كتب اثرت فى حياتى اين تذهب يا بابا؟



مارينا سوريال
2018 / 1 / 14

أين نذهب يا بابا؟ سؤال يردده "توماس" ابن الراوي عليه دون توقف.. إنه السؤال الوحيد الذي يستطيع نطقه بوضوح، ويجعلنا الراوي بسخرية مريرة ننتظر أن يحظى طفله المعوق بإجابة مرضية، ولكننا نكتشف عبر صفحات الرواية الحقيقة الوحيدة المؤلمة وهي أنه مهما كانت الإجابة فلن تثنيه عن تكرار سؤاله الوحيد فهو باختصار شديد لايفهم.
أما "ماتيو"الابن المعوق الثاني فهو لا يجيد إلا أن يقذف بكرته بعيدا، ثم يطلب من والديه أن يعيداها إليه وربما كانت اللحظة الوحيدة التي يشعر فيها بالراحة هي عندما يمسك أحدهما بيده ويذهبان معا للبحث عن الكرة حتى تحين لحظة يطوح فيها بكرته بعيدا جدا ولا يجد من يساعده على العثور عليها ثانية فيموت وعمره خمسة عشر عاما.
“هذه اللحظات الرائعة حيث يختزل العالم في شخص, لا نوجد الا من أجله ولأجله, نرتعش عندما نسمع وقع خطواته, وتخور قوانا عندما نراه. من نخشي كسره من فرط ضمه, من نضطرم حين نقبله, ويصبح العالم من حولنا مشوشا”
“مرعبٌ هو موت من لم يكن أبداً سعيداً، من جاء إلى الأرض ليقوم بجولة سريعة فقط لأجل أنّ يعاني”

“عندما نشاهد طفلاً وليداً نتعجب. يا لحسنه. ننظر إلى يديه نحصي عدد أصابعه , و نسجل خمسة في كل يد , نفعل الأمر نفسه مع قديمه , و نصاب بالدهشة , ليسوا أربعة ولا ستة , فقط خمسة , كل مرة هي معجزة . و لا أتحدث عن الداخل , الأكثر تعقيداً.
أن بصبح لك طفل , أمر يستحق المجازفة ... لا نربح في كل المرات . و لكننا نستمر في فعل ذلك.
في كل ثانية على الأرض تلد إمرأة طفلاً...
يتعين العثور عليها و الحديث إليها لكي تتوقف , يضيف الكاتب الهزلي .
“من حق الطفل المعوق أن ينتخب.
توماس بالغ، بوسعه الانتخاب. كلي ثقة أنه فكر جيداً، وازن ال"مع"وال"الضد"، حلل بدقة شديدة برنامج كل المرشحين، كفاءة نظامهما الاقتصادي، و أحصى أعوان كل حزب.
“عندما نشاهد طفلاً وليداً نتعجب. يا لحسنه. ننظر إلى يديه نجصي عدد أصابعه , و نسجل خمسة في كل يد , نفعل الأمر نفسه مع قديمه , و نصاب بالدهشة , ليسوا أربعة ولا ستة , فقط خمسة , كل مرة هي معجزة . و لا أتحدث عن الداخل , الأكقر تعقيداً.
أحيانًا ينتابني إحساس أنني تركت آثارًا، ولكن كمثل تلك التي نتركها بعد السير بأحذية ممتلئة بالطين على أرضية مدهونة وندع أنفسنا لتبادل السباب.”
“أين نذهب يا بابا؟” سؤال يضعه الكاتب الفرنسي جون لوي فورنييه عنواناً لروايته المترجمة مؤخراً والحاصلة على جائزة “الفيمينا”، السؤال يطرحه الطفل توماس ابن الراوي، نعلم بعد الاسترسال في القراءة أن توماس يكرر السؤال عشرات المرات، هو لا يعرف من اللغة إلا هذه الكلمات، ونتعرف أيضاً إلى ماتيو الطفل الثاني للراوي الذي لا يجيد إلا أن يقذف بكرته بعيداً ويطلب من والديه أن يعيداها إليه، وسعادته الوحيدة تتمثل في أن يمسك أحدهما بيده ويذهبان للبحث عنها