زواج القاصرات (زواج القاصرات باطل في الأسلام )



سلام قاسم
2017 / 11 / 7

زواج القاصرات
في البدأ علينا ان نعترف ان اكثر من 50% من السيدات العراقيات تزوجن في عمر دون ال 18 بمعنى ان الزواج المبكر منتشر في العراق بل في جميع الدول الأسلامية .. استنادا الى ايات صريحة واحاديث واضحة .. سنتناول الأية الكريمة التالية ومن خلال شرحها سيتبين لنا اصل تشريع قانون يجيز جواز القاصر من عدمه:
( وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً) (الطلاق:4
الأية واضحة وصريحة .. تصنف النساء الى ثلاث:
1- المرأة اليائسة من المحيض
2- الفتاة الصغيرة التي لم تحض بعد ( القاصر ) موضوع حديثنا
3- المرأة الحامل
الأية تشير الى زواج الفتاة الصغيرة بشكل واضح .. لكن ليس بالضرورة ان يتم الدخول بها .. حسب تفسير العلماء .. بمعنى من الممكن ان يتزوج الرجل البالغ طفلة صغيرة .. وأن يمارس معها لذات مختلفة مثل التقبيل وغير ذلك .. لكن بشرط ان لا يطأها .. مستندين بذلك ايضا الى زواج الرسول الكريم محمد (ص) من عائشة (رض) والتي تزوجها وهي مازالت طفلة صغيرة قاصرة .
لنأتي الى توظيف البرلمان العراقي لهذه الأية وغيرها في تشريع القوانين .. لأننا وكما نعلم ان البرلمان تهيمن عليها قوى الأسلام السياسي ( السنية والشيعية ) لذلك هم يحاولون جاهدين تشريع قوانين تتماشي مع النصوص القرآنية .. منها زواج القاصرات وتحريم الخمور وقوانين اخرى .. متناسين ان المجتمع الحالي يختلف كليا عن مجتمع الرسول الكريم قبل 1400 سنة وان الحياة تغيرت كثيرا .. وأن المرأة اصبح لها دورا رياديا في المجتمع ..ثم ان اغلب زواجات الرسول كانت لغرض مصلحة ما .. وهذا يعني ان زواج الرسول من عائشة... لا يصلح ان يطبق في وقتنا الحاظر .. بسبب تغير الضروف الملائمة له .. مكان الطفلة المناسب .. هو حضن والديها .. وبين كتبها والعابها .. وعندما تبلغ سن الرشد عليها ان تختار من يناسبها من الناحية الفكرية والعمرية .. حتى يكون زواجا مثاليا .. لذلك اتمنى على البرلمان العراقي .. عند تشريعه للقوانين ان يأخذ بنظر الأعتبار... ضروف المجتمع وما يتماشى معه .. ويبتعد كليا عن النصوص السماوية وتفسيراتها .. لأنها ببساطة ممكن ان توقعنا بأشكاليات نحن في غنى عنها .. لذا على المشرع ان يأخذ بنظر الأعتبار .. ضرورة تشريع قوانين تتماشى مع روح العصر .. وهناك تفسير اخر لهذه الأية يختلف كليا عن سابقه سأذكره كما هو :
الآية فيها حكمان:
الحكم الأول : وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ .
الحكم الثاني : وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ .
كيف يكون أجل (َاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ ) هو نفس أجل (وَأُولاتُ الْأَحْمَالِ ).؟
لأن من علامات الحمل أن تتوقف الدورة الشهرية، فإذا لم تحض المرأة فذلك علامة على أن البويضة قد لقحت وتلك هي بداية الحمل، لكن الدقة في الأداء القرآني تميز بين هؤلاء وبين اللائي بدا عليهن الحمل بالفعل من البطن الذي يبدو للرائي أنهن بلا شك أولات أحمال.
أما اللائي لم يحضن فلا يبدو عليهن الحمل حتى يعلم الناس أنهن أولات أحمال.
إذن فاللائي لم يحضن وأولات الأحمال كلاهما يحملن بويضة مخصبة ، أما الأوائل فبدليل توقف الدورة الشهرية (لم يحضن) ، وأما الأواخر فبدليل الحمل البادي للعيان. إذن فأجلهن واحد وهو أن يضعن حملهن
اذا اخذنا التفسير الثاني للأية فهذا معناه ان زواج القاصرات باطل في الأسلام .. وعلى المشرع ان لايشرع اي نص او قانون يخالف الشرع .. حسب مايدعون .. الخلاصة .. وبكل الأحوال .. زواج القاصر يعتبر جريمة يجب ان يحاشب عليها القانون .. لا ان تشرع بقانون من اعلى جهة في الدولة ( البرلمان )
سلام قاسم