ثقافة المراة في المجتمع



ايمان عبد الستار عطاالله
2017 / 5 / 4


تمثل الثقافةالذاكرة الجمعية المجتمعية التي تتمظهر داخل حدود الاعراف والتقاليد..فتشكل طراز حياتي عفوي وتلقائي يسلكه الانسان في تعاملاته مع الاخر .بوصف هذا الطراز حياتي عفوي وتلقائي بوصف هذا الطراز وسيلة تخاطبية اجتماعية .لان الانسان كائن اجتماعي . وهذايعني الثقافة هي تواصل .
وقد يرتنط خطا متداولا مفهوم الثقافة بالشهادةالعلمية، وهذا على الاغلب كلام يفتقر الى الدقة، فليس كل متعلم هو مثقففي حين ان كل مثقف هو متعلم . فالثقافة تتجاوز حدود التخصص في مجال محدد الى تنوع المعلومات وتشعبها فالثقافة باختصار هي يقضة الضمير الانساني .وهنا نضع هذه العيارة بين مزدوجين لاهميتها.
فاي سلوك يعود على المجتمع بالايذاء والضرر هو بعيد كل البعد عن الثقافة .
والمراة هي عنصر فاعل في المجتمع ومشهود له تاريخيا بالاسهام في بناء الحضارة في جوانبها المتعددة (علميا وثقافيا وتربويا) اذ تمارس دورها بدا بتربية الاولاد وتنشاتهم وتعليمهم زمن ثم ادارة شؤون البيت ومشاركة الرجل في اعباء الحياة خارج المنزل .وهذا ربما يكون نتيجة للجانب الفسيولوجي الذي تتمتع به المراة من خلال قدرتها على تقديم معاني الرحمة والحنان لاولادها .فضلا عن قدرتها التي تفوق الرجل في احيان كثيرة في تحملها مشاكل الحمل والولادة وتربية اللبناء.
لكن للاسف نجد المراةتعاني من تهميش واقصاء في اغلب مجتمعاتنا العربية وربما يعود هذا الى :
1. وجود غريزة حب التملك والتغلب وهي غريزة فطرية يشترك فيها الانسان مع الحيوان .
2. تفشي الجهل الذي يعد عدو المراة الاول.
فالجهل يشل عنصرا فاعلا في المجتمع ويقيد حركته ويسلب طاقاته تحت مسميات العيب وغير المشروع، فالقدر الذي تكتسبه المراة من معرفة وعلم وتكوين في مجالات العلوم والفنون وينير ذهنها ويحرر طاقاتها ومواهبها ويشعرها بقيمتها في المجتمع.

3. ثقافة المجتمع الشرقي التي تتسيد اغلب مجتمعاتنا . فالرجل الشرقي رغم حاجته الى المراة المثقفة الا انه يخشى الاقتران بها كنتيجة منطقية لغريزة التغلب والتفوق ...لكنه قد يرتضي وجود زميلة او صديقة مثقفة ضمن دائرة معارفه الصغيرة لتكمل حاجته اليها.
ربما ساهم التطور التكنولوجي والانفجار المعرفي في التحرر من الكثير من القيود العرفية في المجتمع التي كانت تنظر الى المراة على انها كائن ناقص وليس كيان مستقل ...لكن هذا المساحة من التحرر لم تكن كافية لتتسنم المراة دورها الحقيقي في بناء المجتمع وهذا مايتطلب وقفة حقيقية للنهوض بالمجتمع من خلال تثقيف المراة باهمية دورها وفاعليتها التي تتجاوز النظر اليها كانثى او مصدر للجمال والمتعة فقط .لذا يتوجب على القائمين على التنظيم الاجتماعي ورسم سياساته من العمل على القضاء على الامية الامية، والتشجيع على مشاركتها في الانشطة الثقافية . فضلا عن اصدار اصدار التشريعات لحماية المراة وبناء المناهج التربوية التي تدعم احترام المراة والاعتراف باهمية دورها.