بالمصانع والمدارس تبنى البلدان لا بالجوامع



فاضل الحّاج محمّد
2017 / 5 / 19

بالمصانع والمدارس تبنى البلدان لا بالجوامع ...
-----
داعش سينتهي قريباً في البلد وعلينا التفكير جدياً بالتفكير لمرحلة مابعد داعش ليس سياسياً بل أقتصادياً ، لنبحث وبجدية أكثر عن أسباب أنحراف وأنجراف شبابنا نحو التطرف والارهاب والجريمة ، فأغلب الذين انحرفوا ربمّا بحثوا عن المال في ظل ظروفٍ معيشيةٍ قاسية أجبرت وطأتها على الالتحاق بتلك المجاميع الارهابية رغم عدم قناعتهم الأنسانية بها لكن أستغلال العوز وتوظيف العامل الديني لزرع الكراهية في نفوسهم هو من صيرهم قنبلة في خاصرة الوطن ، وتم أستغلال طاقاتهم بصورة بشعة ،أذن علينا أن نلتفت قليلاً ونراجع مامضى فالحاجة والعوز تدفع الشباب لأرتكاب الجرائم في سبيل الحصول على المال ، علينا أذن أن نوفر لهم فرص العمل حتى لاينجرفوا مرة اخرى ، وعلينا الأستفادة من التجارب فالفقر أساس الارهاب ، وكثير من البلدان مرت بما مر علينا من حروب أهلية عصفت بها وأهلكت زرعها ونسلها ، لكنهم أستفاقوا وعادوا وعمروا بلدانهم ، لكن كيف ؟
بالاقتصاد وتوفير سبيل العيش الكريم لأبنائهم وشبابهم هذا هو الحل السليم وبعده تأتى الحلول الاخرى ، أذن علينا أن نبدء من جديد لبناء وطننا وبناءه يبتدء من تحريك عجلة الأقتصاد المتوقفة من سنين ، فبناء وتشغيل المعامل والمصانع وأستثمار طاقات الشباب بها ودعمها مالياً ومعنوياً هو الكفيل بالنهوض بالبلد ، وبعدها لانحتاج لحملات توعية بمخاطر الأرهاب وسواه لانه سيذوب تلقائياً بمجرد توفير فرص العمل للشباب وتوفر أسباب الحيّاة الكريمة لهم ولعوائلهم.
نحتاج الى أطلاق حملة وطنية لانشاء المصانع ومعامل جديدة وأعادة تشغيل القديمة منها أستثماراً أو قطاع مختلط ، فالاوطان تبنى بالمصانع لا بالمعابد ، ولكي تستوعب المزيد من شبابنا العاطلين عن العمل حتى لاينحرفوا بين مساري المخدرات والجريمة والأرهاب ،
والعمل على دعمها مادياً وتشجيعها معنوياً وتطويرها رقابياً ، فالصناعات بالاغلب لم تعد بالصعوبة السابقة كما نعرف فالتجميع بالنسبة للصناعات الثقيلة اصبح سمة الصناعة الحاضرة ، اما الصناعات الخفيفة فنحن السابقون لها من دول الجوار ، فليس من المعقول اننا لازلنا نستورد جلافة الصحون او حلفة المبردة او زيت الطعام واغلب الدول المحيطة ماعاادت تستورد من الخارج الا النزر القليل من احتاجاتها الا نحن نستورد كل شي من الابرة حتى السبلت...