فوبيا المرأة في الثقافات والاديان!(9).



ماجد الشمري
2017 / 7 / 24

وحتى مايستجد من التغيير المادي العلمي لايؤثر الابنسبة طفيفة وبطء على المستوى الثقافي،ولم تحدث القطيعة الا بعد قرون.فقد كان هناك سدا ايديولوجيا يمنع تحقيق تلك القطيعة،والخروج من الشبكة الثقافية التقليدية الثقيلة يعتبر نوعا من المروق المرفوض،نظرا للطابع الديني-الثقافي للقيم الاجتماعية المتجذرة.فعندما يجد الذكر نفسه في مجتمع معادي للمرأة،فمن الحتمي ان ينشأ مطبوعا وطابعا لاعادة انتاج الخوف من المرأة مهما بلغ من تحصيل علمي: فلاسفة،لاهوتيون،اطباء،قضاة،فنانون، ادباء،الخ..
فلم تقتصر المواقف العدائية والمنحازة ضد الجندر النسوي على رجال الدين،والتعاليم الكهنوتية.بل كان سمة اجتماعية للبنية الثقافية السائدة والمتجددة.فقد استطالت وشملت :التشريع وسن القوانين،وامتدت الى الادب والفن،وعلوم الطب،وغيرها من حقول.فعلى سبيل المثال:كان الاطباء يؤكدون
ومرددين كالببغاوات مايقوله الفكر الديني واللاهوت عن دونية ونقص المرأة البنيوي،بايولوجيا وسايكولوجيا.هذه التصورات كانت قديمة ومتوارثة،ولكنهم-الاطباء-تبنوها ونشروها كحقائق ومسلمات لترسيخ الثقافة السائدة.:"فالجنس الانثوي خائرا في مواجهة الشيطان بسبب مزاجه"!.وان المرأة:"كئيبة"!"معتوهة"!"ضعيفة"!"مائعة"!.وان طبيعتها:"غبية"!و"عاجزة"!."لهذا السبب تردد افلاطون بصدد ضعف النساء،واحتار اين يضعهن:افي عداد البشر،ام في عداد البهائم"؟؟!!لماذا ينظر الى الجنس الآخر على انه"عاجز"او معاق؟!.والجواب العلمي الطبي المزعوم يقول:"لان حرارة المرأة دون حرارة الرجل،وان موادها السائلة اكثر برودة وميوعة من مواد الرجل واقل منها جفافا"!.لذلك فأنها "لاترتقي الى كمال افعال الرجل"!.واذا كانت اعضاء المرأة الجنسية قد وجهت الى الداخل كتجويف وانبعاج،فذلك مرده الى"غباء"الطبيعة التي عجزت"عن طرحها وقذفها الى الخارج كما فعلت مع اعضاء الرجل"!!.وكتفسير(علمي) لنوع الجنين ،ووصف الانجاب،ف:"المني الاخف والاكثر حرارة بولد الطفل،في حين ان المني الاكثر لزوجة وبرودة يولد الطفلة"!.ولان:"اللزوجة اقل فعالية من الجفاف..فأن الانثى تتأخر في تكوينها عن الذكر"!."فالله ينفخ الروح في الصبي بعد اربعين يوما،وفي البنت بعد خمسن يوما"!.فمن التجربة-المزعومة-نجد البرهان على:"ان الطفل الذكر افضل حالا واكثر كمالا من الطفلة"!.والمرأة التي تحمل بالذكر:"تكون اكثر نشاطا وعافية طيلة فترة حملها فوجهها يكون اكثر نضارة،وبشرتها اكثر صفاء من المرأة الحامل بأنثى!.وهي علاوة على ذلك تميل الى حمل جنينها الى الجهة البمنى،الجهة الاكثر نبلا في جسم الانسان"!.ف"الرحم هو اشبه مايكون بحقل،فالارض الرطبة اكثر مما ينبغي تحول حبة القمح او الشعير الى زوان او شوفان عقيم"!.وهكذا:"ينمسخ السائل المنوي القادر على صنع الذكر،الى انثى،بفعل برودة الرحم ورطوبته،وبفعل فيض دماء العادة الشهرية النيء والعسير الهضم"!!.هذا الفيض من الهراء العلمي والترهات المعرفية،والتي تعكس الغباء والسذاجة والجهل الفسيولوجي لعملية التناسل وتكاملها بين الرجل والمرأة.،وبايولوجية تكوين الجنين الخليوي من حويمن وبويضة،كان يدعم الاعتقادات الشعبية والدينية،وايضا يستبطنها وبتمثلها كحقائق ومسلمات ثابتة ترددها النخبة الطبية في تلك الفترة.وهذه الصورة المضحكة للمرأة التي رسمها اطباء عصر النهضة ،واختزلتها الى مجرد:"ذكر مشوه وناقص"!.فهي الزوان والشوفان العقيم،في حين ان الرجل هو القمح والشعير"!.هذا قدر المرأة الابدي،لان الطبيعة صنعتها بغباء واعتباط،وجعلت منها اقل مرتبة ومكانة جسديا ونفسيا وبأشواط من الرجل!..ودعم التشريع الى جانب الدين والعلم هذه النظرة المحطة من طبيعة المرأة وللنيل منها بالحجج القاطعة على هذا النقص.فالفقهاء والمشرعون لم يتوانوا عن الاستشهاد واستخدام النصوص الدينية والفلسفية،والقوانين القديمة من لاهوت وعرف وثقافة،واقروا بشكل باتر انحطاط ودونية المرأة بدنا وعقلا.وكانت شرائعهم مبجلة كالنصوص المقدسة،فقد كانوا يمثلون السلطة الثالثة في تلك الازمنة.فالنساء:"اصغر عقلا واقل رشدا من الرجال"!.لذلك:"لايمكن ان يكن موضع ثقة"!.فهن ثرثارات وخاصة العاهرات والعجائز!.ولايجوز ائتمانهن على سر:"فهذا اقوى منهن".واذا ما احسسن بالغيرة ارتكبن اشنع الجرائم كقتل ازواجهن او اولادهن،ولكون المرأة اقل مقاومة للاغراء فيجب عليها تجنب ذوي السمعة السيئة واحاديث الخلاعة والالعاب والرسوم الاباحية،وان تكون المرأة متحفظة"من باب الحشمة"وان تتجنب البطالة،وان تلوذ بالصمت.ف"المرأ’ة حيوان متقلب،متبدل،متلون،طائش،عاجز عن كتمان السر".وايضا:"ناقصة،ضعيفة،قاصرة جسديا وعقليا"!.فهل بقى من شيء في قواميس اللغة من نعوت واوصاف سلبية ومحقرة لم تلصق بالمرأة؟!..يقول ريشوليو في وصيته السياسية :"مادام العالم قد ضاع بسبب امرأة،فما من خطر يهدد الدول كخطر هذا الجنس،عندما يقدر له الهيمنة على من يحكمه،فهو يتحكم بالقيميين على شؤون الناس وفق اهوائه،ويدفع الى مافيه الضرر والشر،لان افضل افكار النساء،تظل افكارا شريرة"!!..(المرأة) ببساطةهي:الشر المحض،ويجب لجم هذا الشر،والسيطرة عليه فقط. فوجوده ضروري ولابد منه لبقاء الجنس البشري لاغير!!!..
....................................................................................................
يتبع.
وعلى الاخاء نلتقي...