ذات يوم...كنت أرملة 2



ماجدة منصور
2017 / 7 / 19

لن أنسى ما عشت و ما سأعيش ذاك اليوم البعيد..ولكنه ما زال ماثلا أمامي..لأنه اليوم الذي توفي فيه زوجي ،الطبيب العالمي، فجأة هكذا، في مدينة حلب.
هي حلب دائما و أبدا..وجعي العتيق و مطرح أول عشق و حب عشته.
لم يكن زوجي يشتكي من علًة أو وجع..فهو كان شابا و وسيما و رياضيا و نباتيا...ولا أدري حتى يومنا هذا لما توفي فجأة هكذا!!!!
قال لي الأطباء أنه قد تعرض لجلطة دماغية!!
كان زوجي رجلا قويا...يهوى الموسيقا و صوته رخيم...وطالما غنى الأوبرا على مسارح جامعة فرانكفورت بألمانيا..حين كان طالبا يدرس الطب هناك.
إن وفاته قد شكًلت لدي لغز أبدي لم أجد له تفسيرا أبدا.
لم يموت البشر فجأة هكذا دونما سبب؟؟
هذا هو سؤالي و قد استعصى على الإجابة.
إنتشر خبر وفاته بمدينة حلب بسرعة البرق.
فجأة وجدت جماهيرا غفيرة أمام باب المشفى.
و وجدت جميع أهله و أقاربه و قد أتوا من كل أنحاء سوريا..
ركضت بجنون الى غرفة العناية الفائقة حيث كان يرقد...و لكن أقاربه كانوا يسًدون عليً باب غرفة العناية الفائقة و كانت وجوههم صارمة جدا.
صرخت في وجوههم و طلبت أن أرى زوجي كي أعانقه و أقبله ..في حقيقة الأمر لم أكن اصدق أنه قد مات...و كنت أعتقد بأنني حالما أراه و أضمه بين ذراعي
فإنه سيعود للحياة.
فجأة ظهر لي قريبه ،وهو طبيب جراح، و أخذني لعيادته و التي تقبع بذات مبنى المشفى الذي توفي به زوجي فقد كان هو صاحب المستشفى.
أخذني بالقوة الى عيادته و حقنني بحقنة ..قال لي أنها ستهدئني.
صحوت في اليوم التالي و سألت عن زوجي...فقالوا لي أنهم قد دفنوه!!!
ما أسرع أهل السنة و الجماعة بدفن موتاهم.
لقد دفنوه دون أن أودعه و أقبله و أضمه الى صدري!! سحقا للموت..ما أقساه.
للحظة تصورت اليوم الذي كان يحملني به زوجي ..على كتفيه...في ساحة سعد الله الجابري في حلب..و كان أهل المدينة يعتقدون أنه قد جُنً!!
يجب عليً الآن أن أخبركم قليلا عن عائلة زوجي الذي توفي.
لم أجد في عائلته إمرأة واحدة فقط دون نقاب أو حجاب كثيف على أقل تقدير!!
كانت عائلة شديدة الثراء و تدينها مقيت.
نساء العائلة...مشنشلات بالدهب..وفنانات بالطبخ...و سريعات الحمل و الإنجاب و الولادة..و يتباهين بكثرة مواليدهن!!
كل أحاديثهن عن طرق تحضير الطعام و فنون الجماع!!! أي و الله...فنون الجماع.
إنهن مقرفاتتتتتتتتتتتت.
ولكن، و الحق يقال/ أنهن يصلين فروض الصلاة الخمسة مع النوافل أيضا ..و يصمن رمصان كمان و سعيدات أشد السعادة بعبوديتهن التي تطبعت في جيناتهن اللعينة.
لن أنسى ما حييت قريبة زوجي التي كانت تتلذذ بضرب زوجها اليومي لها...و حين أبديت لها قرفي و إستغرابي..قالت لي: شوفي خيتوا....ضرب الحبيب زبيب
و إذا لم يضربني زوجي يوميا فهذا يعني أنه لم يعد يحبني...فهمتي يا مسقفة ( تقصد مثقفة)!!!
لقد أدركت باكرا أن المرأة المسلمة السنية قد أدمنت عبوديتها و عشقت سجانها و أن جيناتها قد تشوهت بعوامل غريبة..عوامل ليست بطبيعية على الإطلاق..و إن
ما يعتقده العقلاء بأن هذا ظلم يقع عليهن..هو خطأ كبير و ضلال عظيم.
لطالما أحسست ، و ما زلت، بأنني لا أنتمي لهؤلاء القوم...وإبتدأت أشك بأنني (ابنة حرام) فأنا لا أفكر مثلما يفكرن و لا أعتقد مثلما يعتقدن بل إنني أعتقد أنني أنتمي
لوجود آخر..مغاير لوجودهن..وجود لا ينتمي لمفاهيم تلك البقعة الجغرافية الكريهة ، التي إسمها حلب، سأحدثكم عن نساء حلب كثيرا جدا..الى أن ينتهي الكلام.
سيكون لي كلاما كثيرا عن (نساء حلب) و ما قاسيته منهن...
كنت أدرك جيدا كم كان مجتمع مدينة حلب يعاديني و يرفضني و يعتبرني دخيلة عليه رغم تاريخ عائلتي العريقة الذي يمتد ل آلاف الأعوام.
لقد كتبت كتابا مؤلفا من 350 صفحة متوسطة الحجم و أسميته (مذكرات عائلة وسخة ) و سوف أقوم بطباعته و نشره حالما تسمح ظروفي بذلك.
أما حياتي أنا...فهي تقوم على مبدأ واحد لن و لن يتغير...--حريتي خط أحمر...خط ساخن جدا--و ممنوع على كائن من كان--ممنوع حتى على الله--الإقتراب من هذا
الخط الأحمر الساخن..و إلاً سيواجه من يقترب من حريتي...خطر الموت و الإحتراق بلهيب كلماتي.
هنا أقف ومن هناك أمشي.