كتب اثرت فى حياتى بينما ينام العالم



مارينا سوريال
2018 / 1 / 28

“لقد وُلدتِ لاجئة، ولكن أعدكِ بأني سوف أموت إذا كان لابُد لي من ذلك حتى لا تموتي وأنتِ لاجئة.”
“كيف يمكن ألا يستطيع الإنسان أن يسير إلى ملكه الخاص؟ أن يزور قبر زوجته؟ أن يأكل ثمار أربعين جيلاً من كدح أسلافه من دون أن يعاقب بالموت رمياً بالرصاص؟ على نحو ما، لم يكن هذا السؤال الفجّ القاسي قد نفذ سابقاً إلي وعي اللاجئين الذين شوشتهم أبدية الانتظار، معلقين آمالهم على قرارات دولية نظرية”
“في يوم ما، سوف أفقد كل شيء وكل أحد”
“في محنة تاريخ دُفن حيّاً، سقط العام 1948 في فلسطين من الرُزنامة إلى المنفى، متوقفّاً عن حساب العدّ السائر للأيام والشهور والسنوات، ليصبح بدلاً من ذلك ضباباً لا نهاية له!”
“قال لي والدي ذات مرة: " لقد سمّيناك آمال بالألف الممدودة؛ لأن الاسم بالهمزة يعني أملا واحدا فقط،أمنية واحدة،أنتِ أكثر من ذلك بكثير! وضعنا كل آمالنا فيكِ! آمال،بالألف الممدودة،تعني:الآمال، الأحلام،كثيرا منها ".”
“وجدت الصلابة تربة خصبة في قلوب الفلسطينيين, وبذرت بذور المقاومة ونَمَتْ تحت جلودهم.أصبحت القدرة على الاحتمال
السمةَ المميزة لمجتمع اللاجئين,لكنهم دفعوا الثمن غالياً ... لقد ضحُّوا برقَّة الإحساس. تعلَّموا أن يحتفلوا بالاستشهاد,فالاستشهاد وحده هو الذي يقدَّم الحرية.”

“كنت امرأة قليلة الكلام و بلا أصدقاء. كنت ((إيمي)). اسم بلا معنى. آمال مفرَغة من الأمل. اللغة العملية فقط كان بإمكانها اجتيازُ الغصَّة التي صنعها الحب الذي يتلوى في رماد القصة التي كادت أت تكون. و على كل حال، هل ثمة أي كلمات يمكنها استعادة مستقبَل حُرم زمنَه؟”
“عزيزتي آمال ،بالألف الممدودة الحاملة للأمل.
في بعض الأحيان يعبق الهواء بتنهدات الذاكرة، بنسيم من ريح الزيتون من شعر المحبوبة،في بعض الأحيان يحمل صمت الأحلام الميتة،في بعض الأحيان يكون الزمنجامدا مثل جثة تستلقي معي في سريري.
و هناك أنام ، في انتظار الشيء المشرف،كي ياتي من تلقاء ذاته.سأبقي على إنسانيتي، على الرغم من أني لم أفِ بوعودي.
و لن يُنتزع الحب من عروقي.”
“سرعان ما ظهر من الرسم وجه لا ينطفئ, عيناه الواسعتان اللتان تبدوان أكبر من الحياة , تحدقان من تحت كوفية ملفوفة بإحكام حول العام 1948 الذي توقف عنده المستقبل , نحو حرية الموت المتحدي الذي ينفجر في كومة قذرة من المجد.”
“فى اثناء محاولتى الاحتفاظ بتوازن مشيتى فى حياة اهتزت بعدم اليقين
تعلمت المسالمة مع الحاضر من طريق قطع خيوط حب الماضى من دون دراية منى
حيث كبرت فى اجواء من الأحلام المرتجلة و اشواق وطنية مجردة
كل شئ بدا مؤقتْا بالنسبة إلى , لا يمكن النظر إلى اى شئ على انه باقِِ”
“لقد أرسخت تلك الأيام نفسَها في ذاكرتي كذرّات غبار دموي،مع رائحة كريهة لكائنات متعفنة وتربة محروقة.لقد انتقلنا،ولكن إلى لا مكان. نظرنا،ولكنّ الواقع أغشى على أبصارنا.لقد شهقنا وزفرنا غبار الأشلاء فلم نتنفّس.وبينما أصبح الحشد أكبر، كنت أنا أراقب من فوق السطح في ارتباكي الشخصي.كنا لاجئين، جميعنا.”
رواية بينما ينام العالم أربعة أجيال من عائلة أبو الهجيا، كانوا يعيشون في قرية فلسطينية هادئة، يزرعون الزيتون. وتروي ما تعرَّضوا له من معاناة منذ إعلان دولة إسرائيل عام 1948 ، وكيف انهارت حياتهم المسالمة للأبد، وتم ترحيلهم قسرًا عن قريتهم وأرض أجدادهم إلى مخيم للاجئين في جنين لتبدأ مأساة ما زالت مستمرة حتى اليوم.
ومن خلال عيون أمل، حفيدة كبير العائلة، نتعرَّف عليهم وعلى ما حدث. مثلًا، لشقيقيها: الأول، يُضحي بكل ما يملك من أجل القضية الفلسطينية، والآخر خُطف من عائلته ليصبح جنديًّا في الجيش الإسرائيلي وعدوًّا لأخيه. بينما قصة أمل الدرامية تمتد عبر العقود الستة للصراع العربي الإسرائيلي: وقائع حب وفقدان، طفولة وزواج وحياة عائلية، والحاجة إلى مشاركة كل هذا التاريخ مع ابنتها لتحافظ على أعظم حب في حياتها
جميعنا اصبحنا لاجئين فى اوطاننا لايمكن سوى للكلمات التى اثرت بى ان انقلها كما هى دون اطفاء المزيد عليها فكل حرف اثر بى هو يستحق ألا اضيف المزيد.

سوزان ابو الهوى
وُلدت لأبوين من نازحي حرب العام ١٩٦٧ عندما اجتاحت إسرائيل ما تبقى من فلسطين، بما يشمل القدس. حالياً تقطن في بنسلفانيا مع ابنتها. هي مؤسسة ورئيسة “ملاعب لأجل فلسطين”، التي تعنى بمساندة حق الطفل الفلسطيني في اللعب. لها العديد من المقالات والمداخلات السياسية التي ظهرت في وسائل إعلام عالمية مختلفة، كما شاركت بقصصها في مجموعتين من المختارات القصصية: “أوهام مهشمة“ (أمل برس ٢٠٠٢) و”البحث عن جنين“ (كيون برس ٢٠٠٣) أما “صباحات في جنين” الصادرة في العام ٢٠٠٩ عن بلومزبري، فهي روايتها الأولى.