يوم المرأة المصرية



منشودة جاد الله
2017 / 5 / 1


مارس أول المخاض *

 
يحتفل العالم يوم 8 مارس من كل عام باليوم العالمي للمرأة الذي أقرته الأمم المتحدة عام 1977،و يمتلئ العالم بالاحتفالات  تخليداّ لهذا اليوم الذي يعرض نضالات المرأة منذ خمسينيات القرن التاسع عشر أول حادث مارسي وهو اضراب العاملات الإمريكيات إعتراضاً على سوء معاملتهن وتلاه أكثر من حدث يعبر عن أن مارس شهراً للمرأة لكن ، ثم يأتي بعدها بعشرة أيام يوم المرأة المصرية ، والذي ظن البعض أنه تقليد أعمى لفكرة غربية ومحاولة تمييز لمصر عن الخارج ، لكن ما لا يعلمه إلا الباحث(ة) الحقيقي عن نضال المصريات يجدهن أسبق فكراً في اختيار يوماً يجسد نضالهن ،فيوم المرأة المصرية ذلك اليوم الذي أقره أتحاد نساء مصر للمرأة قبل أن تفكر فيه الأمم المتحدة بنصف قرن كامل بل قبل نشأة هذه الهيئة من الأساس ، وتعود حكاية اليوم, إلى أول مسيرة نظمتها نساء مصر في التاريخ والتي كان قوامها 800 إمرأة تطالبن بعودة سعد زغلول ورفاقه من منفاه بمالطة  وواجهتها أيدى الاحتلال الآثمة بالرصاص الحي ما أدى لاستشهاد ستة نساء هن " نعيمة عبد الحميد، حميدة خليل، فاطمة محمود، نعمات محمد، حميدة سليمان، يمنى صبيح." ،.  وبعد أن أنتصرت ثورة 1919 و حققت الجزء الأكبر من مطالبها سافر المناضلة هدى شعراوي و رفيقة دربها سيزا نبراوي أول مؤتمر دولي للمرأة في روما عام 1923 لتعودا بفكرة اتحاد نساء مصر ودعتا لتأسيسه في ذكرى استشهاد رفيقات دربهن وبمجرد تأسيس الإتحاد أعلنوا ذلك اليوم يوماً للمرأة المصرية ، و أصبح ذلك اليوم يوم إنتزاع الحقوق فما ناضل من أجله إتحاد نساء مصر أصبح حقيقة  فبعدها بخمسة أعوام  حصلت المرأة على حق دخول الجامعة و التعلم فيها  وفي نفس اليوم عام 1956 وبعد أن إشتد عود الجمهورية أقر الرئيس جمال عبد الناصر حق المرأة في حق الترشح والتصويت ، لم يكن ذلك النضال منفصلاً أبداً عن النضال الأممي و العربي من أجل نيل الحقوق فنساء العالم جميعاً ناضلن وتواصلن مع بعضهن البعض لنيل الحقوق المشروعة ، و لكن تضاءل دور المصريات نظراً لاستدعاء أفكار مستوردة من المجتمعات الرجعية بدعوى اتصالها بالدين الذي هو منها بريئ ، والتي ترى في المرأة تابعة  للرجل  ما ينتقص من حقها ويصادر على حريتها، و يخلق حالة من الايمان بأن دور المرأة ينحصر في جدران المنزل و تربية الأبناء فحسب ، غاضاً الطرف عن نجاحات المرأة و أدوارها الريادية في العلم والعمل والثورة ولا ادل على ذلك إلا أن يرى المجتمع ويستأثر بحتشبسوت أولى ملكات العالم ثم يتابع تاريخه الذي ما عرف ثورة أو إنفتاح في الأفق السياسي إلا وكانت المرأة عنصراً أساسياً فيه ، وسنقوم في الأعداد القادمة بتتبع نضال المرأة المصرية   من خلال نماذج مشرفة من المصريات اللاتي ضربت بهن الأمثال في الريادة والقيادة في كافة المجالات.
*  مارس أول المخاض مصطلح مستعار من مقدمة حوار مع حكيمة الشاوي بمجلة الحوار المتمدن