نبض الشارع



امل كاظم الطائي
2017 / 10 / 21

نبض الشارع

كان شاب اسمر عراقي الملامح صوته هادئ بادرني القول:
- حجية الكروة بعشرة الاف دينار قلت له لا كثير
- قال كم يناسبك
- رددت لو الامر لي لقلت الف دينار
- ابتسم وقال ولايهمك خالة اركبي
كان يسير وئيدا وسالني اي الطرق تسلكين عادة
قلت ومن يتنبأ بشوراع بغداد وازدحاماتها، اخشى ان اخبرك على الطريق ويكون مزدحم وتلومني، انت ادرى بالطريق فاسلك ما تشاء.
سكت برهة وقال هل لديك خط
- ليس دائما
- لو تعرفي ما يكون في الخطوط خصوصا مع بنات الجامعة
- نعم جيلكم صعب والمجتمع خطير، فمحتمعنا العراقي حصلت به انكسارات حادة صعب علاجها
- والله خالة نشوف اشكال والوان ولذلك لم اعد اقبل امسك خط
- اي حقك مسؤولية
- والنوبة الموبايل مصيبة وحلت علينا
- والله ابني كل شي سلاح ذو حدين يبقى انت كيف تستخدمه وكل شئ به منافع واضرار
- اني لو علي ما خلي موبايل عند اي مره
- بادرته انت متزوج
- ما جنت اريد اتزوج بس امي وخالاتي ارغموني على ذلك
- اجبروك ولكنك شاب وفي مقتبل العمر كيف يجبروك
- احببت بنت وكنت صادق معها ولكن اهلي ما وافقوا عليها وتزوجت من اخرى بعد ان تزوجت حبيبتي
- الا تحب زوجتك
- لا والله لازلت احب البنت الاولى
- اذن لم تزوجت وظلمت الثانية
- كانت بدايتنا جميلة ولكني ضبطتها في يوم وتليفونها يرن فرددت وكان صوت رجل
- قلت لها من يكون؟
- قالت رقم خطأ لا اعرفه
- تصفحت موبايلها فوجدت اتصلات مستمرة مع نفس الرقم لايام عديدة ولم يمضي على زواجنا غير شهرين ورفضت ان تتكلم وتخبرني الحقيقة
- ذهبت لاهلها وشرحت لهم الموضوع فلم يهتموا لذلك وقالت امها بعدها صغيرة واكو هواية يتحارشون ماعندها شي
بقى الشك يساورني فاخذتها زيارة الى الامام موسى الكاظم وحلفتها ودعيت عليها وقلت "بجاهك يا موسى الكاظم لا تشوفها الضنى مازالت تخونني" وحلفت هي وقالت ماعندي شي.
- لماذا لا تحاول معها بداية جديدة ؟
- ليس لي ثقة بها وتقابلني دوم ووجهها عبوس وحزينة
- حاول ان تكون قريب منها اسعدها اخرج معها، مسيرتكم لا زالت طويلة
- اريد ان اهج من العراق وغشه وخداعه وتلوث بيئته حتى النسوان اللي بي ملوثات
- الحياة تعلمنا ولازم تكون صبور وحياة بين زوجين بدون ثقة صعبة
- ورطة وتورطت بعد شسوي "النسوان من يريدن شي يلفلفن الموضوع بساع"
- طيب هل انت ساكن مع اهلك
- نعم احسن حتى يشوفوها وين تروح وين تجي
- طيب هل هي موظفة؟
- لا ما اوظفها ابد مع العلم هي مكملة كلية
- ليش تساعدك
- هي بالبيت وماكاعدة راحة بالوظيفة شراح تسوي
- الله يهدي النفوس
- هنا عيني اننزل تفضل هاي الكروة
- لا والله حجية ما اخذ مبين انت طيبة وتحبين للخير للناس
- لا عيني ما يصير هاي الكروة اخذها واتمنى تعيش بسعادة وراحة بال
- انا اسمي سواق التاكسي نبض الشارع والمجتمع وتعودت اسمع قصصهم فبعضهم موظف ويشتغل لان الراتب لا يكفي واخرين هاربين م ضجيج البيت ومسؤوليات الاولاد وبعضهم يجوب الطرقات هربا من نفسه ومن مصائب المجتمع.
الحوار معه ذكرني براي الدكتور علي الوردي حين قال " تقدم المجتمع باستخدام التقنيات الجديدة ويجب ا نقبل بايجابياتها وسلبياتها فلا يمكن ان نرضى بالايجابيات ونقول لا ناخذ السلبيات فهذا امر غير واقعي وفي الاخر نرضى بواقع الحال"
- الى لقاء آخر مع نبض شارع جديد.

المهندسة امل الطائي
18 تشرين الاول 2017