كتب اثرت فى حياتى الطنطورية رضوى عاشور



مارينا سوريال
2017 / 12 / 6

“وهل يمكن أن يحكي شخص ما حياته فيتمكن من استحضار كل تفاصيلها؟قد يكون الأمر أقرب إلى الهبوط إلى منجم في باطن الأرض. منجم لابد من حفره أولا قبل التمكن من النزول إليه. وهل بمقدور فرد مهما بلغ من قوة ونشاط أن يحفر بيديه المفردتين منجما؟ المهمة شاقة تتولاها أيدي كثيرة وعقول وروافع وجرافات ومعاول للحفر وأخشاب وحدائد ومصاعد تهبط إلى الباطن تحت أو تعيد من نزلت به إلى ظاهر الأرض. منجم عجيب غريب يتعين عليك النزول إليه مفردا لأنه لا يخص سواك وإن وجدت فيه ما يخصهم ثم إنه قد يسقط فجأة على رأسك، يكسرها أو يطمرك كاملا بركامه.”
“وما جدوى استحضار ما تحمّلناه وإعادته بالكلام؟”
اكتشفتها قبل رحيلها بفترة قصيرة رغم رحلتها الطويلة بدأتها بالطنطورية عشت مع ابطالها ولم اشعر بالتكرار او السأم من الحكاية لتى تبدو بسيطة ومكررة
لكن الروح والشغف كما لو كانت فتاة صغيرة جعلنى اقبل عليها..وعرفت بعدها ثلاثية غرناطة الذى يعد والطنطورية اكثر مراحل نضوجها الادبى
رضوى مثلت كاتبة عربية حقيقة تمتلك قلما كانت تعيش وسطنا تحارب ىف الجامعة لاجل الحرية
نموذج امكننا ان نتلمسه ليست كاتبة من مكان بعيد لانعرفه بل هى اختبرت معاناه الفتاة العربية جيدا وليست من جيل موجه التردى
ربما هى من اخر جيل كان يعرف حقائق اختفى من معالم حياتنا الان
“أتساءل: ما الذي تفعله امرأة تشعر انها بالصدفة، بالصدفة المحضة، بقيت على قيد الحياة؟
كيف تسلك في الدنيا إن كان وجودها، كل السنين و الشهور و الأيام و اللحظات الحلوة و المرة التي عاشتها، فضلَة حركة عشوائية لقدر غريب؟ كيف تسلك في الدنيا؟”
“أكتب... لأنني أحب الكتابة
وأحب الكتابة... لأن الحياة تستوقفني، تُدهشني، تشغلني، تستوعبني، تُربكني وتُخيفني وأنا مولعةٌ بهـا”
رضوى عاشور
أظهرت تفاني هائل طوال حياتها المهنية، لتصبح أستاذا للغة الإنجليزية والأدب المقارن في عام 1986، ولتشغل منصب رئيس قسم اللغة الإنجليزية والأدب في الفترة من 1990 إلى 1993.كان النشاط السياسي جزءا لا يتجزأ من مسيرتها الأكاديمية؛ فعندما سعى الرئيس أنور السادات للتطبيع مع إسرائيل، ساهمت عاشور في انشاء اللجنة الوطنية لمكافحة الصهيونية في الجامعات المصرية. وعندما تدخلت حكومة حسني مبارك في الحياة الأكاديمية، ساعدت في إيجاد مجموعة 9 مارس المطالبة باستقلال الجامعات.

بدأت بنشر أعمالها الأكاديمية في عام 1977 وتضمنت (مع فريال غزول وآخرين) وهو مرجع مؤلف من أربعة مجلدات حول الكاتبات العربيات (نشر باللغة الإنجليزية في مجلد واحد مختصر عام 2008.) وبحلول الثمانينات، انتقلت عاشور إلى شكل وبيئة خاصة من كتابات الخيال.

عملها الأول في هذا المجال، الرحلة: أيام طالبة مصرية في أمريكا، صدر في عام 1983؛ نشرت روايتها الأولى، الحجارة الدافئة، بعد عامين. تبعتها مجموعة من الأعمال الطموحة بشكلٍ مضطرد مثل: سراج (1992، ترجمت في عام 2007) – وهي حكاية مختصرة ورائعة مزجت مغامرة سندباد برواية عاطفية رمزية عن الطغيان, الاستعمار وغيرها على جزيرة خيالية في الخليج العربي- غرناطة (1994-95، ترجم المجلد الأول في عام 2003)، وهي ثلاثية عادت فيها إلى فترة التعايش العربي الاسباني في الاندلس حتى العصر ما بين القرن الثامن إلى طرد اليهود في عام 1492 بعدما كان المسيحيين والمسلمين واليهود يعيشون جنبا إلى جنب مع بعضهم البعض - تم اعتبار ثلاثية غرناطة واحدة من أفضل الروايات العربية في القرن العشرين من قبل اتحاد الكتاب العرب.

وعلى غرار العديد من الكتّاب في المنطقة، لم تستخدم عاشور الخيال التاريخي لتتبع الماضي فقط، بل اعتمدت هذا الشكل كعدسة يمكن من خلالها النظر بشكل أعمق إلى قضايا الحاضر في ظل الرقابة الجارية.

في رواية الطيف (1998، ترجمت عام 2010)، تشابكت بشكل رائع بمشاهد استحضرتها من شبابها مع حدوث تبدل خيالي للأنا، فأنتجت حالة مؤثرة وحية أخذت مكانها في الاضطرابات السياسية خلال سنوات حكم عبد الناصر والسادات.كما أنها كانت مترجمة ممتازة من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية وترجمتها لمجموعة منتصف الليل وترجمة زوجها، الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي، قصائد أخرى (2008) يظهر فهمها الدقيق ومعرفتها لقواعد الكتابة والصور في الشعر الإنجليزي.

