عام من النجاح و قصة كفاح



لؤي الشقاقي
2018 / 2 / 12

عام من النجاح وقصة كفاح
عام من النجاح واربعة اعوام من العمل والصبر واعوام كثيرة من التخطيط والارادة
جملة تختصر سيرة حياة فتاة بغدادية رسمت لنفسها طريق عمل مليئ بالنجاح يتخلله بعض الفشل , طريق شقته بصبر وبدموع وبتضحية وبتعب وجهد قد يعجز عنه الشباب ويكل عنه الرجال .
براء قصة نجاح وتميز وارادة , ليس سهل ان تقف فتاة جميلة وصغيرة بين الشباب ووسط الرجال متحديه الجميع في ان تكون او لا تكون , حتى صنعت لها اسم ووجود وكيان وليس فقط اسم براء بل اصبحت صنو الكاتبة والسياسية والشاعرة شرقية الراوي رحمها الله , بل وسبقتها في ان تكون اول من تتواجد في شارع المتنبي وتفتتح دار للنشر ومكتبة .
براء اعادة لشارع المتنبي حضور ووجود الفتيات فبعد ان كانت الفتيات يقصدن المتنبي خائفات متوجزات او يصحبهن اب او اخ او زوج "محرم يعني" خوفاً من انتقاد البعض او تحرش البعض الاخر, اصبحن يأتين لوحدهن متجولات بين المكتبات متقلبات بين الكتب يشعرن بطمأنينة لوجود فتاة قد سبقتهم في العمل والتواجد هناك , حاجات لقبلة العلم والمعرفة,ولاتتم زيارتهن ولا تصح الا بالمرور على دار براء والاستمتاع بحديثها ورؤيتها .
التقيت ببراء مرات قليلة لكوني اعيش خارج العراق وفي كل مرة ازداد اعجاب بهذه الفتاة وبأرادتها وقوتها (قد يقول احدهم مافعلت حتى تمتدحونها وتشيرون لها اقول له براء تحملت ساعات عمل طويلة بلا كلل او ملل وتحملت كلام وانتقادات وصلت حد الشتم والقدح والسباب وليس لعملها فقط بل حتى لشكلها وطولها وحتى ملامح وجهها مع ان لها وجه ملائكي جميل جداً ناهيكم عن الطعن فيها) كل هذا وهي تستقبل الناس بابتسامة وبضحكة تخفي خلفها ألم وحزن من حرب المجتمع لها والناس بدلاً من احتضانها ودعمها ومساعدتها لكي تحقق شيء وتكون قدوة لكل شباب جيلها .
في اكثر من مرة قلت لبراء انتي قدوة لي فترفض ذلك ولكني اصر, فمع انني اكبرها عمراً وقد وضعت تقريباً اهدافي ورسمت لي طريقاً وشققته ولله الحمد ولكن ليس لطموح الانسان حد او سقف محدد , وكـأي انسان اخر تمر علي لحظات واوقات احس فيها بتعب وبثقل الحمل الذي اضطلع به واحس بضعف ووهن وشبه انهيار ولكني اتذكر براء وتجربتها لاعود واقف على قدمي مرة اخرى محدثاً نفسي عنها متسائلاً "هل تملك ارادة اكبر مني..هل قدرتها على الصبر اكثر مني.. هل هي اقوى مني" فتأتي الاجابة لتمنحني طاقة ايجابية وامل .
في كل مرة كنت احدثها عبر الهاتف او بشكل مباشر تقول لي "انت تعطيني طاقة ايجابية وحديثك يمنحني السعادة والأمل" لكني في الحقيقة انني كنت امنح لنفسي تلك الطاقة وهذا الامل لأني ارى في نجاحها نجاح لي وفي تميزها تميز لكل جيلي وفي تفوقها تفوق كل العراقيين وفي تحديها تحدي لكل مستحيل .
كتبت في مقالة سابقة اننا يجب علينا ايجاد القدوات في المجتمع لغرض احياء الامل في المستقبل لدى الناس ,وواجبي كـكاتب ان اسلط الضوء على كل حالة ايجابية في المجتمع وليس افضل من فتاة تميزت ونجحت بعد تعب سنوات حتى صارت جزء من شارع الثقافة كي اكتب عنها عدة مقالات وسوف استمر مادامت تنتقل من نجاح لأخر .
براء اليوم تحتفل بمرور عام على افتتاح مكتبة ودار براء وقد ألتف حولها كم كبير من الناس ليحتفل معها ويفرح بها لانها بنتهم جميعاً واختهم كلهم وقدوة لكل الشباب ممن تنقصهم الشجاعة في تحقيق اهدافهم عازين للمجتمع فشلهم وعدم تحقيقهم لكيانهم او لشيء يذكر .
مبارك لسندريلا المتنبي وللنخلة العراقية ولعروس قبلة المثقفين براء البياتي مرور عام على تحقيق احد احلامها وفي انتظار تحقيق الباقي .