كتب اثرت فى حياتى 8مصر من تانى محمود السعدنى



مارينا سوريال
2017 / 12 / 1

عرفته عندما توفى فقط مع الاسف على لسان تلميذه بلال فضل الذى تحول فى مرحلة ما قبل الثورة وبعدها
لاحد نجوم الصحافة الشباب جذب انتباهى بمقالاته وبرنامجه عصير الكتب كاستكمال لركن عصير الكتب للكاتب الكبير الديب
الذى كان يعيد من خلاله اكتشاف الكتب والمواهب والتاريخ المخفى عنا..قرات عن ذك الاستاذ من التلميذ الامين
الذى اتبع معلمه فى درب السخرية من سخافات المجتمع والضحك الباكى من ذلك القلب الذى عاش تقلبات الوطن
منذ كان طفلا قبل ثورة52 وبعدها حتى عهد مبارك حتى اصيب فى نهاية حياته بمرض فقدان الذاكرة اللذيذ
ففى ذلك السن اعباء ماتراه العين اشد وطاة بعد رحيل العمر وبواكير التغيير لم تلوح بعد
على اى حال اتذكر صرخة بائع الكتب فى وجهى وهل تذكروته الان بعد ان مات؟!..
ولكن تعجبت فالامر ليس خطا من جيلى بل من جيل ذلك البائع تحديدا ولولا تلميذه النجيب والمعيته
ولولا فضاء الانترنت لما عرفه الجيل الحالى ويعانى مثل كتاب جيله مما ارسوا الصحافة فى مصر
وكانوا نجوما لها ثم ماذا ؟هل تلك عادتنا لالقد خلد اجدادنابالصور رموزهم ولكننا جيل لايتذكر
ربما كى يعيش..تقريبا قرات كل كتب السعدنى المتوفرة الولد الشقى بجزءيه ملاعيب الولد الشقى حكايات
قهوة كتكوت وداعا للطواجن الصعلوكى فى بلاد الافريقى حمار من الشرق ماما امريكا ومصر من تانى الذى اتوقف
عنده هنا لانه التاريخ فى قالب بسيط لمن يريد ان يعرف وبوابة لمن يملك شغف التاريخ ليبحث
إن نمط الحكم العربي يجعل من الخليفة أو الوالي أو السلطان ملكًا معصومًا؛ فلا يسمح لأحد بانتقاده وهو حي يُرزق. مسموح للجميع أن يبالغوا في مدحه وفي حصر مآثره، وفي تسليط الضوء على مواهبه والاعتراف بعبقريته. وتدور الأسطوانة على هذا الوجه ما دام الخليفة حيًّا؛ فإذا مات الخليفة، قلبوا الأسطوانة على الوجه الآخر، وهو دائمًا عكس الوجه الأول، وبينهما مسافة لا تقل بُعدًا عن المسافة بين الأرض والمريخ!
ولذلك، فكرنا - ولله الحمد - أن نلقي نظرة على تاريخ مصر من تاني. نظرة رجل من الشارع غير متخصص وغير كمساري وعلى غير علاقة رسمية بالتاريخ. وسنعيد النظر من جديد - وفي هدوء - على التاريخ كله، بعد أن مات الخلفاء والسلاطين والأمراء والكمسارية البصاصون. وسنحاول أن نجرد التاريخ من السلطة ومن أبهة الحكم ومن أجهزة المباحث والمخابرات.
وسيكون الفرق بيننا وبين المؤرخين الكمسارية، أن مصر في نظر المحترفين هي سلسلة طويلة من الأمراء والملوك والسلاطين، ولكنها في نظر العبد لله مجموعة متصلة من الأجيال والصياع وأصحاب الحاجات والمتشردين.
مصر فى زمن السلاطين لم تكن قلاوون او قطز او عز الدين ايبك او على بك الكبير .. ولكنها كانت الزهر والحرافيش والحشاشين .. ومصر ايام عبد الناصر لم تكن هى الرئيس ونوابه ومدير المخابرات واجهزة الاتحاد الاشتراكى .. ولكنها كانت العمال والفلاحين والراسماليه الوطنيه والجنود والمثقفين ..

ومصر فى عهد السادات لم تكن هى الرئيس او زعماء المنابر او تجار الشنطه واصحاب بوتيكات شارع الشواربى واصحاب الكباريهات ورواد الحانات ... ولكنها كانت ايضا هى ملايين الشحاتين والمتسولين والذين يعانون المرض وخيبة الامل والجوع ..

انه تاريخ الشعب المصرى فى الحقيقه وعلى المكشوف وعلى عينك يا تاجر..!!!
ولكن تاريخ العرب في مجمله يقف عند خبر أن كل السلاطين في غاية العدل وكل الأمراء في غاية الأدب وكل الحكام على حق وكل الشعب في منتهى الوقاحة والإجرام.