كتب اثرت فى حياتى صحبة لصوص النار



مارينا سوريال
2018 / 1 / 15

“لايمكنني التنبؤ بتفاصيل المستقبل ولكن لا اشك ان انسان الحاضر لو تم زرعه في المستقبل، سوف يشعر بغربة صاعقة كما لو انه في عالم من الاقزام او من العمالقة
“الأموات "الحقيقيون" لا يمكن أن يموتوا إذا ظللنا نفكر بهم. فذاكرتنا متصلة بهم، وأعمالهم بقيت لدينا، مثل كل ما فعلوه وتركوه وراءهم. فإذا توقفنا عن الهجس بفكرة أنهم ماتوا، سنتمكن من العيش معهم من خلال الذاكرة.

جوزيه سارماجو

لا يلخّص هذا النوع من الحوارات كتاباً، ولا يعرّف بكاتبه· فأسئلته، بما تنطوي عليه من ثقافة متمكنة، تضع القارىء أمام كاتبين إثنين بدل أن يكون أمام كاتب واحد، بسبب غنى المحاوِر والمحاوَر على السواء· إن الأسئلة المثارة، بمعلوماتها الشاملة والدقيقة عن مؤلفات الكاتب ومواقفه وآرائه، وبملاحظاتها النقدية المعمقة، وبمداخلاتها الثقافية الجدية، تستحضر أجوبة تشفي الغليل المعرفي وتكون على السوية الثقافية نفسها من الأسئلة، مما يجعل الحوار وثيقة أدبية مرجعية تضاف إلى جملة الأعمال التي أصدرها المؤلف موضوع السؤال والجواب·
لماذا؟ لأنه ليس حواراً صحافياً بالمعنى الترويجي الذي يبتغي الحصول على أجوبة تعليمية أو توضيحية، وليس لتسويق مادة أدبية وإغواء القارىء بمضمونها· إنه حوار معرفي ينطلق من العلاقة الثقافية الندية بين السائل والمجيب، ليطرح أفكاراً، ويكشف خيوطاً وأوراقاً خفية، ويلقي الضوء على مكوّنات أدبية وفلسفية وإنسانية ما كان ممكناً استعراضها والاستفاضة في جعلها على مائدة النقاش لولا الجدية العلمية التي تطبع الأسئلة بالطابع الثقافي والمعرفي· هذا النوع من الأسئلة العارفة والمثابرة، ما ان يطرحها السائل على المؤلف حتى يمعن هذا الأخير في الانقياد لها انقياداً يتحوّل عبر الأجوبة، ومع تراكم الأسئلة وتكثّفها النوعي، إلى ما يشبه دليل القارىء الى الكتب نفسها، وأحياناً الى أبعد من الكتب: إلى الكاتب برمته، إنساناً عادياً وقارئاً وناقداً ومؤلفاً وناظراً في اللغة والأدب وفي الحياة الإنسانية مطلقاً·
أهمية هذه الحوارات المرجعية الشاملة تنبع أيضاً وخصوصاً من أنها مع كتّاب عالميين ذوي حضور جوهري بارز في آداب بلادهم والعالم، منهم من هو حائز نوبل الآداب، على غرار ساراماغو ويلينيك، ومنهم لم يحزها لكنه يكاد يكون “أكبر” منها، من امثال إيكو وبونفوا· وهي حوارات تمثل غالبيتها سبقاً صحافياً، كونها مع أدباء لم يسبق لأي صحافي عربي ان حاورهم مباشرة من قبل·
لم اكن اعلم ان صحافتنا العربية استطاعت ان تحاور فى فترة من حياتها العظماء بل ونجحت احيانا فى اجتذاب قلمهم للكتابة لها ايضا قبل ان اقرأ هذا الكتاب للصحفية اللبنانية جمانة حداد
جمانة حداد (6 كانون الأول/ ديسمبر 1970، بيروت) كاتبة ومترجمة وصحافية لبنانية. تم اختيارها في آذار 2014 كواحدة من المئة امرأة عربية الأكثر نفوذاً في العالم (في الرتبة 62) من جانب مجلة CEO Middle East، بسبب نشاطها الثقافي والاجتماعي.
هي من عائلة سلوم، وتعود أصولها إلى بلدة يارون العاملية (جنوب لبنان)
