العراقيون يباركون المرأة العراقية في يومها العالمي



عصام الياسري
2018 / 3 / 17

في برلين.. وسط الأهازيج والغناء
العراقيون يباركون المرأة العراقية في يومها العالمي.

عصام الياسري
في بادرة فريدة قامت في 10 آذار 2018 منظمات المجتمع المدني العراقية في برلين: رابطة المرأة العراقية، منتدى بغداد للثقافة والفنون، نادي الرافدين الثقافي العراقي ومنظمة حقوق الإنسان العراقية. بتنظيم حفل بمناسبة اليوم العالمي للمرأة إرتسمت فيه أجواء الود والمحبة، وتنوعت الأهازيج والمشاعر التي تتغنى بحب الوطن والأمل. وجاد كرم الفنانين على امتداد سبع ساعات لمتعة الحاضرين من العراقيين والعرب الذين غصت بهم قاعة الإحتفال بأجمل الأغاني الطربية والموسيقى من التراث العراقي والعربي. ويَسَر ثلة من الأخوات والإخوة الطبيخ العراقي على موائد كظت بصحون الدجاج والتاجينه والكبة، وسط مبارات كلامية بين السيدات حول أفضلية الطبخ: يابه احنا أهل؟؟ نسوي الكبة أحسن من أهل!! لا يابه احنا اهل؟؟ نسوي التاجينه أحسن من أهل!! لا يمعود شعرفهم الطبخ!
قدم رئيس منتدى بغداد عصام الياسري بإسم المنظمات كلمة بالمناسبة، هنأ فيها المرأة العراقية بيومها العالمي، كما تطرق إلى المراحل التاريخية التي طرأت على نضال المرأة بعد تنظيم أول تظاهرة نسائية في نيويورك في العام 1856 ضد الأوضاع اللاانسانية. وخروجهن من جديد في 8 أذار 1908 في نيويورك للمطالبة بتخفيض ساعات العمل ومنع تشغيل الأطفال. وكيف شكلت لاحقاً هذه التظاهرات حدا فاصلاً في حراك المرأة، حيث بلغ ذروته خصوصا بعد إنضمام نساء من الطبقة المتوسطة إلى موجة التظاهر من أجل المساواة والحقوق السياسية بما في ذلك حق الإنتخاب. وعلى أثر تظاهرة نيويورك عام 1909 بدأ الاحتفال في 8 آذار من كل عام كيوم المرأة الأمريكية، حيثما ساهم ذلك في دفع الدول الأوروبية الى تخصيص هذا اليوم كيوم للمرأة. إلا أن منظمة الأمم المتحدة لم تعترف به كيوم عالمي للمرأة إلا في العام 1977 حيث أصدرت قراراً يدعو الدول الأعضاء إلى اختيار يوم، فاز يوم 8 آذار بالأغلبية.
ثم عرج على دور المرأة العراقية ونضالها من أجل إكتساب حقوقها ومساواتها بالرجل قائلاً: بدأت المرأة العراقية نضالها في وقت مبكر وعلى مستويين، الأول: داخل العائلة وحاضنتها البيئة الإجتماعية. والثاني نظام الدولة والاطر السياسية التي تتحكم بموقفها من المرأة. عُرف عن المرأة العراقية بأنها معطاء في نضالها ضد القهر والتمييز المجتمعي والسياسي والدفاع عن حقوق المرأة والطفل. كما لعبت دورا بارزاً في نشاط الحركة الوطنية في العهد الملكي ومن ثم مقارعتها للنظام الديكتاتوري السابق والوقوف ضد إرهاب الدولة والحروب والحصار، وتقف اليوم لمواجهة الطائفية والفساد والارهاب ومن أجل الدفاع عن حقوق المرأة. ويتميّز حراكها لمواجهة التحديات بالعمل بين الجماهير بشكل مثابر. وتأسست "رابطة الدفاع عن حقوق المرأة العراقية" في 10 آذار 1952 ومن أهم أهدافها: النضال من اجل السلم والتحرر الوطني والديمقراطية، ومن اجل حقوق المرأة ومساواتها، وحماية الطفولة والامومة. في عام 1953 قبلت عضوا في "الإتحاد النسائي الديمقراطي العالمي" وفي 1954 عقدت أول مؤتمر سري لها ساهمت فيه نيابة عن فروعها 54 مندوبة. في 1955 انتخبت الرابطة عضوا في سكرتارية الاتحاد النسوي العالمي.
ثم القت السيدة أم آراس باسم رابطة المرأة العراقية كلمة جاء فيها: تحتفل نساء العالم في الثامن من اذار بيوم المرأة العالمي يوم النضال والتضامن بين نساء العالم. فلهذا اليوم دلالات كبيرة في تاريخ نضال المرأة، اذ اصبح رمزا لتظافر الجهود من اجل غد افضل وخلق فرصة متكافئة لتاخذ مكانها الطبيعي في المجتمع.
تحتفل رابطة المرأة العراقية بهذا اليوم، ارتباطا بتأسيسها في 10/3/52 كمنظمة نسائية وطنية ديمقراطية.
يأتي الثامن من آذار ككل السنوات الماضية والمرأة لازالت تعيش اوضاع استثنائية حيث تواجه النساء العربيات وخصوصا في العراق واليمن وفلسطين وسوريا وليبيا اوضاعا صعبة للغاية بسبب الحروب وعمليات الإرهاب وعصابات الجريمة المنظمة في ظل تراجع الواقع الإقتصادي والتعليمي وضعف الخدمات الصحية والاجتماعية وارتفاع نسب الطلاق والترمل وتزويج القاصرات وتضاعف معدلات العنف الزوجي والأسري نتيجة غياب وضعف القوانين الرادعة وخضوعها لتأويل القضاة وهيمنة العرف العشائري والسلطة الذكورية.
ان المراة العراقية هي اكثر معاناة واضطهاد وتعسف بسبب الظروف الاستثنائية والعصيبة التي يمر بها العراق والسياسات الخاطئة التي جعلتها ضحية ازمة اجتماعية كبيرة، الامر الذي يتطلب نضالا اشد، وصبرا اطول لتحدي المعوقات وانتزاع كامل الحقوق في التعليم والعمل والضمانات الصحية والاجتماعية والمشاركة في صنع القرار.
نتمنى ان يكون هذا العام مختلف ومميز، ولكل امرأة عراقية، تنعم بحياة امنة ومستقرة خالية من العنف والاقصاء والتهميش.
وبهذه المناسبة تتقدم "لجنة تنسيق رابطة المرأة العراقية في الخارج" التحية والشكر والتقدير للمنظمات التي شاركت في اقامة هذا الحفل، والتهنئة الى جميع النساء العراقيات في الوطن والخارج على اختلاف قومياتهن ومعتقداتهن، وتشديد العزم والنضال لتحقيق اهدافها في المساواة للمرأة والسعادة للطفولة.
عاش الثامن من اذار يوما مضيئا يخلد النساء اللواتي لعبن دورا بارزا في النضال من اجل اثبات وجودهن وخدمة بلادهن.
ننحني حبا واجلالا للشهيدات والمغيبات وضحايا العنف والارهاب.
عاش صمود المرأة العراقية النازحة والمهجرة والمختطفة والمعتقلة.