إبتسم ياصديقي!! فنحن شهداء المستقبل!!!



عزيز الحافظ
2017 / 5 / 12

في العراق اليوم مليون كلمة مكتوبة على الجدران منمقة..ومسمارية وسريالية وسريانية وهادفة وبضائعية كلها تحمل فكرة من سطرّها فليس اليوم هناك خوف من الرفاق الذين كانت يراقبون كل لحظة..الكتابة على الجدران لإنها.. تؤدي حتى بالهزل والنكتة، الى حبل المشنقة ومجهولية مقر الجثة...
اليوم هناك تيارات هوائية ونسيمات من الحرية النسبية وليعذرني صاحب النظرية النسبية عن قنصي اللغوي... فحتى الحب المكنون والمكتوب يسطره بعض العشاق على الجدران بكتابة الحروف المسمارية... فلان يحب فلانة... إسمين فقط... مزروعة بلا سقي ولا ري على جدار كونكريتي لمدرسة إبتدائية او على جدار بائس
متهالك.. منحني كتلافيف الاغصان...
يضحك حتى الجدار على نية وصفاء العاشق... وعندما تركب اي سيارة تجد هذه الكتابات مع اللافتات والاعلانات العشوائية سمة كل محافظات العراق تعبيرا عن مكنونات وخلجات كاتبيها علما كذلك تجد كتابات التهويل والتفزيع من العذاب والتلويح بالنار والتخويف القاسي بوصايا تحذيرية،مصادرها مجهولة في مكتوبات منظمة تقريبا في المناطق الشعبية تقرأها وتشعر ببعض الريبة ان ذاك الاسلام السمح والنقي يُستخدم هنا للقصاص مقدما حتى لو لم تبتلٍ بمعصية ما!!
التقطت عيناي من هذا الكمّ الملياري من الكتابات عبارة غريبة الاطوار لم يكن كاتبها يحمل ريشة بارعة وأصباغ متأنية اليراعات..بل مكتوبة على عجل ويالهول مامكتوب!!!
مكتوب إبتسم ياصديقي.... فنحن شهداء المستقبل!!
اي المٍ صياغي.. وإي حزن مجاني... تهبك هذه العبارة وانت تعرف ان الشباب في كل وطن...هم ألق المستقبل وضيائه ونوره الساطع وهم الامل جيلا بعد جيلا للبناء والتطور والتقدم والاحلام ولديمومة الحياة .... ولكن هنا شبابنا العراقي يتعامل بواقعية عظمى مع المستقبل فهو يعي ان مستقبله الشهادة!!
ويطلب من قوافل تنتظر الشهادة ان تبتسم اليوم!!
اي علياء وشهوق وإين هي الكلمات التي أنتقيها لتصف هذا المشهد الصادم المرسوم بلغة الشباب العراقي!!
كل العالم شبابها يعيش اجمل اللحظات في الرياضة يتعلق منهم بالريال والاخر ببرشلونة والاخر يبحث عن علوم وإبداع والاخر يبحث عن فرصة في شركة وووو
ونحن شبابنا مثلهم يحبون الملابس والصرعات والرياضة والتنافس الريالي ـ البرشلوني وصرعات رونالدو وميسي ولكنهم يعرفون ان هذه لحيظات من عمر بائس فداءا للوطن.. يعرفون ان الوطن يحتاجهم كل يوم حتى يتوقف يوما ما... الموت الباسق لشبابنا وهم يقارعون الارهاب....
شباب العراق محطتهم... الرحيل....كيف ترسم الاحزان طريقهم؟ وتفرش لهم نسيم العيش وامل اللحظات الهانئة أقل
تعال ياوطني...
لقد أرتديت لك لامة حربك.... تعال عانقني قبل ان أودع هيبتك...
تعال هب لي من فيض عليائك... قبضة من شذى نسيم فراقك...
تعال تبسّم لي....فقد أنستنا سحنات قوافل المغادرين... بإرواحهم
رونق تأطير..البسمة....
تعال أيها الوطن!!!
إحتضنا!!! فإنك لاتبكي كما تفعل أمهاتنا عند اللقاء وعند الوداع!!
وإنك لاتشهق بنحيب ونشيج.....وشهقات شاهقة باسقة...
كما يجهشن وينتحبن!
ويصوغ اللؤلؤ من قطرات دموعهن عذابا يكحل مآقينا....
أيها الوطن العزيز......
لايتكلم التراب.... ولا تبتسم الشواهد على القبور...
كم منها أحتواه التراب.. ملتحفا برحيق عشقك ياوطن؟
تعال ياوطني ..أفرش لي سجادة طريق الشهادة....
دلني على أرض رحيلي....
فقد تركت لي الايام...توقيت رنين الرحيل..
وتمنى لي بقعة أدفن بها بعض شظايا جسدي...
عل الاحياء منهم يذرف دمعة من جفنه المتقّرح ....
تبسموا....نحن شهداء المستقبل....
شعار حتى الفلسطيني .... وأده ونساه....
وها نحن العراقيون... وهبناه عشق الحياة من جديد
اليست الشهادة هي الحياة؟
عزيز الحافظ