامة ان يقفوا ساهرين دخل اروقة بيت الصخر حسب ما قالت لهم ..منع عليهم الطعام واكتفوا بوضعها على الاحجار قالت ان ما حدث فى وسطهم كان عظيما وعند ليل اليوم الرابع احضرت من خرجوا من خلف العجوزولم تابه لانها تركتهم فى السابق بل امرت ان يوضعوا على الاحجار ..شاهد العابر النيران لا تنطفىء لثلاث ليالى من شاهدها قال انها قادمة من فوق ...امرت العابرين ان يدخلوا الى قلب المدينة التى هجروها من قبل وعاشوا على اطرافها..اطرافها التى اصبحت لهم مدينة !...لم يستمع قرر ان يبقى حيث موضعه ليراقب ..نظر الى تلك المحبره التى احضرها معه منذ سنوات لكنه نسى ان يستخدمها ..تطلع اليها كان يقول لها لا استطيع الان ربما فيما بعد ...شعر بالوخز عندما هبطوا جميعا ولم يبقى معه احدا بالاعلى يراقب ..جميعهم اشتاقوا الى الاسفل وعندما نظروا ليروا صرخوا من الفرح سيتجولون فى الممر الطويل ويعبرون الى البيت الصخرى ..لم يحدث هذا من عمر ابائهم ...ممن صدرت اول صرخة لا يعلم لكنه نهضووقف يراقب عن قرب من الحافة ..راى تلك الاحجار التى تسقط على رؤسهم وكانها تسقط من الاعلى ..صرخوا ومنهم من يموت والاخرون يحاولون الفرارا من موجه ذلك الموت الذى قرر ان ياتى لهم من الاعلى !...لم يرى مثل هذا من قبل ولا يعرف كيف يسقط ...لكنه همس العرافة كان يعلم انها هى من تفعل ولكن لماذا بعدما امرتهم بالحضور هل احضرتهم جميعا لتنتقم منهم مثلما طلب منهم بقية العامة السماح لم يكن مقبولا لديهم ..من يسمع منهم ليعرف انهم ليسوا الفاعلين من سيصدقهم من العامة ..العرافة نسيت من تكون وصرخت انهم الرحالة؟لم يسال احدا وابنة من العرافة؟! ..من اراد منهم ان يعلق على العمود الحجرى ؟....لكنها وضعتهم عليها ...صورة على الاحجار ..ظلت امام الاعين تراقبهم من بعيد من منهم سيفعلها سيكون جزاءه مثل تلك الصورة ...كان حراسها فى كل مكان يرددون ما احبت العرافة ان يفعل وما قالت بانه لا لا تريده بتلك المدينة ...كل هذا ولم يكر الرحالة بتركها كانت تلك اول الكلمات التى نقشها على الجلد بعد سنوات ترك المحبره فيها لتجف ..اليوم تذكرها بعد ان جلس امام تلك الصورة طويلا ..لما لم يتركها ولم قرر البقاء هناك مدن اخرى عليك رؤيتها همذا حث نفسه ..لكنه تذمر عاد من جديد يردد هناك عرافة لكل منهم ...من قال ان تلك الاخرى لن تشبهها ....لا يريد الرحيل علم ان هناك ما يربطه بهذا المرتفع الذى يحيا عليه هاهنا وسط هؤلاء المنبوذين على اطلا ل المدينة التى اتوا وطردوا منها منهم من عاش وانجب فى تلك الخيم ..جلس وراقبهم يوم وراء الاخر واعدادهم تتكاثر فتامر العرافة ان يحضروا وتاخذوا ابكارهم لها ولاحجارها ....لم يحاول ان يفعل مثلهم كان فى الماضى يضحى ام الان ؟ّ!...اصبح ينهك كل مساء بدفن تلك الجلود تحت الارض يسير بعيدا عن المرتفع والعيون قدر الامكان حتى يجد له موضع مناسب بعد ان يتاكد من خلوه ويبدا الحفر حتى اقسى عمق يستطيع ثم يضع الجلود ويلقى عليها التراب ..كان يشعر باللذة عندما ينتهى من كل هذا ...فى كل خاتمة كان يكتب اسمه وكيف عاش ابن من هو ..كان يخاف؟..نعم ولكن تذكر انه ربما غدا عندما ترحل العرافة ومن معها ربما ياتى اخرون مثلها سيعرفون اسمه وكيف جاء وعاش هنا ربما تعرف على لصغار الذين ولدوا منبوذين وحكم عليهم بعدم الاقتراب من المدينة او الاختلاط باهلها وقتل كل من يتزوج منهم ورفع نسله على الاحجار ....تعلم الخوف...تعلم اللذة ...