براء - دارك



لؤي الشقاقي
2017 / 8 / 23

لمن لايعرف من هي جان دارك , هي مناضلة فرنسية قامت بثورة ضد المحتل الانكليزي لبلدها واستطاعت ان تقود جيش فرنسا لهزيمة الجيوش الانكليزية وتوجت الملك شارل ملكاً على عرش فرنسا وبعد الخيانة الانكليز هزيمتها ومحاكمتها بسبب الهرطقة واحرقها اعدائها , وكانت تبلغ 19 عام فقط ,بدات ثورتها ونشرت افكارها وهي لم تتجاوز 13 عام لتقود بلد باكمله لكي يتحرر من ذل العبودية والخوف وتجعله يحرر نفسه بعد 6 سنوات فقط ..
اليوم نرى جان دارك لكن بنسخة عراقية تقاتل الجهل والتخلف والتعصب وانغلاق العقل والفكر وتشيع ثقافة الحب والقراءة والتنوير والانفتاح على الاخر , فالحرب ليست فقط بالسلاح وليس الجهل بعدو اقل من الاستعمار والخوف والعبودية , فتاة تضحي بوقتها وبجهدها بل وحتى بأسمها واسم عائلتها وسمعتها من اجل تحقيق حلمها وحلف ألاف الفتيات بل وحتى الفتيان في ان تصبح لها دور وبصمة في شارع الثقافة والحب , ان تصبح صاحبة مكتب ومطبعة في شارع المتنبي .
فتاة دخلت شارع للرجال فقط بعد ان كان قديما يرتاده الجميع اصبح للرجال فقط , تحملت الكثير وقاست الامرين في سبيل تحقيق حلمها ولما كاد يصبح حقيقة انبرى بعض دعاة التخلف والجهل ليهاجموها ويلقوا عليها كل مافي داخلهم من حقد وامراض وجهل ويخرجون كل مافي جوفهم من قيح ونتن وعفن ليحاولوا تشويه صورتها وهدم تجربتها , ولانها هدمت اركان جهلهم واسقطت اسيجة تخلفهم هاجموها وحاولوا كسرها , ولم يعلموا انها حصنت نفسها واحاطت روحها بسور العلم والثقافة وقوة الارادة والشخصية وحولها لفيف وجمع من محبيها ومناصريها , فهي بعد كل هجوم تزداد قوة وتزداد عزيمة وهم بعد كل هزيمة يزدادون خذلان وخسارة , فلا يتحدث عنها بسوء الا جاهل اخرق او متعصب احمق او حاسد مبغض او طامع مفسد يتصور ان الثقافة انحلال والاناقة خلاعة والجمال اباحة .
دخلت شارع المتنبي لوحدها قبل 3 سنوات واليوم اصبح شارع المتنبي يغص بالفتيات الذين جعلوا منها قدوة لهم ومنارة ترشدهم الى تحقيق الطموح حتى صارت مضرب الامثال في الجمال والرقة والحب والاخوة والثقافة والرقي والاناقة .
قبل ايام تواصلت معي وكان في صوتها حزن وألم وتحدثنا في بعض امور تخصها وكعادتي شجعتها ورفعت من معنوياتها ومنحتها طاقة ايجابية بحسب قولها ولم تعلم اني اتعلم منها واضع تجربتها امام عيني كلما التفت حولي الازمات كالافعى حول الفريسه وكلما اجتمعت حولي المشاكل كالضباع حول الطريدة وكلما اضلم علي نهاري اضع مشعل براء امامي لينير لي الطريق حتى اعود قوياً كما كنت .
لما وجدت ان الحزن يملئ قلبها واحسست ان محاولاتي لتشجيعها باءت بالفشل لجأت الى استفزاز روح التحدي بداخلها , وما هي الا لحظات حتى عادت براء الى سابق عهدها طموحة متحدية مغامرة متمرة .
صديقتي الجميلة
كوني كالشجر يرمى بالحجر
فيلقي باطيب الثمر