كتب اثرت فى حياتى مويان الحلم والاوباش



مارينا سوريال
2017 / 12 / 3

وما هي إلا لحظة حتى حدثت جلبة فوق عارضة العامود الحامل للسقف، فرفعت رأسي أنظر ما الأمر، فإذا فرخ طائر السنونو قد مدّ مؤخرته من العشّ الكائن فوق العارضة وتغوّط كتلة زبل بيضاء وقعت ساخنة فوق العروق الزرقاء النافرة في ظهر كف جدتي. بصقت العجوز غيظاً وقامت واقفة وذهبت لتغسل يدها وهي تثرثر: سوف أنتهي من الأكل حالاً وأطفشكن من العش.. كل الأشياء صارت أخلاقها منحطة، حتى الطيور ساءت أحوالها، هل كانت أفراخ السنونو في زمن أجدادنا الطيبين تجسر على أن تبول على الناس هكذا؟
كل الأشياء صارت أخلاقها منحطة حتى الطيور ساءت أحوالها
الحلم والأوباش
مع الاسف نحن لانعرف الكتاب فى العالم العربى الا بعد فوزهم بجائزة نوبل ولانزال نواجه بعقبات الترجمة الكثير من النور المحجوب عنا هنا..فمويان ليس الاول ولا الاخير الذى تم تسليط الضوء عليه برغم ترجمة الذرة الرفيعة الحمراء قبل فوز
بنوبل الى العربية بسنوات لكنه لم يحظ بالترجمات والاهتمام سوى بعد اعلان اسمه فى قوائم الجائزة ذات البريق اللامع ولا شىء اخر
فيمةا الكتاب لاتتحدد بنوبل او بجوائز اخرى
عالم ذلك الكاتب الذى يكتب عن سلبيات يمر بها مجتمعه ويواجه التهديد والمنع والحجب دون خوف انه الكاتب الذى ينتقد وليس من تنابله السلطان او اصحاب خلطات الثراء السريع
أسئلة وأجوبة مع مو يان
أسئلة وأجوبة مع مو يان

بيبر رابابليك 24 فبراير 2010
الكاتب الصيني وافق مشكورا على أن يجيب على أسئلة مقدمة من موقع "العالم الشرقي"، أكبر موقع روسي عن الحياة اليومية وتاريخ وثقاقة الشرق الأقصى وجنوب شرق آسيا، مع مناسبة النشر المنتظر لرواية "جمهورية النبيذ"، الحوار ترجم إلى الإنجليزية بواسطة إيجور ييجوروف. الترجمة الإنجليزية بإذن من إيجور ييجوروف.

س: هل زيارتك الأخيرة إلى روسيا تركت فيك انطباعا جديدا؟ هل فكرتك تغيرت عن البلد بالمقارنة بالماضي؟
ج: زرت روسيا لأول مرة في صيف 1996. أمضت الرحلة يومين في مدينة صغيرة بالقرب من مدينة منزولي الصينية الحدودية. انطباعاتي عن هذا اليوم كان سيئة مع فكرة روسيا التي كونتها أثناء قراءتي لكتب المؤلفين الروس. ليس قبل 2007 عندما ذهبت إلى موسكو وشاركت في معرض كتاب عام الصين حيث قدرت مساحة وعظمة المدينة تماما. الامتدادات الروسية الكبيرة التي تبدو بلا حدود، تخفي جرأة واحتفال البلد الممزوجين باللطف والجمال الرقيق.

س: ما مشاعرك تجاه الأدب الروسي ومن هو كاتبك الروسي المفضل؟
ج: الأدب الروسي هو أول الآداب الأجنبية التي تعرفت عليها. عندما كنت لا أزال طفلا قرأت "حكاية الصياد والسمكة" لبوشكين من كتاب النصوص المدرسي الذي يخص أخي الكبير، بعدها توجهت إلى "الطفولة" (جامعاتي) بواسطة جوركي. بالطبع مثلي مثل أي شاب صيني في تلك الأيام، قرأت "كيف سقينا الفولاذ" لنيكولاي أوستروفسكي. كاتبي الروسي المفضل هو ميخائيل شولوخوف، وروايته "الدون الهاديء" أضافت الكثير لتكويني ككاتب.

س: هل يمكن أن تقول أسماء كتاب مشاهير عالميين، صينيين أو أجانب، أثروا فيك بشكل كبير؟
ج: بخلاف شولوخوف، سيكون ليو تولستوي، إيفان تورجينيف، جارسيا ماركيز، وويليام فوكنر.

س: ما تقييمك لتطور الأدب الصيني المعاصر في الثلاثين سنة الأخيرة؟ ما الكتب التي تعتبرها أعمالا فارقة؟
ج: أنا مقتنع أن التطور الذي وصل له الأدب الصيني في الثلاثين سنة الأخيرة مهم. بالإضافة لأعمال الكتاب الآخرين، فالكتب التي تخصني - التي تتضمن "الذرة الرفيعة الحمراء"، "الصدور الكبيرة، المؤخرات العريضة"، "جمهورية النبيذ"، "الموت والحياة يضجرانني" - تعتبر علامات فارقة أيضا.