تعمل جمانة حداد مسؤولةً عن الصفحة الثقافية في جريدة النهار اللبنانية، وأستاذة في الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت. هي ناشطة في مجال حقوق المرأة، ومؤسسة مجلة "جسد" الثقافية المتخصصة في آداب الجسد وعلومه وفنونه. تولّت بين عامي 2007 و2011 مهمّة التنسيق الادراي للجائزة العالمية للرواية العربية (أو الـ"بوكر" العربية)، وهي الآن عضو في مجلس أمناء الجائزة.
أصدرت مجموعات شعرية عدّة نالت صدى نقدياً واسعاً في لبنان والعالم العربي، كما تُرجم بعضها إلى لغات أجنبية.
أجرت سلسلة من الحوارات مع مجموعة كبيرة من الكتّاب العالميين، من أمثال أومبيرتو إكو، بول أوستر، جوزيه ساراماغو، باولو كويلو، بيتر هاندكه وآخرين.
تتقن سبع لغات، ولها ترجمات في الشعر والرواية والمسرح لعددٍ من الأدباء العرب والعالميين، منها "انطولوجيا الشعر اللبناني الحديث" بالإسبانية التي صدرت في إسبانيا كما في بلدان مختلفة من أميركا اللاتينية.
جمانة حداد عضو في مجلس أمناء منظمة "دوت" غير الحكومية التي تعنى بالتمكين الاقتصادي للنساء في المناطق الريفية، كما أنها عضو في مجلس مستشاري منظمة "مارش" غير الحكومية التي تناضل في سبيل حرية التعبير في لبنان.
نالت عام 2006 جائزة الصحافة العربية.
نالت في أكتوبر 2009 جائزة "شمال جنوب" للشعر في بيسكارا، إيطاليا.
اختيرت في أكتوبر 2009 واحدة من ابرز 39 كاتبا عربيا تحت سن التاسعة والثلاثين، في اطار مشروع بيروت 39.
نالت في أبريل 2010 جائزة بلو ميتروبوليس للادب العربي (الماجدي بن ظاهر) في مونتريال، كندا.
نالت في أغسطس 2010 جائزة رودولفو جنتيلي في بورتو ريكاناتي، إيطاليا
نالت في نوفمبر 2012 جائزة كوتولي العالمية للصحافة في صقلية، إيطاليا.
عُيِّنت في تموز 2013 سفيرة فخرية للثقافة وحقوق الإنسان في منطقة المتوسط من جانب عمدة مدينة نابولي الإيطالية.
نالت في فبراير 2014 جائزة المسيرة الشعرية من مؤسسة "أركيكولتورا" في بييمونتي، إيطاليا.
أعمالها:
في الشعر:
وقتٌ لحلم، 1995، بيروت.
دعوة إلى عشاء سرّي، 1998، دار النهار للنشر، بيروت.
يدان إلى هاوية، 2000، دار النهار للنشر، بيروت.
لم أرتكب ما يكفي، 2003، مختارات شعرية، دار كاف نون، القاهرة.
عودة ليليت، 2004، دار النهار للنشر، بيروت/ 2007، دار آفاق، القاهرة.
النمرة المخبوءة عند مسقط الكتفين، 2007، مختارات شعرية، منشورات الاختلاف والدار العربية للعلوم، الجزائر.
عادات سيئة، 2007، مختارات شعرية، الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة.
مرايا العابرات في المنام، 2008، دار النهار للنشر والدار العربية للعلوم، بيروت/ 2010، دار آفاق، القاهرة.
كتاب الجيم، 2011، الدار العربية للعلوم، بيروت.
في النثر:
هكذا قتلت شهرزاد، 2010، ساقي بوكس، لندن (صدر في 13 بلداً و12 لغة في العالم، منها العربية).
سوبرمان عربي، 2012، وستبورن بريس، لندن (الأصل بالإنكليزية وترجم إلى الفرنسية والإيطالية والإسبانية والكرواتية والعربية).
في الترجمة:
لمسات الظل،2002، شعر، ايمانويل ميناردو، عن الإيطالية، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت.
بيروت عندما كانت مجنونة،2003، رواية، انطونيو فيراري، عن الإيطالية، دار النهار للنشر، بيروت
«صحبة لصوص النار» .. كتاب حواري للشاعرة اللبنانية جمانة حداد - صحيفة الرأي