كتب اثرت فى حياتى التصحيحات جوناثان فرانزن



مارينا سوريال
2017 / 12 / 9

عندما جاءت أخيراً، لم تكن انفجار فقاعة بين ليلة وضحاها، بل انهياراً أعمَّ بكثير، تسرُّباً استغرق عاماً للقيمة من الأسواق المالية المهمة، تناقضات تدريجية للغاية لدرجة أنها أدت إلى ظهور عناوين ومانشيتات كثيرة في الصحف وكان يسهل التنبؤ بالانفجار لدرجة أنه لا يمكن أن يؤلم أحداً غير الحمقى والشغيلة الفقراء».
انه المجتمع الرأسمالى الاول فى العالم كيف تحول الافراد بداخله..كيف لم يعد للمجهود مقابل الاسهم والاموال قيمة حتى بات الفرد ضئيلا
انه اقتصاد متوحش لايدع فرصة سوى لتكاثر المال امام ضمور المشاعر التقوقع والانعزال ..رواية بنكهة امريكية لثقافة متفاخرة متباهية بذاتها لاتقيس نفسها حول الاخريين بل كانها خلقت لنفسها
فقط ولا يوجد سوى اسمها على الارض فقط لم اشعر بالراحة امام الترجمة فى بعض فصولها لكن افهم اننى لااشاهد عملا يتناول ألأم البحث عن المساواة او العدالة بين الافراد
فلم يعد هناك فرد بل سوق سوداء تحرك العالم اجمع.
وضعت هذه الرواية علي قائمة أفضل مائة رواية صدرت باللغة الإنجليزية بين عامي 1923 و2005 التي أعدتها مجلة تايم الأمريكية, وفي عام 2006 قال عنها الكاتب الأمريكي بريت إيستون إليس إنها "واحدة من أعظم ثلاث روايات كتبها جيلي", وفي عام 2009 كلفت مجلة أدبية أمريكية مجموعة نقاد وكتاب وصحفيين بالتصويت على أفضل رواية صدرت في العقد الأول من الألفية, فاستقر قرارهم علي "التصحيحات" بفارق كبير عن باقي الأعمال.
هذه الرواية - أو هي خمس روايات متشابكة - تمثل ما يسمي أحياناً في الولايات المتحدة: "الرواية الأمريكية الكبري", أي الرواية التي تعبر لحظة كتابتها عن "روح العصر" في الولايات المتحدة بقدر كاف من التفصيل, فتقدم صورة واضحة عن أحوال المجتمع ولغته وأهتماماته وثقافته ورؤية المواطن الأمريكي العادي للحياة بشكل عام, كما توصف بهذا المصطلح كل رواية معبرة أفضل التعبير عن حالة الأدب الأمريكي في أي عصر من العصور, ما أقرب هذه الحالة الأدبية إذن إلي ثلاثية نجيب محفوظ مثلاً في تعبيرها عن أحوال المجتمع المصري في النصف الأول من القرن العشرين.
تنبع أهمية الرواية من أنها نجحت إلي حد بعيد في التوفيق بين المقولات الما بعد حداثية للأدب والرواية الواقعية كما اتفق عليها, هناك جملة في متن الرواية تعبر عن الحالة الأدبية التي نقدمها, في وصف لمكان محوري, هو مطعم جديد ومختلف تعمل فيه واحدة من شخصيات الرواية المركزية: "فقاعة براقة من الحداثة مستقرة وسط مبني صناعي أثري من عهد الثورة الصناعية الغابر", من ثم فقد يري القارئ في كتابة جوناتان فرانزن أصداء من "تشارلز ديكنز" و"ديستويفسكي" و"دون ديليلو" و"فيليب روث" و"بورخيس", بل ربما أيضاً لأديبنا الكبير "فتحي غانم", وأخيراً "جوناثان فرانزن" كاتب مختلف تمكن من تقديم أعمال تستوعب تماماً خصوصية عصره وإيقاعه, دون التعالي علي الرصيد الإبداعي السابق عليه.
بالإضافة إلى الروايات، نشر فرانزن بعض المقالات المهمة في مجلات أدبية، منها "مانيفستو أدبي" نشره في مجلة هاربر عام 1996 تناول فيه دور الروائي في عالم الإعلام الحديث الذي يبدو أنه لم يعد بحاجة للرواية، فرفض اعتبار أن الهدف من كتابة رواية اجتماعية كبرى هو التركيز على القضايا والأفكار، وأعلن تفضيله لتناول حياة الشخصيات ومشاعرهم والغرق في التفاصيل. لكن يبدو أنه نجح في التوفيق بين الاتجاهين في "التصحيحات" التي قدمته للعالم بصفته "الكاتب الأمريكي الكبير". وفي عام 2002 نشر فرانزن نقداً لروايات الكاتب الأمريكي الكبير ويليام جاديس، وتحدث عن كيف يرى بعض من قرأوا "التصحيحات" أنها رواية "نخبوية" في بعض أجزائها، وعرض لآرائه عن كيفية قراءة الأدب الصعب، فاقترح القياس على "نموذج التمثال/النحّات" حيث هدف الأدب هو الفن، بالإضافة إلى "نموذج العقد"، حيث هدف الأدب هو التسلية، واعتبر نفسه مراعياً للنموذجين على حد سواء.

كما نشر في عام 2002 مجموعة مقالات "كيف تكون وحيداً" هي مجتمعة بمثابة اعتذار للقارئ، يعرض فيها علاقته غير المستقرة بمكانة الأدب من المجتمع المعاصر. كما يتناول آثار طفولته ومراهقته على حياته الإبداعية، وقد تناول نفس هذه النقطة في كتاب بين المقال والمذكرات هو "مساحة الاضطراب" نشره عام 2006.

كما ترجم جوناثان فرانزن مسرحية للكاتب المسرحي الألماني "فرانك ويديكايند" (1864 – 1918) بعنوان "الربيع يصحو" في 2007. وفي حديث له بعد نشرها قال إنه ترجمها لمسرح إحدى الجامعات في عام 1986 مقابل 50 دولاراً ثم استقرت في درج مكتبه عشرين عاماً بعد ذلك. وبعد عرض المسرحية في برودواي قال فرانزن إنه نشرها "لأنني كنت أعرف أنها ترجمة جيدة، أفضل من ترجمات كثيرة على الساحة".

كما نشر فرانزن مقالاً عن التليفونات المحمولة، والوجدان، وانحسار المساحات العامة، بعنوان "اتصلت لأقول لك إنني أحبك" في عام 2008. وفي 2012 نشر مجموعة مقالات بعنوان "بعيداً أكثر" شملت أفكاره عن التكنولوجيا وبعض الموضوعات الذاتية. وقيل عن المجموعة في صفحة الكتب بجريدة النيويورك تايمز: "يظهر من الكتاب سخاء فرانزن، وإنسانيته وحبه للأدب، وكذلك تفضيله للقضايا الأخلاقية المعقدة على ما هو وجداني. إنه الصراع من أجل أن تكون إنساناً حقيقياً في مواجهة النرجسية.. ترى هذا الصراع في كل صفحة من الصفحات. ليس هناك ما هو أفضل من هذا الكتاب لتقديم ضمير أحد كبار كتابنا المعاصرين".
“The human species was given dominion over the earth and took the opportunity to exterminate other species and warm the atmosphere and generally ruin things in its own image, but it paid this price for its privileges: that the finite and specific animal body of this species contained a brain capable of conceiving the infinite and wishing to be infinite itself.”
― Jonathan Franzen, The Corrections