كتب اثرت فى حياتى 9يوسا



مارينا سوريال
2017 / 12 / 1

دائمًا ما يأتيني شخص حينما أكون في معرض كتاب أو مكتبة، ويسألني توقيعًا. إما لزوجته أو ابنته أو أمه أو غيرهم، ويتعذر بالقول بأنها ” قارئة رائعة ومحبة للأدب”. وعلى الفور أسأله: “وماذا عنك؟ ألا تحب القراءة؟”، وغالبًا ماتكون الإجابة: “بالطبع أحب القراءة، لكني شخص مشغول طوال الوقت.”.
هم يستحقون الشفقة ليس فقط لأنهم يجهلون المتعة التي تفوتهم، بل أيضًا لأني مقتنع بأن مجتمعًا بلا أدب أو مجتمعًا يرمي بالأدب – كخطيئة خفيَّة – إلى حدود الحياة الشخصية والإجتماعية هو مجتمع همجي الروح، بل ويخاطر بحريته. أود أن أطرح تفنيدات لفكرة أن الأدب نشاط للمترفين، وعرضه كنشاط لايستغنى عنه لتشكيل المواطنين في مجتمع حديث وديمقراطي، مجتمع مواطنين أحرار.
نحن نعيش في عصر تخصص المعرفة، وذلك بفضل التطور الهائل للعلوم والتكنولوجيا، وبفضل تقسيم المعرفة إلى وحدات صغيرة وعديدة. وهذا الاتجاه الثقافي سيستمر بالنمو لسنوات قادمة. للتأكيد، فإن التخصص له منافع عديدة. فهو يسمح باكتشاف أعمق وتجارب أعظم وأكبر، وهو محرك التقدم. غير أن له أيضًا عواقبه السلبية. فهو يمحي الصفات الفكرية والثقافية بين الرجال والنساء، والتي تسمح لهم بالتعايش، والتواصل، والإحساس بالتضامن فيما بينهم. التخصص يؤدي إلى نقص في الفهم الاجتماعي، يؤدي إلى تقسيم البشر إلى جيتو1 من التقنيين والأخصائيين. إن تخصيص المعرفة يتطلب بالتالي لغة دقيقة ورموزًا تزداد غموضة كل مرة. وبالتالي، فإن المعلومة تصبح أكثر انفرادية وتشتتًا. هذا هو التخصيص والتقسيم الذي كان يحذرنا منه المثل القديم: “لاتركز كثيرًا على غصن أو ورقة، وتنسى أنهما جزء من شجرة. ولاتركز على الشجرة فتنسى أنها جزء من غابة”. الوعي بوجود الغابة يخلق شعورًا بالجماعة، شعور الانتماء، ذلك الذي يربط المجتمع ببعضه ويمنع تفككه إلى عدد لايحصى من الأجزاء بسبب هوس الخصوصية الأناني بالنفس. هوس الأمم والأشخاص بأنفسهم لم يخلق إلا الارتياب وجنون العظمة، وتشويهًا في الواقع هو مايولّد الكراهية، الحروب، وحتى الإبادات الجماعية.
لماذا نقرأ الادب يوسا
فى الغالب سيردد ان بوابة التعريف بكتاب امريكا اللاتينية كانت بماركيز ومائة عام من العزلة او خريف البطريرك لكن العكس هو ماحدث معى فبدات
بيوسا والليندى
يوسا وشيطاناته الصغيرات احد الكتاب لذين رفعوا الكتاب المحلية الى المصاف العالمية كتعبير عن تلك البقعة برغم انها قارة تعانى نفس مشكلاتنا تقريبا
لكن كبوتنا هى اكبر لاننا نكره موهبينا ونقتلهم بالجهل والتجاهل
اما ذلك السحر الذى امتلكه يوسا فى ريشته جعلته يحلق بعيدا
إرادته الحديدية في ترويض تعسفات جسده غير المرغوب فيها، وإجبار هذا الجسد على الوجود ضمن حدود ثابتة يفرضها ذوقه السامي -وذوق لوكريثيا بطريقة ما- بفضل بعض التقنيات في الاجتثاث، والقص، والطرد، والسقي، والدلك، والحلق، والتشذيب، إلى آخره، والتي توصل إلى إتقانها كحرفي يتقن عمله، تعزله عن بقية البشر وتبعث فيه هذا الإحساس الإعجازي -الذي يصل ذروته عندما يجتمع بزوجته في عتمة المخدع- بأنه قد خرج خارج الزمان. بل هو أكثر من إحساس: إنه يقين مادي. لقد كانت خلاياه كلها طليقة في هذه اللحظة -تشاس تشاس تصدر عن شفرتي المقص المفضضتين، تشاس تشاس وتهوي الشعيرات المقصوصة ببطء، بانعدام وزن، متأرجحة في الهواء، تشاس تشاس من أنفه إلى دوامة المغسلة تشاس تشاس- متوقفة، متخلصة من التردي ومن عاديات الزمن. هذه هي الفضيلة السحرية للعمل الطقسي والتي كان البشر البدائيون قد اكتشفوها في فجر التاريخ: تحويل المرء، لبعض اللحظات الأبدية، إلى كينونة نقية. وكان هو قد أعاد اكتشاف هذه الحكمة على انفراد، بجهده وعلى حسابه. وفكر: "إنها طريقة الوقف المؤقت للانحدار الدنيء وعبودية الحضارة، وقناعات القطيع الخسيسة، من أجل الوصول، خلال معترضة قصيرة في اليوم، إلى طبيعة سامية". وفكر: "هذه سلفة من الخلود".
امتداح الخالة
كل ما يلمع قبيح. هناك مدن لامعة، مثل فيينا وبوينس آيرس وباريس؛ وكتّاب لامعون، مثل أومبيرتو إيكو وكارلوس فوينتس وميلان كونديرا وجون أوبديك؛ ورسامون لامعون، مثل آندي وارهول وماتا وتابيه. ومع أن هذا كله يلمع، إلا أنه في رأيي لا غنى عنه.
سوء تفاهمنا من النوع المتعلق بالمفاهيم. أنت وضعت هذا التصميم الجميل لبيتي ومكتبتي منطلقاً من الافتراض -وهو افتراض شائع جداً للأسف- بأن المهم في البيت هم الناس وليس الأشياء. لستُ أنتقدك لتبنيك وجهة النظر هذه، وهي ضرورية لرجل في مهنتك لا يمكنه الاستغناء عن الزبائن. ولكن مفهومي لبيتي المستقبلي هو النقيض. ولعلمك: في هذا الحيز الصغير المبني الذي سأدعوه عالمي وستحكمه نزواتي، ستكون الأولوية الأولى لكتبي ولوحاتي، أما نحن الأشخاص فسنكون مواطنين من الدرجة الثانية. فهذه أربعة الآلاف مجلد والمئة لوحة قماشية وكرتونية وغرافيكية هي التي تشكل المبرر الأول للتصميم الذي كلفتك به. وعليك أن تُخضع راحة البشر وأمنهم ومتعتهم لراحة تلك الأشياء وأمنها. وأن يكون بالإمكان تحويل المدفأة إلى فرن لإحراق الكتب واللوحات الزائدة هو تفصيل لا غنى عنه في رأيي. لهذا يجب أن يكون موقعها قريباً جداً من رفوف الكتب وفي متناول مقعدي، ذلك أنني أستمتع بلعب دور قاضي التفتيش مع البلايا الأدبية والفنية وأنا جالس، وليس وأنا واقف على قدمي.

