متى تنتهي معاناة الآرامل في العراق؟؟



لجنة المرأة في التيار الديمقراطي العراقي /استراليا
2017 / 6 / 21

متى تنتهي معاناة الآرامل في العراق ؟؟

تحتفي الأمم المتحدة بمناسبات معينة من أيام واسابيع وسنين، لكل منها موضوع خاص وتهدف من خلال هذه الإحتفالات الى تسليط الضوء لدى الشعوب بمتابعة نشاطاتها وبرامجها وكذلك لتعزيز الوعي وتحفيز العمل العالمي من أجل الحد من الممارسات والقضايا اللاإنسانية والتي تُعاني منها شريحة واسعة في عموم العالم على مختلف إنظمتها السياسية.
ومن هذه الأيام على سبيل المثال لا الحصر، يوم الثالث والعشرين من حزيران يوم الآرامل الدولي، وهو اليوم الذي تم توثيقه من قبل الأمم المتحدة في العام 2011، كيوم عمل لمواجهة الفقر والظلم الذي تتعرض له الملايين من الآرامل واطفالهن. إن الآرملة تعيش ظروف اصعب بكثير من غيرها من النساء خصوصاً بعد ان تفقد زوجها ،لاسيما اذا كانت في مقتبل العمر وتُعيل اطفالاً قُصّر وذلك لصعوبة الحياة.
لقد خاض العراق ومنذ حكم الطاغية الدكتاتوري حروباً مجنونة لا فائدة منها سوى إنها خلفت الألاف من النساء الآرامل المكلومات والمحرومات والخائفات على مستقبل اطفالهن ،كما واخذ العدد بالتزايد بعد سقوط النظام ودخول قوات الإحتلال الأمريكي، حيث دخل العراق في حُقبة جديدة من الإحتراب والصراع الطائفي والإثني فراح ضحيته مئات الألاف من الشهداء وبذلك فقدن النساء ازواجهن واصبحن وجهاً لوجه أمام حالة إجتماعية جديدة (وهي الآرملة) والتي تعني انها الأم والأب والمربية والمعيل والمكافِحة، ناهيك عن الأسباب الأخرى للترمل الا وهي الأعراف العشائرية والإجتماعية،الأسباب الإقتصادية، تزويج الفتيات بعمر مبكر لكبار السن والمعتلين صحياً.
من الواضح اصبح عدد الآرامل في تزايد مستمر خصوصاً بعد دخول عصابات داعش وإحتلالهم ثلثي الأراضي العراقية ونزوح مئات الألاف من العوائل خارج مناطق سكناهم وأغلب هذه العوائل تعيش تحت خط الفقر والجوع والإصابة بالأمراض والأوبئة نتيجة لعدم حصولهم على الرعاية الصحية عند إصابتهم بأبسط الأمراض .
إستنادً للإحصائيات والمسح الذي قامت به وزارة التخطيط والتعاون الإنمائي لعام 2016 والذي شمل محافظات العراق عدا محافظتي نينوى والأنبار ومنطقة الحويجة فقد بلغ عدد الآرامل 878 الفاً و 455 آرملة تتراوح اعمارهن بين 14- 50 سنة.من خلال هذه الإحصائية نرى ان الكارثة كبيرة والعدد في تزايد.
تُرى ما هو موقف وخطة الحكومة والسلطة التشريعية من أجل تأمين حياة حرة وكريمة لهُنَّ ولعوائلهُنَّ ؟؟ وكذلك ما هو موقف ودور منظمات المجتمع المدني من هذه الظاهرة الغير طبيعية في مجتمعنا؟؟
كما نعتقد وحسب قرأتنا المتواضعة في متابعة المشهد السياسي العراقي الحالي، بإننا لا نرى في الأفق القريب أيُ حلٍ لإزمة ومعضلة الآرامل بحجة إنشغال الحكومة بعمليات تحرير الأراضي من سيطرة داعش .من جانبنا علينا ان نرفع اصواتنا عاليا ونطالب بالإسراع بتشريع القوانين التي تؤمن حياة كريمة للآرامل والأيتام، وكذلك الإسراع بإنجاز معاملات المستفيدين من رواتب الرعاية الإجتماعية ،عودة العوائل المهجرة الى مناطق سكناهم والتي تم تحريرها منذ فترة ،إعادة إعمار المناطق السكنية والتي دمرتها عصابات داعش وكذلك من خلال عمليات التحرير،توفير الخدمات الصحية والأدوية وتوفير اللقاحات للأطفال الذين فاتتهم الجداول الزمنية للقاح نتيجة نزوحهم ،عودة الأطفال المتسربين الى مدارسهم والذين اضطروا لتركها مجبرين لإعالة عوائلهم لعدم وجود معيل لهم .
ليكن يوم 23/حزيران وهو اليوم الدولي للآرامل فرصة للعمل من اجل تحقيق كامل حقوق الآرامل
والإعتراف بهن، بعد أن بقيَّن لعهود طويلة في الخفاء لا يُحسب لهُنَّ حساب ويقابلنَّ بالتجاهل.
لنعمل جميعا يداً بيد من اجل النهوض بواقع الآرامل والأيتام وكل النساء اللواتي يعانييَّن من العنف والإضطهاد والتهميش ،لإجل بناء عائلة مستقِرة ومستقبل زاهر لكل الأطفال.
بناء عراق مدني ديمقراطي موحد فدرالي خالي من المحاصصة والطائفية والأثنية المقيتة .

لجنة المرأة في التيار الديمقراطي العراقي /استراليا
21/حزيران/2017