أطفالنا وشكل الوطن!*



حسين مروة
2017 / 9 / 8





سلمت أيديكم يامن دخلتم معركة "الوطن المقاتل"، من نافذتها الصغيرة الجميلة

المخضوضرة.. أي من حيث يدخل الفن والطفولة معاً، يداً بيد..

سلمت أيديكم أيها الفنانون الوطنيون المناضلون: رسامين، ومغنين، موسيقيين ومسرحيين، وهواة أو محترفين في حقل الأشغال اليدوية الفنية والأعمال المنزلية (الجمع يشمل عنصريْ الأنوثة والرجولة كليهما)..

من نافذة الفن والطفولة دخلتم، لتعلنوا معركة "الوطن المقاتل" شاملةً، فسيحة، عميقة، بأبعادها الممتدّة في تفاصيل البشر، وفي تفاصيل الزمن..

أن توضع العلاقة بين الفن والطفولة موضع الممارسة الفعلية الذاتية، يمارسها أطفالنا أنفسهم إبداعاً وتلقّياً، فعلاً وانفعالاً.. ذلك هو المعنى الرائع لهذه الحركة.. وهذا المعنى يشعّ على جانبين:

- جانب، يحتوي مخزون المواهب والطاقات الصغيرة المتطلّعة للنماء والتفتّح..

- وجانب يحتوي مخزون المشاعر الطفلية المتطلّعة للانطلاق والفرح..

ومن هذا المعنى الأبعد والأعمق ينبع شكل المعركة الجميل، تعشب خنادقها بفرح الطفولة وتزهر ساحاتها بمواهب الطفولة.. فهي - إذن - معركة الإنسان السويّ المعافى الذي يحب بقدر حبه الوطن، ويحب الوطن بقدر حبه الحياة.. أما حب الموت فينحصر معناه، عندنا، في كونه علامة حب الحياة والوطن، وكونه دليل عافية هذا الحب...



*بقلم الشهيد حسين مروة(1982/7/21) جريدة " النداء " (من الملجأ أثناء العدوان الإسرائيلي الغاشم على لبنان وبالتحديد - بيروت)