ذكرت عاشور في رواية طيف مشاهد الفرح العائلي العارم، إذ كانوا يقتبسون من أشعار المتنبي وشعراء آخرين في منافسات شعرية فيما بينهم أدت إلى كثير من المتعة. وقد تم تناول أحد قصائد تميم، يا مصر حنيت, خلال الربيع العربي لتصبح أغنية ترمز للحرية والثورة في جميع أنحاء المنطقة. آخر، في عام 2003، كان تحية لأمه؛ إلى فكرها وشجاعتها وكتابتها.لم تتردد عاشور أو تتغير مواقفها بصفتها شاهدا وقوة إبداعية. وقد احتلت بالتأكيد مكانة هامة في مجال القصة بما امتلكته من احساس و وعي.

جوائز وتكريمات

1995: جائزة أفضل كتاب لعام 1994 عن الجزء الأول من ثلاثية غرناطة، على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب.

.1995: الجائزة الأولى من المعرض الأول لكتاب المرأة العربية عن ثلاثية غرناطة.

2003: كانت ضمن مجموعة من 12 أديبا عربيا تم تكريمهم، على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب.

2007: جائزة قسطنطين كفافيس الدولية للأدب في اليونان.

2009: جائزة تركوينيا كارداريللي في النقد الأدبي في إيطاليا.

2011: جائزة بسكارا بروزو عن الترجمة الإيطالية لرواية أطياف في إيطاليا.

2012: جائزة سلطان العويس للرواية والقصة.

أعمالها في الرواية والقصة:

الرحلة: أيام طالبة مصرية في أمريكا، دار الآداب، بيروت، 1983.

حَجَر دافئ (رواية)، دار المستقبل، القاهرة، 1985.

خديجة وسوسن (رواية)، دار الهلال، القاهرة، 1987رأيت النخل (مجموعة قصصية)، مختارات فصول، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1987.

سراج (رواية)، دار الهلال، القاهرة، 1992.

غرناطة (الجزء الأول من ثلاثية غرناطة) دار الهلال، 1994.

مريمة والرحيل (الجزءان الثاني والثالث من الثلاثية) دار الهلال، 1995. نشرت الطبعة الثانية بعنوان ثلاثية غرناطة، المؤسسة العربية للنشر، بيروت، 1998. صدرت الطبعة الثالثة عن دار الشروق، القاهرة، 2001. وصدرت طبعة خاصة في سلسلة مكتبة الأسرة، القاهرة، 2003أطياف (رواية)، دار الهلال، القاهرة، 1999، والمؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1999.

تقارير السيدة راء (نصوص قصصية)، دار الشروق، القاهرة، 2001.

قطعة من أوروبا (رواية)، المركز الثقافي العربي، بيروت والدار البيضاء ودار الشروق، القاهرة، 2003.

فرج (رواية)، دار الشروق، القاهرة، 2008.

الطنطورية (رواية)، دار الشروق، القاهرة، 2010.

أعمالها في النقد الأدبي:

البحث عن نظرية للأدب: دراسة للكتابات النقدية الأفرو-أمريكية (بالإنجليزية:The Search for a Black Poetics: A Study of Afro-American Critical Writings)، رسالة دكتوراه قدمت لجامعة ماساشوستس بأمهرست في الولايات المتحدة، 1975.

الطريق إلى الخيمة الأخرى: دراسة في أعمال غسان كنفانى، دار الآداب، بيروت، 1977.

جبران وبليك Gibran and Blake (باللغة الإنجليزية)، الشعبة القومية لليونسكو، القاهرة، 1978.

التابع ينهض: الرواية في غرب إفريقيا، دار ابن رشد، بيروت، 1980.

في النقد التطبيقي: صيادو الذاكرة، المركز الثقافي العربي، بيروت والدار البيضاء، 2001.

تحرير بالاشتراك مع آخرين، ذاكرة للمستقبل: موسوعة الكاتبة العربية، (4 أجزاء)، مؤسسة نور لدراسات وأبحاث المرأة العربية والمجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، 2004.

الحداثة الممكنة: الشدياق والساق على الساق: الرواية الأولى في الأدب العربي الحديث، دار الشروق، القاهرة، 2009.

أعمالها في الترجمة :

الإشراف على الترجمة، إلى العربية، للجزء التاسع من موسوعة كمبريدج في النقد الأدبي؛ القرن العشرون: المداخل التاريخية والفلسفية والنفسية، المجلس الأعلى للثقافة، 2005.

ترجمة ،من العربية إلى الإنجليزية، لشعر مريد البرغوثي بعنوان "منتصف الليل وقصائد أخرى"(Mourid Barghouti, Midnight and Other Poems, trans. Radwa
التقت بزوجها عندما كانوا طلاب في جامعة القاهرة، وتزوجوا في عام 1970. ولد ابنهم تميم، في عام 1977. وفي العام نفسه، تم ترحيل البرغوثي، مع العديد من الفلسطينيين الآخرين، من مصر في الفترة التي سبقت زيارة السادات إلى القدس. لم يتمكن من العودة إلى مصر إلا بعد 17 عاما، مما أجبر الأسرة على تباعد أفرادها. وقد عمل في نهاية المطاف في الإدارة الإعلامية لمنظمة التحرير الفلسطينية في بودابست، المجر، حيث كان يزور عاشور وابنه تميم كل عطلة صيفية.