س: أي أعمال الشباب والموهوبين من كتاب ما بعد الثمانينيات من القرن الماضي، دجانج يوران، وفينج تانج على سبيل المثال، من الممكن أن تشير إليها كأعمال واعدة بشكل كبير؟
ج: هذان الكاتبان ليسا سيئين، أنا لا أعرف الكثير عن بقية كتاب "ما بعد الثمانينيات".

س: كتبك ممتدحة بشكل كبير من قبل الياباني الحاصل على نوبل كينزابورو أوي. هل تقدر أعماله؟ هل أنتما صديقين؟
ج: نثر السيد كينزابورو أوي المبكر هو الذي أحببته كثيرا، هذا يتضمن القصة القصيرة "الأسير" وروايات: "مسألة شخصية"، "الصرخة الصامتة" والأعمال الأخرى، هو أستاذي وصديقي.

س: الروايات الضخمة التي تنتجها في وقت قصير تبدو شيئا مدهشا، يختلف عن أي من الكتاب الصينيين المعاصرين لك، ما هو دافعك وأسلوبك المعتاد في الكتابة؟
ج: في الحقيقة الناتج ليس بهذه الضخامة، ولكن السبب الدال ربما يكون حشد الشخصيات في كتبي، ربما يكون هذا هو السبب في أن أي عمل لي يستطيع أن ينتج إلى حد ما ردود فعل ويجتذب الناس.
أنا لا أكتب أي شيء هكذا، على أي حال، طالما وضعت نفسي في حالة الكتابة أثير مواد كالبركان. أنا لا أكتب لسنوات فيما بين الكتب، على سبيل المثال فبعد نشر "الحياة والموت يضجرانني" في 2006، لم يظهر عملي الجديد "الضفدع" قبل نهاية 2009.

س: "جمهورية النبيذ" هي رواية معقدة جدة وغير معتادة، ومختلفة كثيرا عن بقية كتبك. هل تعتقد أنها الخيار الصحيح ليتعرف القراء الروس على أعمالك؟
ج: أي قاريء روسي يقدر "المعلم ومارجريتا" لميخائل بولجاكوف، سيجد بلا شك أن روايتي تناسب ذائقته.

س: "جمهورية النبيذ" ممتلئة بالأمثال والحكم، أمثال شينجيو،[1] إحالات أدبية، اقتباسات من أشعار كلاسيكية، تتضمن أجزاء مكتوبة بلغة أدبية قديمة، من هو شاعرك المفضل القديم وقصيدتك المفضلة؟
ج: من ضمن الشعراء القدامى فلي بو هو المفضل وقصيدته "أحضر النبيذ" مناسبة جدا لذوقي، خاصة الأبيات:
"ألم تر أبدا؟
مياه النهر الصفراء؟ -
- كيف تتدفق من السموات إلى النهر، ولا تعود أبدا؟
ألم تر أبدا
كيف ينتحبن في مرايا القصر على شعورهن
- أسود حريري عند الفجر، أبيض عند الغسق؟
...
حصاني الغض
فروي الذي يساوي ألف
- ناد الصبي، واجعله يرهنه مقابل النبيذ،
وسوف نشرب متناسين هموم ألف عصر"[2].

س: غزارة الاقتباسات والصور من رواية "حافة الماء"[3] تجعل المرء يعتقد أنه العمل الصيني الكلاسيكي المفضل لك، هل هذا حقيقي؟
ج: أحب بالفعل "حافة الماء"، اعتدت على اعتبارها قراءتي المفضلة في أيام طفولتي.

س: المقولة التي أفضلها عن كونفوشيوس هي: "عندما أسير مع إثنين آخرين، يمكنهما أن يخدماني كمعلمين". هل من الممكن أن ذكر مقولتك القديمة المفضلة من أجل قراءنا؟
ج: كونفوشيوس قال: "هذا الذي لا ترغبه، لا تفعله للآخرين". هذا معياري الحياتي ومقولتي المفضلة.
1 مجموعة أمثال صينية تعتمد على سياقات الكلاسيكيات القديمة ولا تزال تستخدم في اللغة المعاصرة
[2] عن ترجمة بريندان أوكين إلى الإنجليزية

[3] Water Margin رواية صينية تعود إلى القرن الرابع عشر

وما هي إلا لحظة حتى حدثت جلبة فوق عارضة العامود الحامل للسقف، فرفعت رأسي أنظر ما الأمر، فإذا فرخ طائر السنونو قد مدّ مؤخرته من العشّ الكائن فوق العارضة وتغوّط كتلة زبل بيضاء وقعت ساخنة فوق العروق الزرقاء النافرة في ظهر كف جدتي. بصقت العجوز غيظاً وقامت واقفة وذهبت لتغسل يدها وهي تثرثر: سوف أنتهي من الأكل حالاً وأطفشكن من العش.. كل الأشياء صارت أخلاقها منحطة، حتى الطيور ساءت أحوالها، هل كانت أفراخ السنونو في زمن أجدادنا الطيبين تجسر على أن تبول على الناس هكذا؟
الحلم والاوباش