عرفتها مقدسية ...زينة الجولاني



رولا حسينات
2017 / 8 / 6

عرفتها مقدسية...زينة الجولاني
عرفتها وأصبحنا صديقتين في ذلك المستطيل الصغير على الشات في الفيس بوك، أخبرتني أنها مقدسية وأنها من أولئك المرابطين عن الحمى الطاهرة.
حدثتني عن نفسها وأنها كتبت كتابا أسمته السجن الفكري...لم أصدق أن المقدسيين الذين حاصرتهم قوات الاحتلال وحمى التهويد وسياسة ترمب بشأن القدس، وعزلها عن المفهوم العربي، لم أصدق أنهم استطاعوا أن يقشروا الهموم عن روح مقدسية لتلون بقلمها السطور. و أنها استطاعت أن تكتب وأن تصدر كتابا في ظل الرعب والخوف...
ولكنها قالت لي: السجن الفكري الذي كتبته كان عنوانا للحرية التي نتمسك بفتيل نورها حتى النهاية.
تلك المقدسية التي بدأت عقدها الثلاثين لم تكن وليدة اللحظة بل عرفت القلم منذ سن السادسة عشر، فأطلقت العنان له فكتبت الشعر الفصيح ثم في التاسعة عشر من عمرها بدأت تنقش القصة القصيرة...
حب المغامرة فيها جين وراثي كما كل المقدسين الذين عاشروا التحدي، فكتبت الشعر بالانجليزية وعندما بلغت الحادية والعشرين كتبت الأغنية القصيرة...
أهي معجزة تلك الزينة؟
أن تنشد البطولة والحلم معا...بأن تعيش كما سائر البشر بلا أسوار بلا بنادق... بلا شهداء على أبواب القدس ففجرت فيها أغاني الإنسانية والحب والغياب... الغياب الذي علقت بين فكيه ولكنها ناضلت للخروج منه، وصدحت تلك الأغنية... روح الله معك... وغناها الفنان عباد أبو صوي... لم تقف زينة الجولاني عند هذا الحلم بل كتبت اسكتشات ترفض فيها العنف، وتدعو للمحبة، وتنشد تلك الذبالة المنطفئة في أنفسنا لنستيقظ من بحر المادية المظلم ومحيطها المتجمد. وفي صبيحة يوم أذاري من عام 2017... استيقظت على صوت حلمها المولود خارج القدس. كتابها السجن الفكري الذي عانت فيه مخاضا طويلا، وكانت ولادته عسيرة حتى أبصر النور النور بعيدا عن أمه وحضنها ولمسة يدها الحانية ...
نعم يقدر لنا أن نسلب الحلم بدل المرة مرات... ويقدر لنا نحن الملتمسون النور أن نبقى تحت مظلتنا المهترئة تحت وابل المطر وتحت قرِّ الصيف...تلك الفتاة المقدسية التي سمعتُ دقات قلبها ...كما آلمتني زفراتها وأحزنني وجعها ...
فقررت أن تكون زينة الجولاني قضيتي وقضية الرأي العام العربي...
مقدسية مثابرة مقدسية عرفت المسجد الأقصى... ولونته بريشتها ورابطت على أبوابه وسحقت تحت بندقية المحتل، وخضعت للقوانين العالمية، عجزت أن تصل لكتابها... وكلنا نتغنى ببطولة المقدسيين...و أصمّ أولو النعمة آذانهم عن صوتها... حين قالت: أريد أن أحمل ولدي؟ وأشبعنا العالم كذبا بأننا معهم قلبا وقالبا ...
المقدسية التي تعلم قلمها نحت الأشعار وتحدى اللغات، بقيت مسجونة داخل السجن الفكري الذي حاولت أن تخرج منه للعالم ...أن تجعلهم يبصرون أن في القدس أناسا يجرون بالقلم مدادا ومدادا من الحب والإنسانية ....
زينة الجولاني وغيرها من مقدسيات مثابرات وكاتبات تحدين كل القيود ليخرجن للبشرية وليعلن للعالم: أننا مازلنا على قيد الحياة... تحتاج وقفة منا...تحتاج أن تبصر حلمها... تحتاج لمن يرعى موهبتها... تحتاج لمن يحملها عبر الأسوار، وإن ضاقت بنا الأسوار... تحتاج لأن تنقش توقيعها على صفحة وليدها البيضاء... تلك المقدسية ليست عبأ علينا يا سادة...و ليست عارا يا من تنادون بحقوق المقدسيين على الواجهات الملونة وعبر الكابلات والأمواج.
هي إنسانة عرفت أن للحياة ألوانا غير اللون الأحمر ....
مما قالته زينة الجولاني في كتابها السجن الفكري ...الذي صدر في الأردن وكانت أحق في أن تنشد للمقدسيين حرية القلم...

...قالت:

نحن دمنا:
نحن دمنا أيها الأخوة بالشريان نقف بجانب بعضنا مهما حصل، هكذا كان القرار يا إخوان... البعض منكم نفذوا القرار والبعض لا, أين ذهبت الأوراق وكل المُحاكاة... هل ثنيتموها وأصبحت في سبات؟ أين الضمير أيها الأخوة؟ أين التضحية حتى الممات؟
هيا ارجعوا كما كنتم ولا تخذلوا بعضكم، وتجعلوهم بمعاناة....
نحن أُمة عربية واحدة ولهجة واحدة مهما اختلفت الديانات، لأننا لدينا فكر واحد وإبداع واحد وحرية واحدة، فلا للاستعباد...
أنتم دم واحد يتدفق في سائر الجسد ينعش الأمل بكل جيل، إن كان بنتا أو ولدا فلنساعد بعضننا بلا بغضاء ولا حسد. فرجوعنا واحد هو الرجوع لله مهما طال الأمد...
يجب أن نكون لبعضنا سنداً ولا ندع في قلوبنا الحقد والعتب ...
نحن أمة واحدة رغم أننا شعوب كثيرة، لكننا يجب أن نسامح بعضنا مهما كان السبب...
لا تجعلوا قلوبكم مغلفة كالهدايا... ويوم القيامة قد اقترب... فلنجعل ضميرنا يعمل بصدق وأمانة.
يا عرب ارفعوا أعلامكم عالياً وأفكاركم بصوت عال، وقولوا نحن الإبداع والتميز والفكر... نحن أحفاد الرازي وابن سينا نحن ونحن ...
لأننا نحن من أَوْجَدْنا العِلم والقراءة ...
فكيف نقبل بالأطراف الأخرى أن تتفوق علينا...
أيتها الأُمة العربية أنت جميلة وستبقين جميلة يا لغتنا العربية، وتقاليدنا وثقافتنا الكبيرة..
نحن سنبقى أمة واحدة بقلب واحد من أجل مستقبل واعد... وشمس تَسْطَع بالعِلم والأفكار المميزة...
#السجن_الفكري
#زينة الجولاني
الرابط الإلكتروني لكتاب(السجن الفكري)
https://facebook.com/commerce/products/1478300282215838


https://m.youtube.com/watch?v=f8TBDp6MkDs

أول أعمالها وانجازاتها... أغنيه الله معك روح للفنان والصديق عباد أبو صوي بتاريخ
21-11-2017
#زينة_الجولاني