الإصرار على معاداة المرأة و القيم الانسانية



فلاح هادي الجنابي
2017 / 5 / 10

مرة أخرى جاهر نظام الملالي في إيران بمعاداته للمرأة و رفضه التام لمساواتها بالرجل، وأصر على البقاء متمسکا بقيمه و أفکاره البالية المعادية للإنسانية و التقدم و معاملة المرأة وفق معايير بنيت على أساس الجنس.
وثيقة منظمة الامم المتحدة للتربية و العلوم(اليونسکو)2030، والتي تهدف الى ضمان توفير فرص تعليم متساوية للجميع على الصعيد العالمي والإقليمي والوطني، أثارت غضب المرشد الاعلى للنظام الملا خامنئي حيث إنتقد الحكومة الإيرانية لتوقيعها على الوثيقة، مٶکدا بأن"وثیقة 2030 للیونسكو وما شابهها لیست بالأشیاء التي تخضع لها إيران"، بما يعني بکل وضوح رفضه للمساواة بين المرأة و الرجل و إصراره على إعتبارها کائن ثانوي خصوصا عندما تساءل بصورة تدعو للسخرية"بأي صفة تعطي مجموعة تسمى بالدولیة والتي ما من شك أنها تخضع للقوى العالمیة، لنفسها الحق في تقریر مصیر شعوب العالم بثقافاتها المتنوعة.؟" وهو محق في ذلك من ناحية إن نظامه خارج الزمن و التأريخ و الحضارة.
حکومة الملا روحاني التي تحاول بطرق ملتوية خداع المجتمع الدولي و الإيحاء بأنها حکومة منفتحة و معتدلة و إصلاحية، أرادت من وراء توقيعها على هذه الوثيقة الاستمرار في سياستها النفاقية و خداع المجتمع الدولي، لکن الملا خامنئي الذي هو الدکتاتور المطلق قد رفض هذه الوثيقة و شدد على عدم تنفيذها عندما قال: "هذا الإجراء خطأ من الأساس"، مضيفا أنه "لیس من المسموح أبدا أن یتم التوقیع على وثیقة وتنفیذها بالخفاء"، وهذا مايمکن إعتباره بمجاهرة النظام لمعاداته للمرأة و تحديه للعالم کله، وهو مايضع الامم المتحدة و المجتمع الدولي أمام مسٶولياتهم من أجل الانتصار للمرأة الايرانية و دعمها و مساندتها خصوصا وإنها تتعرض لهجمة بربرية من جانب هذا النظام.
المرأة الايرانية التي عانت و تعاني الکثير من جراء الممارسات اللاانسانية لهذا النظام و إنتهاك حقوقها الاساسية، يجب الانتباه جيدا بأن عدم مساندتها و الوقوف الى جانبها قد ساعد على تمادي هذا النظام و تشجيعه لتصدير فکره الظلامي المتخلف هذا الى بلدان و شعوب المنطقة، بحيث باتت أحزاب و جماعات و ميليشيات عميلة تابعة له تبادر الى فرض الافکار و المنطلقات العدائية ضد المرأة بالقوة، وإن هذا الامر بدأ يتجلى و ينعکس بوضوح على الاوضاع الاجتماعية في البلدان التي يتواجد فيها النفوذ المشٶوم لهذا النظام اللاانساني، وإن عدم التصدي الدولي و الاقليمي لهذا النظام و أفکاره الرجعية هذه سوف تساهم في توسيع دائرتها لکي تشمل مناطق أخرى، ومن هنا فإنه من الضروري أن يتم تفعيل الدعوة الملحة التي طرحتها زعيمة المقاومة الايرانية مريم رجوي، بإحالة ملف حقوق الانسان الى مجلس الامن الدولي ذلك إن هذا النظام أثبت و يثبت على الدوام بأنه غير جدير لذلك وإن هذا الاسلوب هو الاسلوب الامثل للتعامل مع الملالي و إجبارهم على الانصياع لمنطق الحق و الانسانية.