سيكولوجية التعامل مع الايتام في المؤسسات التربوية



سيد جلوب سيد الكعبي
2017 / 6 / 16

سيكولوجية التعامل مع الايتام في المؤسسات التربوية

تعودنا ان نتعامل مع اليتيم على انه طفل فقد الاب او الام دون ان نفهم الخصائص النفسية لهذا اليتيم او ذاك وماهي الأسباب التي ادت به الى اليتم لذا فان كل يتيم لديه سيكولوجية خاصة به تحتاج الى اساليب تعامل على وفق نفسية اليتيم من جانبين هامين , الاول نظرة اليتيم الى نفسه والثاني نظرة المجتمع الى اليه لذا يمكن ان نصنف الايتام تصنيفا على وفق الاسباب التي ادت به الى اليتم :.
اولا : فاقد الاب:
يشعر ان المسؤولية في ادارة الاسرة جاءت له قبل أوانها وانه انسان بلاسند والمسؤولية التي تقع على عاتقه تعجل به الى البلوغ المبكر فتنشا عنده حيرة في فهم ذاته فهو يرى نفسه طفلا في هيكل بالغ وفي هذه الحالة يتطلب ان نتعامل معه تعاملا يشعره ان المجتمع باجمعه يسانده ولانعطف عليه فحسب انما ننمي لديه القدرة على تحدي الصعاب دون الطلب منه ان يتخلى عن طفولته وعن اصدقائه ولعبه والبعض من النساء الارامل يدفعن ابناءهم الى اتخاذ دور الاب ويشجعن على ذلك فيصبح فيما بعد الآمر والناهي ومن هنا تبدا المشاكل التي تصل به الى منع الام من ممارسة حقها في الزواج من شخص اخر بل يتحكم بخصوصياتها في اعطاءها الاذن بالخروج والدخول والتشكيك بكل ما يصدر من الام لانها اعطت له دورا لايفهمه ولايدركه .

ثانيا : يتيم الام
يكون اكثر حساسية من يتيم الاب اذ يتاثر تاثرا شديدا حينما يتذكر امه في خياله وهو يشعر ان هناك نقصا كبيرا في تكوينه النفسي وفراغا لا تشغله امراءة غير امه لذا يكون سريع البكاء يبحث عن الام بين النساء الخالات او الجدات وفي هذه الحالة يحتاج اليتيم الى جرعة من الحنان تخفض لديه فقد الام ولا ياتي ذلك الا من خلال الاهتمام به واحتضانه من قبل الاسر القريبة له وان لاتكون المرشدة النفسية متصنعة لدور الام بل تتعامل معه كما تتعامل مع الاخرين بشكل طبيعي والتمييز بينه وبين الطلبة يجعله يشعر انه يختلف عن اقرانه لانها مهما اجهدت نفسها في تمثيل دور الام لاتستطيع ان تقنع اليتيم بذلك اذ ان اليتيم عادة لا يرى ام تشبه امه او بديلا عنها .

ثالثا : اليتيم الذي كان سبب وفاة والده هي التضحية بالنفس من اجل الوطن والاخرين يحتاج في هذه حالة ان لانعطف عليه عطفا نجعل منه اتكاليا نصنع منه شخصية استجدائية لان اغلب هؤلاء يشعرون ان الاب ضحى من اجل الوطن ومن اجل سعادة الاخرين فعلى الاخرين ان يقدموا لهم كل شي واذا قصر المجتمع في تقديم اي شي سوف ينقم على المجتمع ويشعر ان ابوه ضحى من اجل اناس لا يستحقوا التضحية وان مد اليد للاستجداء من الاخرين فيها مشروعية لذا يفترض ان نعطي لهم كل استحقاقاتهم المادية التي تجعل منهم ابناء صالحين تمكنهم من مواصلة الدراسة والعيش المقبول وان دم والده لم يذهب سدى ولانتركهم لمن يعطي ولمن لايعطي ولمن يعطف ومن لايعطف فان احتضان اليتيم مسؤولية معلقة في رقبة الدولة في سد حاجاتهم المادية والنفسية .
رابعا : من فقد ابوه نتيجة قصاص صدر ضد الاب من قبل الدولة فان ذلك اليتيم من الممكن ان يكون حاقدا على الاخرين اذ يكونوا هؤلاء في اغلب الاوقات يميلون الى التمرد على المجتمع ولايسع المرشد النفسي الا ان يجد اساليب تساعد اليتيم على الاندماج في المجتمع والتوافق مع الاخرين وقد يواجهون هؤلاء الايتام نظرة دونية تجاههم تشعرهم انهم يختلفوا عن الاخرين اذ ان البعض ينظر اليهم نظرة تشكلك في عدالة القصاص من الاب وان القانون كان مقصرا في ايقاف حياة الاب وان المجتمع كله على خطأ
وان من المفاهيم الخاطئة هو النظرة السلبية لابن المجرم والنظرة الايجابية لابن المضحي البطل فان كلاهما واحد اصابهم اليتم دون لهم دخل بذلك اليتم
ومن هنا يجب ان تكون نظرة المجتمع لليتيم واحدة باساليب تربوية مختلفة