دفاتر دون ريغوبيرتو

...كلمة ثقافة تغيّر اتجاهُها جذرياً في جيلين أو ثلاثة أجيال. كان هناك في السابق إجماع عالمي على ما يسمى في أيامنا بالثقافة العالية، في الأفكار، والفنون، وعلم الجمال. واليوم صار الإجماع على فكرة أن كل ثقافة قِيمة. فالثقافة لم تعد مرادفا للتفكير والنقد، والجدال، ولكن مرادفاً للهو والترفيه. فالثقافة الأكاديمية والجامعية المغلقة لا تزال قائمة، ولكنها معزولة تماماً عن بقية المجتمع، على الهامش تماماً. الثقافة الجماهيرية هي التلفزيون. وهذه الظاهرة صارت عالمية. جميع القارات، وجميع الطبقات، وكل الفنون تلوثت: الرسم والموسيقى، وحتى الأدب والفلسفة. لم نحقق دمقرطة الثقافة وإما دمقرطة البوار والجهل. واليوم حتى في النخب نجد أناساً سعداء بما هم فيه وعليه: جهلة لم يعودوا يتذوقون الفنون.
“كان بورخيس ينزعج كثيرًا كلما سُئِلَ “ما هي فائدة الأدب؟”. كان يبدو له هذا السؤال غبيًا لدرجة أنه يود أن يجاوب بأنه “لا أحد يسأل عن فائدة تغريد الكناري، أو منظر غروب شمس جميل.”. إذا وُجد الجمال، وإذا استطاع هؤلاء ولو للحظة أن يجعلوا هذا العالم أقل قبحًا وحزنًا، أليس من السخف أن نبحث عن مبرر عملي؟ "
هنا فى عالمنا العربى لانزال نردد السؤال ونبحث له عن تبريرات مرضيه لبقعة اصبحت تتعفن من كثره اثامها..
“يود بعض النقاد والمنظرين تحويل الأدب إلى علم، وهذا ما لن يحصل أبدًا، لأن الكتابة القصصية لم توجد لتبحث في منطقة واحدة من تجربة الإنسان. وُجدت الكتابة لكي تثري الحياة البشرية بأكملها من خلال الخيال، والتي لا يمكن تفكيكها، أو تجزئتها إلى عددٍ من المخططات أو القوانين دون أن تضمحل. هذا ما قصده مارسيل بروست حينما قال أن “الحياة الواقعية، هي آخر ما يكتشف وينوَّر. وأن الحياة الوحيدة التي تعاش بكاملها هي الأدب”
يوسا ليس واحد فحسب هو الكاتب والصحفى والسياسى انه صورة الفنان الذى كان مكتبة ضخمة تحوى كل مراجع الانسان وليس الكاتب العازف فى برجه يترجل او انصاف الموهبين يضربون التابوهات لجمع مال بلا ثقل سنظل لهؤلاء المتنقلين بارواحهم من حولنا فى حضره الصالحين
«الوطنية هي ملاذ الأوغاد الأخير»يوسا