كتب اثرت فى حياتى تشريح التدميرية البشرية



مارينا سوريال
2018 / 1 / 30

نزوع الانسان نحو التدمير هو طبع تُخلق له كل الظروف لكي يتطبعه بني البشر في عصر "الانسان الحديث"
ان ازدياد العنف والتدميرية على المستوى القومي والعالمي قد حول انتباه المحترفين والجمهور العام على السواء الى البحث النظري في طبيعة العدوان واسبابه وفي هذا الاطار يتحفنا الباحث أريك فروم من خلال دراسة صدرت عن وزارة الثقافة السورية مؤخرا ضمن جزءين برائعته الحديثة «تشريح التدميرية البشرية» والتي تسلط الضوء بحثيا على اهم المشكلات النظرية الاساسية في التحليل النفسي للتدميرية البشرية ، ويعتبر الباحث أريك فروم من أبرز المفكرين في القرن العشرين في علم النفس الاجتماعي وأحد الباحثين المتابعين لمدرسة فرويد في علم النفس البشرية، ويتناول فروم في دراسته الواسعة والتجريبية والمتقصية عدة انواع من العدوان مثل «الطبع السادي» المازوخي «والطبع النكروفيلي، وقد حاول فروم ان يعرض مكتشفاته لاقسى اختبار ممكن وذلك باختيار نتائج ملاحظاته على مختلف النظريات السيكولوجية واستعمل مبدأ الاحتمالية بكل دقة وأناة بعيدا عن النسيوية التي هي عيب فكري لايقل سوءا عن الدوغمائية، وقد اثبت فروم من خلال البحث في ميادين علمية مختلفة ان النكروفيليا ليست فطرية في الانسان وان انسان ما قبل التاريخ كان يتصف بالحد الادنى من التدميرية وتسعى الدراسة الى توضيح طبيعة العاطفة النكروفيلية والظروف الاجتماعية التي من شأنها ان تغذيها.

إريك فروم (23 مارس، 1900 - 18 مارس، 1980) عالم نفس وفيلسوف إنساني ألماني أمريكي. ولد في مدينة فرانكفورت وهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية في 1934. والتحق بجامعة فرانكفورت وهايدلبيرغ حيث درس فيها العلوم الاجتماعية والنفسية والفلسفية. ومن أعماله :الهروب من الحرية (1941) التحليل النفسى والدين (1950) اللغة المنسية : مدخل إلى فهم الأحلام والقصص الخيالية والأساطير (1951) المجتمع العاقل (1955) رسالة سيجموند فرويد : تحليل لشخصيته وتأثيره (1959) أزمة التحليل النفسى : مقالات عن فرويد وماركس وعلم النفس الاجتماعيى (1970) تشريح نزوع الإنسان إلى التدمير (1973) كما حرر كتبا، بأقلام كتاب متعددين عن بوذية زن ومفهوم ماركس للإنسان وغيرها.

كل سلوك تدميري ليس نتاجا عمليا لغريزة تدميرية في بنية الطبع البشري بل محصلة دوافع ونزعات ليست طبيعية بالضرورة وإنما لها علاقة وثيقة بالممارسات والطقوس الثقافية". لقد فسر فروم السلوك العدواني بفقدان الفرد لقيمته وشعوره بأن حياته غير جديرة بأن تعاش وظهور نرجسية جماعية تعتقد في التفوق وال إن الأمل الكبير في تقدم غير محدود – وهو أمل السيطرة على الطبيعة والوفرة المادية وتحقيق قدر أقصى من السعادة لأكبر عدد ممكن من الناس، وتحقيق حرية فردية لانهائية- قد كان أساس الاستبشار والاعتقاد الذي ميز أجيالا بكاملها منذ العصر الصناعي"عظمة وبالتالي غياب البعد الإنساني وخاصة انعدام الضمير والهروب من الحرية.